
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أيُّهـا الرجُـل المبْدي عَدَاوَتَهُ
رَوّ لِنَفْســـِكَ أيّ الأمْـــرِ تَــأَتمِرُ
لاَ تَحْســـَبَنِّي كَـــأقْوَامٍ مَلَكْتَهُــمُ
طَـوْعَ الأعِنَّـةِ لَمَّا تَرْشَحُ العُذْرُ كذا
وَمَـا عَلِمْـت بِمَـا أضـْمَرْتَ مـنْ حَنَقٍ
حتَّـى أَتَتْنِـي بِـهِ الرُّكْبَانُ والنُّذرُ
فـإنْ نَفِسـْتَ علـى الأمجَـاد مَجْـدَهُمُ
فَابْسـُطْ يَـدَيْكَ فـإنْ الخَيْـرَ مُبْتَدَرُ
واعْلَـمْ بـأنَّ عَلِـيَّ الخَيْـرِ مِنْ نَفَرٍ
مِثــلِ الأهلَّــةِ لا يَعْلُــوهُمُ بَشــَرُ
لا يَرْتَقِـي الْحَاسـِدُ الغَضْبَانُ مَجْدَهُمُ
مَـا دَامَ بِـالحَزْنِ مِـنْ صَمَّائِهَا حَجَرُ
بِئْسَ الفَتَــى أنْـتَ إلاَّ أنَّ بَيْنَكُمَـا
كَمَـا تَفَاضـَل ضـَوءُ الشـَّمْس والقَمَرُ
وَلاَ أخَالُـــكَ إلاَّ لَســـْتَ مُنْتَهِيــاً
حتَّــى يَمَســَّكَ مــن أظْفَـارِهِ ظُفُـرُ
لا تَحْمَــدَنَّ امْــرَءاً حتَــى تُجَرّبَـهُ
وَلاَ تَــذُمَنَّ مَـنْ لَـمْ يَبْلُـهُ الخَبَـرُ
إنّـي امْـرؤٌ قَلَّمَـا أُثَنِـي عَلَى أحَدٍ
حَتَّـى أرَى بَعْـضَ مَـا يَأتِي وَمَا يَذَرُ
إنــي إذا مَعْشـَرٌ كَـانَتْ عَـدَاوَتُهُمْ
فِي الصَّدْر أوْ كانَ مِن أبْصَارِهِمْ خَزَرُ
أمْشــِي الصـوَاءَ لأقْـوَامٍ أحـاربُهُمْ
حَتَّــى إذا ظَهَــرَتْ لَـدَيْهِمِ الفِقَـرُ
جمَّعْــتُ صــَبرْاً جَرَامِيـزيِ بِقَافِيَـةٍ
لا يَبْـرَحُ الـدَّهْرَ مِنْهَـا فِيهُـمُ أثَرُ
النَّجاشِيُّ هُوَ قَيْسُ بْنُ عَمْرِو، مِنْ بَنِي الحارِثُ بْنِ كَعْبٍ إِحْدَى قَبائِلِ كَهْلانَ، لُقِّبَ بِالنَّجاشِيِّ لِأَنَّ أُمَّهُ كانَتْ مِنْ الحَبَشَةِ وَقِيلَ لِأَنَّ لَوْنَهُ كانَ يُشْبِهُ لَوْنَ الحَبَشَةِ، نَشَأَ فِي نَجْرانَ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الحِجازِ، وَاسْتَقَرَّ فِي الكُوفَةِ. وَهُوَ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمَ مَعَ قَوْمِهِ. وَكانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ فِي صِفِّينَ ثُمَّ لَحِقَ بِمُعاوِيَةَ، وَكانَ شاعِراً هِجّاءً هَدَّدَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ بِقَطْعِ لِسانِهِ لِهِجائِهِ بَنِيَ العَجْلانِ، وَجَلَدَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِشُرْبِهِ الخَمْرَ فِي رَمَضانَ، وَلَهُ مُهاجاةٌ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسّانَ بْنِ ثابِتٍ، تُوُفِّيَ فِي نَجْرانَ فِي حُدُودِ سَنَةِ 49 لِلهِجْرَةِ.