
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَرِيـقُ هَـوَاكُمْ عِقْـدُ دِينـي وَمَـذْهَبي
وَأَنْتُـمْ مُنـى قَلْـبي وَسـؤْلي وَمَطْلَبي
وَكَــدَّرْتُمُ بِالْبُعْــدِ صــَافيَ مَشـْرَبي
طَمِعْــتُ بِطَيْـفٍ مِـنْ خَيَـالٍ يَلُـمُّ بـي
عَزِيــزٍ يَــرى ذُلِّــي لَـدَيْهِ فَيَنْشـَطُّ
مَلَــولٌ نَفـى عَنِّـي الْكَـرى بِمِطَـالِهِ
وَجَـــوْرِ تَجَنِّيـــهِ وَطُـــولِ مَلاَلِــهِ
مَطُــولٌ وَلَــمْ يَسـْمَحْ بِطَيْـفِ خَيَـالِهِ
طَمُعْــتُ بِــأنْ أَعْلُـوَ بِطِيـبِ وِصـَالِهِ
فَمَـا بَـالُ فِكْـرِي بِالْقَطِيعَـةِ يَنْحَـطُّ
سـَبَاني حَبِيـبٌ حَـازَ قَلْـبي وَنَـاظِرِي
حَكــى لَمَعَــاتٍ مِـنْ عُيُـونِ الْجَـاذِرِ
وَلَمَّــا تَبَــدَّى لـي تَبَلْبَـلَ خَـاطِرِي
طُعِنْــتُ بِســهْمٍ مِــنْ عُيُـونٍ فَـوَاتِرِ
لَهَـا فِي الْحَشَا وَقْدٌ وَفِي مَفْرِقي وَحْطُ
كَفَــاني غَـرَامٌ قَـدْ أَقـامَ بُمِهْجَـتي
سـَرى بِفُـؤَادِي وَالْحَشـَا فِـي مَحَجَّـتي
فأَضــْحى عَــذُولي لاَ يَقُــومُ بِجٌجَّـتي
طَمَــا بَحْــرُ أَشـْوَاقٍ فَظَلْـتُ بِلُجَّـتي
أَحُـومُ بِهَـا سـَبْحاً كَمَـا يَسْبَحُ الْبَطُّ
حَلِيــفُ هَـوَاكُمْ كَيْـفَ يُشـْفى غَلِيلُـهُ
مَرِيــضُ جَفَـاكُمْ كَيْـفَ يَبْـرا عَلِيلُـهُ
وَلَمَّــا رَأَيْــتُ الصـَّبْرَ سـُدَّ سـَبِيلُهُ
طَغـى دَمْـعُ عَيْنـي ثُمـنَّ فَـاضَ مَسِيلُهُ
كَطُوفَــانِ نُــوحٍ لاَ يُــرَامُ لَـهُ شـَطُّ
وَهَبْـتُ لَـهُ رُوحِـي وَأتْبَعْتُهَـا الْبَدَنْ
وَعَظْـمُ اصـْطِبَارِي بِالْقَطِيعَـةَ قَدْ وَهَنْ
وَقَلْـبي الْمُعَنـى قَـدْ أَضَرَّ بِهِ الشَّجَنْ
طَبِيـبي رَثـى مِـنْ نُحُـولي بِحُـبِّ مَـنْ
عَلَـيَّ بِطُـولِ الْهَجْرِ دُونَ الْوَرى يَسْطُو
مَحَبَّتُــهُ فِـي الْقَلْـبِ عِنْـدِي مُقِيمَـةٌ
نُجَــدِّدُ عِنْـدِي الْوَجْـدَ وَهَـيَ قَدِيَمـةٌ
وَســَلْوَةُ قَلْــبي عَـنْ سـِواهُ عَدِيَمـةٌ
طَلِيعَــةُ وَجْـدِي لَـمْ تَرُعْهَـا هَزِيَمـةٌ
وَلِلْحُـــبِّ رَهْــطٌ لاَ يُمَــاثِلُهُ رَهْــطُ
تَمَـادَى عَلـى الْهِجْرَانِ مِنْ غَيْرِ عَادَةِ
وَأَمْسـَتْ لَيَـالي الْوَصـْلِ غَيْـرَ مُعَادَةٍ
وَمُـذْ فَـارَقُوني حَسـْرَتي فِـي زِيَـادَةٍ
طُلُـولٌ خَلَـتْ وَاسْتَوْحَشـَتْ بَعْـدَ سـَادَةٍ
وَهُـمْ بِفُـؤَادِي إنْ تَدَانَوْا وَإنْ شَطُّوا
لَقَـدْ أَشْمَتَ الْبَيْنُ الْمُجِدُّ بِنَا الْعِدَا
وَقَـدْ عَـادَ شـَمْلي بِـالْفِرَاقِ مُبَـدَّدَا
وَإنْ لَمْ أجِدْ لي مِنْ يَدِ الْبَيْنِ مُنْجِدَا
طِـوالُ اللَّيَـالي بِـتُّ فِيهَـا مُسـَهَّدَا
عَلَيْهِـمْ وَلَـمْ يَثْبُـتْ إذا بَيْنَنَا شَرْطُ
غَبَـا رَبْعُ مَنْ أَهْوَاهُ وَاسْتَوْحَشَ الْوَطَنْ
مِـنَ الأَهْـلِ وَالأحْبَابَ وَالْجَارِ وَالسَّكَنْ
أُنَـادِي وَقَدْ أَعيى الْفُؤَادُ مِنَ الشَّجَنْ
طِبَـاعِي أَبَـتْ أنْ تَنْثَني عَنْ وِدَادِ مَنْ
سـَقَوْني بِكَـأْسِ الْهَجْـرِ مَا مَجَّتِ الرَّط
رَمَـوْني بِسـَهْمِ الْهَجْـرِ فَازْدَدْتُ رَغْبَةً
إلَيْهِـمْ وَلَـمْ يَرْعَـوا ذِمَامـاً وَصُحْبَةً
أيَـا مَـنْ سـَقَوْني بِالْقَطِيعَـةِ شـَرْبَةً
طَرِيـقُ الْهَـوى قَـدْ مِلُـتُ عَنْهَا مَحَبَّةً
بِـدُرَّةِ عِقْـدٍ مَـا حَـوَى مِثْلَهَـا سـُمْطُ
نَـــبيٌّ هَــدَانَا للِصــَّوَابِ وَســُبْلِهِ
حَبِيــبٌ إلَـى الرَّحْمـنِ خَـاتَمُ رُسـْلِهِ
وَمَــا أَبْــدَعَ الأَكْــوَانَ إلاَّ لأَجْلِــهِ
طَرِبْـتُ لِمَـا أُلْهِمْـتُ مِـنْ ذِكْـرِ فَضْلِهِ
وَقَـدْ زَالَ عَنَّا الْبُؤْسُ وَارتَفَعَ السَّخْطُ
ســَبُوقٌ وَإنْ كَــانَ النَّبِيُّـونَ قَبْلَـهُ
تراهـم غـداً في الحشر يرجون فضله
لـــه خلـــق لــم يخلــق مثلــه
طَـوَائِفُ أهْـلِ الشـِّرْكِ قَـدْ أَذْعَنَتْ لَهْ
وَأعْنَــاقُهُمْ ذَلَّــتْ فَأَنْجَزَهَـا الْمَـطُّ
عَطُــوفٌ عَـنِ الْجَـاني يَجُـودُ بِحِلْمِـهِ
وَأوْصــَافُهُ تُنْبِيـكَ عَـنْ فَضـْلِ عِلْمِـهِ
قَـدِيرٌ عَلـىَ الأَعْـدَاءِ يَبْطُـو بِعَزْمِـهِ
طَــوَالِعُهُمْ مَقْهُــورَةٌ تَحْــتَ حُكْمِــهِ
وَلَيْــسَ لَهُــمْ أَمْـرٌ وَلاَ قَـدَمٌ يَخْطُـو
لَقَـدْ خَصـَّنَا الْمَـوْلى بِـأَكْرَمِ مُرْسـَلِ
نَــبيِّ أتَانَــا بِالْكِتَــابِ الْمُنَـزَّلِ
وَرَدْتُ بِمَــدْحِي فِــهِ أَعْــذَبُ مَنْهَــلِ
طَلِيـقٌ لِسـَاني بِالثَّنَـاءِ وَكَيْـفَ لـي
بِـهِ وَهْـوَ لَـمْ يَحْصـُرْهُ لَفْـظٌ وَلاَ خَـطُّ
بِـهِ أَمِنَـتْ أَهْـلُ الْمَـدَائِنِ وَالْقُـرى
وَقَـدْ أَخْبَـرَ الْفُرْقَانُ عَنْ كُلِّ مَا جَرى
حَـدِيثٌ أتَـى بِالصـِّدْقِ مَا كَانُ يُفْتَرى
طَوِيـلُ الْمَعَاني شَامِخُ الْمَجْدِ وَالذُّرى
لَـهُ رَاحَـةٌ بِـالْجُودِ عَادَاتُهَا الْبَسْطُ
تَحُـجُّ لَـهُ الرُّكْبَـانُ مِـنْ كُـلِّ وِجْهَـةٍ
وَلَــوْلاَهُ لَـمْ نَعْْـرِفْ سـُجُوداً لِقِبْلَـةٍ
بِــهِ نَحْـنُ فِـي عَيْـشٍ هَنِيـءٍ وَنُزْهَـةٍ
طَلُـوعُ اللَّيَـالي لَـمْ يَدَعْ لَيْلَ شُبْهَةٍ
فَــأقْوَالُهُ عَــدْلٌ وَمِيزَانُــهُ قِســْطُ
بِــهِ حَفَّــتِ الأَمْلاَكُ جَمْعــاً وَأَحْـدَقَتْ
وًمَــدَّتْ لَــهُ لأبْصـَارَهَا ثُـمَّ أَشْخَصـَتْ
وَقَـــدْ نَظَــرَتْ إكْرَامَــهُ فَتَحَــدَّقَتْ
طِبَـاقُ السـَّمَوَاتِ ارْتَقَاهَـا فَأَشـْرَقَتْ
وَكُـــلُّ عُلاَءٍ عَــنْ مَعَــالِيهِ مُنْحَــطُّ
بِـهِ قَـدْ نُقِلْنَـا مِـنْ ضـلاَلٍ إِلَى هُدى
وَفُزْنَـا بِعِـزِّ وَانْتَصـَرْنَا عَلى الْعِدَا
وَإنَّـا جَميعـاً سـَالِمُونَ مِـنَ الـرَّدى
طِـرَازٌ عَلـىَ كُـمِّ الْوُجُـودِ وَقَـدْ غَدَا
بِـهِ كَعَـرُوسٍ زَانَهَـا التَّـاجُ وَالْقُرْطُ
دَعَانَــا فَجِبْنَــاهُ مُلَبَّيــنَ ســُرْعَةً
وَنِلْنَــا بِـهِ جَاهـاً وَفَخْـراً وَمنْعَـةً
وَفـي دِينِنَـا لَـمْ تَخْـشَ غَيَّـا وَبِدْعَةً
طَلَعْنَــا بِــهِ عِـزَّا وَقَـدْراً وَرِفْعَـةً
وَحُزْنَـا بِـهِ جَاهـاً مَنيعـاً بِهِ نَسْطُو
أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول.متصوف فاضل من أهل طرابلس الغرب.رحل إلى مصر ولقي علماءها وعاد إلى بلده.له (درة العقائد) منظومة، و(المعينة) منظومة في فقه الحنفية، و(المقامة الوترية) رسالة، وله (ديوان شعر -ط) صغير مرتب على الحروف.