
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَشــَجْتَ وَهَـلْ لَـكَ مِـنْ مَنْشـَجِ
وَكُنْــتَ مَتَــى تَــذَّكِرْ تَلْجَـجِ
تَــذَكُّرَ قَــوْمٍ أَتــانِي لَهُـمْ
أَحـادِيثُ فِـي الزَّمَـنِ الْأَعْـوَجِ
فَقَلْبُــكَ مِــنْ ذِكْرِهِـمْ خـافِقٌ
مِـنَ الشـَّوْقِ وَالْحَـزَنِ الْمُنْضِجِ
وَقَتْلاهُـمُ فِـي جِنـانِ النَّعِيـمِ
كِــرامُ الْمَــداخِلِ وَالْمَخْـرَجِ
بِمـا صـَبَرُوا تَحْتَ ظِلِّ اللِّواءِ
لِـواءِ الرَّسـُولِ بِـذِي الْأَضـْوَجِ
غَــداةَ أَجــابَتْ بِأَســْيافِها
جَمِيعـاً بَنُـو الْأَوْسِ وَالْخَـزْرَجِ
وَأَشــْياعُ أَحْمَـدَ إِذْ شـايَعُوا
عَلَى الْحَقِّ ذِي النُّورِ وَالْمَنْهَجِ
فَمـا بَرِحُـوا يَضْرِبُونَ الْكُماةَ
وَيَمْضـُونَ فِـي الْقَسْطَلِ الْمُرْهِجِ
كَــذَلِكَ حَتَّــى دَعَـاهُمْ مَلِيـكٌ
إِلَــى جَنَّــةٍ دَوْحَـةِ الْمُولِـجِ
فَكُلُّهُـــمُ مَــاتَ حُــرَّ الْبَلاءِ
عَلَـى مِلَّـةِ اللـهِ لَـمْ يَحْـرَجِ
كَحَمْــزَةَ لَمَّــا وَفَـى صـادِقاً
بِــذِي هِبَــةٍ صــارِمٍ ســَلْجَجِ
فَلاقــاهُ عَبْــدُ بَنِــي نَوْفَـلٍ
يُبَرْبِـــرُ كَالْجَمَــلِ الْأَدْعَــجِ
فَــأَوْجَرَهُ حَرْبَــةً كَالشــِّهابِ
تَلَهَّــبُ فِـي اللَّهَـبِ الْمُوهَـجِ
ونَعْمــانُ أَوْفَــى بِمِيثــاقِهِ
وَحَنْظَلَــةُ الْخَيْـرِ لَـمْ يُحْنَـجِ
عَـنِ الْحَـقِّ حَتَّـى غَـدَتْ رُوحُـهُ
إِلَــى مَنْـزِلٍ فـاخِرِ الزِّبْـرَجِ
أُولَئِكَ لا مَــنْ ثَــوَى مِنْكُــمُ
مِـنَ النَّارِ فِي الدَّرَكِ الْمُرْتَجِ
كَعْبُ بن مالِك الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، شاعِرُ الإِسْلام، أَسْلَمَ قَدِيمًا وشَهِدَ العَقَبةَ وَلَمْ يَشْهَدْ بدرًا، وهُوَ أحدُ الثَّلاثَةِ الَّذين تِيبَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ تخَلُّفِهِمْ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك، وهُوَ مِنْ أَكابِرِ شُعَراءِ المَدِينَةِ؛اشْتُهِرَ في الجاهليّةِ بشعرِه، ثُمّ كان شاعرَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وشَهِدَ معَهُ أكثرَ الوقائع. روى عن النّبيِّ صلّى اللهُ علَيهِ وسلَّم ثَلاثينَ حديثًا، ثُمَّ روى عنه بنُوه كلُّهُم. وكانَ من أصحاب عثمانَ بن عفّان رضي الله عنه، وأنجده يوم الثورة وحرّض الأنصارَ على نصرتهِ، ولمّا قُتِل عثمان قعد عن نصرةِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه فلمْ يشهَدْ حروبَه، وعَمِيَ في آخر عمره وعاش سبعًا وسبعين سنة. تُوفّي سنة 50هـ.