
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَمـادَى عَلـى هَجْـري فَـزَادَ مَهَابَـةً
فَيُوسـُفُ حَـازَ الْحُسـْنَ عَنْـهُ نهَايَـةً
وَمِــنْ رَمَقِـي لَـمْ يُبْـقِ إِلاَّ صـُبَابَةً
تَمُــوتُ نُفُــوسُ الْعَاشـِقينَ صـَبَابَةً
وَشـَوْقاً وَلَـمْ يُقْـضَ لَهَـا مَـا تَمَنَّتِ
زَمَــاني تَقَضــى وَاللَّيَـالي تَـوَلَّتِ
بِهَجْـــرٍ وَلاَ وَصــْلٍ يُبَــرِّدُ غُلَّــتي
فَوَاحَســْرَتي حَــتى أَمُـوتَ بِحَسـْرَتي
تُهَنَّــا عُيُــونٌ بِالرُّقَـادِ وَمُقْلَـتي
تُرَاعِـي الثُّرَيَّـا بـالكَرى مَا تَهَنَّتِ
لَـهُ مِـنْ فُـؤَادِي مَوْضـِعٌ مَـا أَجَلَّـهُ
وَلَيْــسَ لَــهُ شـِبْهٌ وَلَـمْ أَر مِثْلَـهُ
أَجُــودُ بِرُوحِـي وَهْـوَ يَمْنَـعُ وَصـْلَةُ
تَرَجَّيْــتُ مَــنْ أَهْـوى وَقُلْـتُ لَعَلَّـهُ
يَجُــودُ بِوَصــْلٍ قَبْـلَ أُوْدَعَ تُرْبَـتي
نَـدِيمي بِمَـنْ أَهْـوَاهُ بـاللهِ غَنِّنِي
وَهَـاتِ كُـؤوسَ الـرَّاحِ صِرْفاً وَأَسْقِني
حَــبيبٌ رَمَــاني بِالصـُّدُودِ وَمَلَّنـي
تَمَـادَى عَلـى هَجْـري وَيَزْعُـمُ أنَّنـي
سـَلَوْتُ وَإنَّ الْمَـوْتَ مِـنْ دُونِ سَلْوَتي
أَبِيـتُ بِطُـولِ اللَّيْـلِ أرْجُـو خَيَالَهُ
وَتَطْمَــعُ نَفْســِي أَنْ تَنَـالَ وِصـَالَهُ
جَمِيـلٌ وَلَيْـسَ الْبَـدْرُ يَحْكِـي جَمَالَهُ
تَجَلــــى دَلاَلاً لاَ عَـــدِمْتُ دَلاَلَـــهُ
وَمَـا ضـَرَّهُ لَـوْ جَـادَ يَوْماً بِزَوْرَتي
مَلُـــولٌ يَــرى قَتْلــي حَلاَلاً لأَنَّــهُ
عَلــيَّ أَقَــامَ الحُـبَّ فَرْضـا وَسـَنَّهُ
وَلِلْعَاشــِقِ الْمَهْجُــورِ يُخْلِـفُ ظَنَّـهُ
تُمَيِّلُـــهُ خَمْــرُ الصــِّبَا فَكَــأَنَّهُ
قَضـِيبٌ أَمَـالَتْهُ الصـَّبَا حِيـنَ هَبَّـتِ
أَبِيــتُ وَقَلْـبي يَشـْتَكي حَـرَّ نَـارِهِ
لأَجْــلِ رَشــِيقٍ يَنْثَنــي فِـي إزَارِهِ
يُحَـاكِي زُهُـورَ الْوَرْدِ عِنْدَ احْمِرَارِهِ
تَــــوَرُّدُ خَــــدَّيْهِ وَآس عِـــذَارِهِ
وَنَرْجــسُ عَيْنَيْــهِ سـُؤَالي وَبُغْيَـتي
لَـهُ طَلْعَـةٌ كَالْبَـدْرِ نُوراً إذَا بَدَتْ
وَقَــامَتُهُ مِثْــلُ الْقَضــِيبِ تَـأَوَّدَتْ
مَحَاِســنُهُ لاَ تَنْقَضــِي لَــوْ تُعُـدَّدَتْ
تَــأَلَّقَ نُـورٌ مِـنْ مُحَيَّـاهُ فَاهْتَـدَتْ
إلَيْـهُ عُقُـولٌ فِـي دُجَـى الْفَرْعِ ضَلَّتِ
رَشــِيقُ الْمَعَـاني لاَ يُقَـاسُ بِمِثْلِـهِ
لَـهُ نَـاظِرٌ يَرْمِـي الفُـؤَادَ بِنَبْلِـهِ
مُصــِرٌّ عَلـى هَجْـرِ الحَـبيبِ وَقَتْلِـهِ
تَمَنَّيْــتُ لَـوْ دَامَـتْ مَـدَامَهُ وَصـْلِهِ
لأَظْفَــرَ مِنْهَــا كُــلَّ يَـوْمٍ بِسـَكْرَةِ
أَيَـا عَـذِلي دَعْنـي وَمَـنْ لَوْ رَأيْتَهُ
لَهِمْــتَ اشــْتِيَاقاً نَحْــوَهُ وَهَيْتَـهُ
فَصــَرِّحْ بِــذِكْرِي عِنْـدَهُ إنْ لَقِيْتَـهُ
تَخَــاَلفَ وَجْــدِي والغَـرَامُ فَلَيْتَـهُ
يَــرِقُّ لَحِــالي فِـي هَـوَاهُ وَذِلَّـتي
تَمَكَّــنَ فِـي الأَحشـَاءِ كـل التَّمَكُّـنِ
وَصـَافَيْتُهُ فِـي الْـوُدِّ مِـنْ كُلِّ مُمْكِنَ
وَلَمَّـا رَأَيْتُ الْعُمْرَ فِي الصَّدِّقدْ فَني
تَغَزَّلْـتُ فِـي شـِعْري بِـهِ غَيْـرَ أَنَّني
رَجَعْــتُ إلَـى مَـدْحِ النَّـبيِّ بِهِمَّـتي
هُـوُ الْمُصـْطَفى حَقّـاً لَقَدْ شُرِّفَ اسْمُهُ
وَقَـدْ جَـلَّ عَـنْ وَصـْفٍ وَقَـدْ تَمَّ رَسْمُهُ
نَــبيٌّ كَرِيــمٌ قَــدْ تَعَـاظَمَ حُكمُـهُ
تَلَـوْتُ بِـهِ مَـدْحاً حَكَى الشَّهْدَ طَعْمُهُ
وَأَنْفَـعُ مَـا يَبْـرَا بِـهِ دَاءُ عِلَّـتي
هُـوَ الْبَـدْرُ وَافَي طَالِعاً فِي سُعُودِهِ
عَزِيــزٌ وَلاَ يَعْبَــأْ بِكَيْــدِ حَسـُودِهِ
لَـهُ الْمَنْصـِبُ الأَعْلـى كَريِـمٌ بِجُودِهِ
تَبَـارَكَ مَـنْ أَهْـدي لَـهُ مِـنْ جُنُودِهِ
مَلاَئِكَــةً عَــنْ نَصــْرِهِ مَــا تَخَلَّـتِ
بِآيَـاتِهِ كُـلُّ الْقُلُـوبِ قَـدِ اهْتَـدَتْ
وَأَنْــوَارُهُ نَــارَ الضـَّلاَلَةِ أَخْمَـدَتْ
وَمِنْـهُ جُيُـوشُ الشـِّركِ خَوْفـاً تَشَرَّدَتْ
تَرَقـى عَلـىَ مَتْـنِ الْبُرَاقِ وَقَدْ غَدَتْ
بِـهِ عَـنْ مَقَامَـاتِ الرِّضـَا مَا تَعَدَّتِ
يَقُولُــونَ مَغْلُـوبٌ أّذَى وَهـوَ غَـالِبُ
وَقَـدْ سـُلِبُوا أرْوَاحهُـمْ وَهـوَ سَالِبُ
أُتِـي بِبُـرَاقِ فِـي الـدُّجى وَهوَ رَكِبُ
تَســِيرُ بِـهِ مِـنْ مَكَّـةِ وَهـوَ طَـالِبُ
إلـى الْمَسـْجِدِ الْأقْصى إلى حَيْثُ حَلَّتِ
غَرَامِــي بِـهِ لاَ يَنْقَضـي وَهُـوَ دَائِمُ
بِـهِ أَمِنَـتْ عُـرْبُ الْـوَرى وَالأَعَـاجِمُ
لَقَـدْ زَادَ حُبِّـي فِيـهِ وَالْقَلْبُ هَائِمُ
تَبَـــاهي بِــهِ بَيْــنَ الْمَلائِكِ أدَمُ
وَقَـالَ بِهـذَا يَقْبَـلُ اللـهُ تَوْبَـتي
أَمِيــنٌ لِـوَحْي اللـهِ أَفْضـَلُ مُرْسـَلِ
غَرَامِــي بِــهِ صـِدْقاً بِغَيْـرِ تَجَمُّـلِ
أتـــى جَهْـــرَةً الْمَلاَئِكِ يَنْجَلـــي
تَرَاهُــمْ قِيَامــاً حَــوْلَهُ بِتَهَلُّــلِ
وَهِمَّتُــهُ فَــوْقَ الْعُلـى قَـدْ تَرَقَّـتِ
شـَفِيعُ الْـوَرى فِـي مَـوْتِهِ وَحَيَـاتِهِ
وَمِلَّتُنَــا قَــدْ أُحْــرِزَتْ بِحُمَــاتِهِ
يُـــدلُّ عَلــى تَقْــدِيمِهِ بِصــِفَاتِهِ
تَــوَاتَرَتِ الأَخبَــارُ فِـي مُعْجزَاتِـهِ
وَمَـا زَالَ فِينَـا شـَرْعُهُ غَيْـرَ مَيِّـتِ
عِســـَاكِرُهُ مَنْصــُورَةٌ تَمْلأُ الْفَضــَا
وَأَعْـدَاؤُهُ مَقْهُـورَةٌ سـاقَهَا الْقَضـَا
فَقَدْ نَالَ مِنْ رَبِّ الْعُلى غَايَةَ الرِّضَا
تَمَكَّــنَ فِـي عِـزِّ النُّبُـوَّةِ فَانْتَضـى
ســُيُوفاً لأَقْــوَامِ الشــَّرِيعَةِ سـُلَّتِ
أَجَـلُّ الـوَرى قَـدْراً و أَصـدَقُ لَهْجَةٍ
وَلَــوْلاهُ لَــمْ نَعْــرِفْ صـَلاَةً وَحَجَّـةً
لَقَـدْ زَجَّـهُ جِبْرِيـلُ فِـي النُّورِ زَجَّةً
تَلأَلأَ بِـــالأَنْوَارِ فَــازْدَادَ بَهْجَــةً
عَلَيْــهِ ســَلاَمِي دَائِمــاً وَتَحِيَّــتي
أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول.متصوف فاضل من أهل طرابلس الغرب.رحل إلى مصر ولقي علماءها وعاد إلى بلده.له (درة العقائد) منظومة، و(المعينة) منظومة في فقه الحنفية، و(المقامة الوترية) رسالة، وله (ديوان شعر -ط) صغير مرتب على الحروف.