
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــنْ سـَرَّهُ ضـَرْبٌ يُمَعْمِـعُ بَعْضـُهُ
بَعْضـاً كَمَعْمَعَـةِ الْأَبَـاءِ الْمُحْرَقِ
فَلْيَــأْتِ مَأْسـَدَةً تُسـَنُّ سـُيُوفُها
بَيْـنَ الْمِذادِ وَبَيْنَ جِزْعِ الْخَنْدَقِ
دَرِبُوا بِضَرْبِ الْمُعْلِمِينَ فَأَسْلَمُوا
مُهَجـاتِ أَنْفُسـِهِمْ لِـرَبِّ الْمَشـْرِقِ
فِــي عُصـْبَةٍ نَصـَرَ الْإلَـهُ نَبِيَّـهُ
بِهِــمُ وَكـانَ بِعَبْـدِهِ ذَا مَرْفَـقِ
فِـي كُـلِّ سـَابِغةٍ تَخُـطُّ فُضـُولُهَا
كَـالنِّهْيِ هَبَّـتْ رِيحُـهُ الْمُتَرَقْرِقِ
بَيْضــَاءَ مُحْكَمَـةٍ كَـأَنَّ قَتِيرَهَـا
حَـدَقُ الْجَنَـادِبِ ذَاتُ شـَكٍّ مُوْثَـقِ
جَــدْلاءُ يَحْفِزُهَــا نِجـادُ مُهَنَّـدٍ
صـَافِي الْحَدِيـدَةِ صَارِمٍ ذِي رَوْنَقِ
تِلْكُـمْ مَعَ التَّقْوى تَكُونُ لِبَاسَنا
يَـوْمَ الْهِيَـاجِ وَكُـلَّ سَاعَةِ مَصْدَقِ
نَصـِلُ السُّيوفَ إِذا قَصُرْنَ بِخَطْوِنَا
قُـدُماً وَنُلحِقُهـا إِذا لَـمْ تَلْحَقِ
مَـا حَـلَّ بِالْأَعْـدَاءِ مِثْلُ لِقائِنَا
يَـوْمَ النَّجـاحِ وَيَوْمُنَا بِالْخَنْدَقِ
فَتَـرَى الْجَمَاجِمَ ضَاحِياً هَامَاتُهَا
بَلْـهَ الْأَكُـفَّ كأَنَّهـا لَـمْ تُخْلَـقِ
نَلْقَـى الْعَـدُوَّ بفَخْمَـةٍ مَلْمُومَـةٍ
تَنْفِي الْجُمُوعَ كَقَصْدِ رَأْسِ الْمَشْرِقِ
ونُعِــدُّ للأَعْــدَاءِ كُــلَّ مُقَلَّــصٍ
وَرْدٍ وَمَحْجُــولِ الْقَـوَائِمِ أَبْلَـقِ
تَــرْدَى بِغُرْسـَانٍ كَـأَنَّ كُمـاتَهُمْ
عِنْـدَ الْهِيَـاجِ أُسـُودُ طَـلٍّ مُلْثِقِ
صـُدُقٌ يُعـاطُونَ الْكُمـاةَ حُتُوفَهُمْ
تَحْـتَ الْعَمايَةِ بِالْوَشِيجِ الْمُزْهَقِ
أَمَــرَ الْإِلَــهُ بِرَبْطِهَـا لِعَـدُوِّهِ
فِـي الْحَـرْبِ إِنَّ اللهَ خَيْرُ مُوَفِّقِ
لِتَكُــونَ غَيْظـاً لِلْعَـدُوِّ وَحُيَّطـاً
لِلـدَّارِ إنْ دَلَفَـتْ خُيُـولُ النُّزَّقِ
وَيُعِينُنَـا اللـهُ الْعَزِيـزُ بِقُوَّةٍ
مِنْـهُ وَصـِدْقِ الصَّبْرِ سَاعَةَ نَلْتَقِي
وَنُطِيــعُ أَمْـرَ نَبِيِّنَـا وَنُجِيبُـهُ
وَإِذا دَعَـا لِكَرِيهَـةٍ لَـمْ نُسـْبَقِ
وَمَتَى يُنَادَ إِلَى الشَّدائِدِ نَأْتِها
وَمَتَـى نَـرَ الحَوْمَاتِ فِيها نُعْنِقِ
مَـنْ يَتَّبِـعْ قَـوْلَ النَّبِـيِّ فَـإِنَّهُ
فِينَـا مُطَـاعُ الْأَمْـرِ حَـقُّ مُصـَدَّقِ
فَبِـذَاكَ يَنْصـُرُنَا ويُظْهِـرُ عِزَّنَـا
وَيُصـِيبُنَا مِـنْ نَيْـلِ ذَاكَ بِمِرْفَقِ
إِنَّ الَّــذِينَ يُكَــذِّبُونَ مُحَمَّــداً
كَفَـرُوا وَضَلُّوا عَنْ سَبِيلِ الْمُتَّقِي
كَعْبُ بن مالِك الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، شاعِرُ الإِسْلام، أَسْلَمَ قَدِيمًا وشَهِدَ العَقَبةَ وَلَمْ يَشْهَدْ بدرًا، وهُوَ أحدُ الثَّلاثَةِ الَّذين تِيبَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ تخَلُّفِهِمْ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك، وهُوَ مِنْ أَكابِرِ شُعَراءِ المَدِينَةِ؛اشْتُهِرَ في الجاهليّةِ بشعرِه، ثُمّ كان شاعرَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وشَهِدَ معَهُ أكثرَ الوقائع. روى عن النّبيِّ صلّى اللهُ علَيهِ وسلَّم ثَلاثينَ حديثًا، ثُمَّ روى عنه بنُوه كلُّهُم. وكانَ من أصحاب عثمانَ بن عفّان رضي الله عنه، وأنجده يوم الثورة وحرّض الأنصارَ على نصرتهِ، ولمّا قُتِل عثمان قعد عن نصرةِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه فلمْ يشهَدْ حروبَه، وعَمِيَ في آخر عمره وعاش سبعًا وسبعين سنة. تُوفّي سنة 50هـ.