
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خلعـتُ عِـذاري فلـم أعتَـذرْ
وقـدَّمتُ عزمـي أمـامَ الحَذَرْ
وصـُلتُ علـى الدَّهرِ مُستعذِباً
لكـأسِ المنِّيـةِ دونَ الصـَّغَرْ
وأوضـَعتُ فـي مُرثِـدي فتيـةٍ
لأبعثَهــا فــي دَواهِ نُكُــرْ
تـرى الموتَ يرمي بأقطارِها
إذا شـُبَّ نيرانُهـا بالشـَّررْ
وأعلـمُ مـا حُـمَّ بـي واقـعٌ
أســؤتُ بـه جَزَعـاً أم أُسـرْ
ومــا أحّــدٌ ســابقٌ يـومَهُ
بخيــرٍ تَحلـى لـهُ أو بِشـَرْ
وكــلُّ ابــنِ أمٍّ لـهُ مَصـرَعٌ
بِجَنـبٍ حَـداهُ إليـهِ القَـدرْ
أجــولُ مـن المـوتِ آفـاقَهُ
وأركـبُ منهـا سـَواءَ الخَطَرْ
ولا خيـرَ فـي عيشـةٍ لم تُفِدْ
حميـدَ الثَّنـاءِ وحُسنَ الخبرْ
ولا فـي فتًى لم يُسامِ العُلى
بحيـثُ سـَرى للعيـونِ القَمرْ
أُقــارضُ أعـدايَ مـا قـدَّمو
هُ كِفلاً بكِفـلٍ وشـَطراً بِشـَطرْ
ونــاديتُهُم عابِسـاً لا بِسـاً
وقـد لَبِسـوا ليَ جِلدَ النَّمِرْ
وصـــبَّحتُ كَلاّرَ فــي عُصــبةٍ
طـوالِ الرِّمـاحِ كِـرامٍ غُـرَرْ
علــى كـلِّ ذي ميعـةٍ سـابحٍ
حديـدِ الفـؤادِ حَديدِ النَّظرْ
يظــلُّ علــى ظلِّــه صـاعِداً
ويسـتبِقُ الطَّـرفَ إمـا طَفَـرْ
يُطِــلُّ بهــادٍ لــهُ أتلــعٍ
كجِــذعٍ تَشـذَّبَ عنـه القِشـَرْ
فقـد آضَ مـن طـولِ تَعـدائهِ
كقِــدحِ نِصــالٍ وأيـمٍ ذَكـرْ
وجَــأواءَ كالليـلِ مَلمُومَـةٍ
تَسـُدُّ الفَضـاءَ وتُعشي البصرْ
تكَنَّفَهـــا جِنَّـــةٌ شـــَمَّرتْ
لضـَربِ الرِّقـابِ وطعنِ الثٌّغَرْ
إذا قــال قـائلُهم قَـدِّموا
تحرَّقــتِ الأرضُ واليـومُ قَـرّ
بهـم سـَهَكٌ مـن لباسِ الحدي
دِ شـُوسُ النـواظرِ شـُعثٌ غُبُرْ
إلـى اُمَـمٍ عهـدُها بالدِّهانِ
بعيـدٌ طويـلٌ وفَلـيِ الشـَّعَرْ
وقـد صـهرَ الحَـرُّ حُرَّ الوجُو
هِ مِنهُـم فغَيَّـرَ منها الصِّورْ
وشــحَّبَها فأجَــارَ المليـكُ
فصــَيَّرها فــي صـباحٍ خَصـِرْ
تـرى أرضـَهُ كقضـيفِ الزُّجاجِ
وجـوَّ السـماءِ كمَـورٍ الإبَـرْ
طــردتُ رُقــادَ عَـدوي بهـمْ
وطـوَّلتُ مـن ليلـهِ مـا قَصُرْ
وفلَّقـــتُ أحشــاءهُ خيفــةً
فكــادت تَقطَّــعُ أو تَنفطِـر
وأنهبتُهُــم مــالَهُ عَنــوةً
فـآبوا بِغُنـمِ وفـوزِ الظَّفرْ
فَقُــل للخليفــةِ إن جئتَـهُ
وفـاءً ولا خيـرَ فيمـن غَـدَرْ
مقـالَ امـرئء ناصـحٍ تَـاركٍ
دَبيـبَ الضـَّراءِ ومشيَ الخَمَرْ
إمامَ الهُدى وابنَ عمِّ النبيِّ
نـبيِّ الهُـدى وغيـاثَ البَشَرْ
لقـد تَمَكـت منـك ما دونَها
يطيـبُ الـذُّعافُ ويحو الصَّبِرْ
خضـوعُ الكريـمِ لِذُلِّ اللئيمِ
وأُسـدِ العريـنِ لتَيـسٍ زَمِـرْ
أبـت لـي قُرومةُ مُرِّ المذاقِ
أبـيٍّ مـتى رِيـمَ أن يُقتسـَرْ
أَأُصـطادُ خَدععاً ببذلِ الأمانِ
وهَيهــاتَ ذلــكَ صـَعبٌ عَسـِرْ
أَمَــالِيَ سـيفي بـه أسـتجِي
رُ ممــا دَهـى وبـهِ أنتَصـِرْ
أُسـاقي بـهِ عـن حِمى مُهجتي
حِمــامَ المنيَّـةِ مُـرّاً بِمُـرْ
بمُسـتَورِدٍ مـن حِيـاضِ الرَّدى
رحيـبٍ تضـايَقَ عنـه الصـَّدَرْ
فـإن متُّ فالموتُ قَصرُ الفتى
وإن عِشـتُ أشـجيتُ فيمن غَبَرْ
بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي.شاعر ثائر من بيت رياسة ومجد، امتنع بالأهواز في أيام المعتضد العباسي سنة 283هفسير المعتضد جيشاً لقتاله فظفر بكر وقدم أصبهان.فقصده ابن النوشري فقاتله فتفرق رجال بكر عنه ونجا بكر في نفر يسير من أصحابه فمضى إلى طبرستان فأقام إلى أن مات فيها.وكان شاعراً فخوراً غير مكثر له (ديوان شعر -ط) صغير.