
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَوَتْ هَبَـراً رِيـحُ الصـَّبَا إذْ سَرَتْ بِهِ
لِصــَبِّ هَــوى نَجْــدٍ يَطِيــرُ بِلُبِّــهِ
يقُــولُ وَنِيـرَانُ الأَسـى حَشـْوُ قَلْبِـهِ
رَعـى اللـهُ مَـنْ هَـامَ الْفُؤَادُ بِحُبِّهِ
وَإنْ خَـانَ عَهْـدِي وَاسـْتَمَرَّ عَلىَ غَدْرِي
لَئِنْ كَـانَ مَنْ أَهْوَاهُ فِي الْحُبِّ يَرْتَضِي
بِقَتْلـي فـإنِّي قَـدْ رَضـِيتُ بِمَـا رَضِي
فَلاَ تَجْـزَعِ يَـا نَفْـسُ قَدْ كَانَ مَا مَضِى
رَجَـائِي بِـأَنْ أَحْظـى بِـهِ قَبْلَ يَنْقَضِي
زَمَـانِي وَيَفْنى الْعُمْرُ بِالصَّدِّ وَالْهَجْرِ
أُقَضـــِّي زَمَـــاني حَســْرَةً وَكَآبَــةً
وَأَكْتُــمُ وَجْــدِي وَالْغَــرامَ مَهَابَـةً
وَدَمْعِـي مِـنَ الأَشـواقِ يَحْكِـي سـَحَابَةً
رضــِيتُ بِقَتْلــي فِـي هَـوَاهُ صـَبَابةً
وَلَيْـسَ لِمَنْ لَمْ يَرْضَ فِي الْحُبِّ مِنْ عُذْرِ
كَتَمْـتُ الْهَـوى خَوْفـاً وَصـَوْناَ لِسـِرِّهِ
وَكَلَّفْــتُ قَلْــبي أَنْ يَقُــومَ بِصـَبْرِهِ
فَــزَادَ بِعَــاداً وَاســْتَطَالَ بِغَـدْرِهِ
رَثـى إلـى عَـذُولي مِنْ نُحُولي بِهَجْرِهِ
وَقَـدْ سـَرَّ حُسـَّادِي وَقَـدْ خَانَني صَبْري
مُحِــبٌّ بَكَــتْ عُــوَّادُهُ مِــنْ أَنِبنِـهِ
وَرَقَّ لَـــهُ حُســـَّادُهُ مِــنْ حَنِينِــهِ
بِحُــبِّ حـبيبٍ قَـدْ زَهَـا فِـي فُنُـونِهِ
رَشــَا كُلَّمَــا عَـايَنْتُ نُـورَ جَبِينِـهِ
عُنِيـتُ بِـهِ عَـنْ طَلْعَةِ الشَّمْسِ وَالْبَدْرِ
سـَهْرْتُ وَغَيْـرِي فِـي دُجى اللَّيْلِ نَائِمُ
مُهَنَّــى وَقَلْــبي بِالصــَّبَابَةِ هَـائِمُ
جَفَـاني حَبِيـبي وَهْـوَ بِالْحَـالِ عَالِمُ
رَبَـا فِـي رُبَـا قَلْـبي وَمَرْعَاهُ دَائِمُ
مُقِيـمٌ بِأَحْشـَائِي إلَـى آخِـرِ الـدَّهْرِ
سـَريعُ الْجَفَـا وَالْوَصْلُ مِنْهُ عَلى مَهَلْ
بِـهِ طِيـبُ نَوْمِي عَنْ جُفُوني قَدِ انْعَزَلْ
حَبِيـبٌ يَبِيـتُ الْقَلْـبُ مِنْـهُ عَلى وَجَلْ
رَعَيْـتُ لَـهُ الْعَهْـدَ الْقَدِيمَ وَلَمْ أَزَلْ
عَلَـى ودّه مَـا دمـت أو ينقضي وهدي
حَلِيـفُ سـِقَامِ لَـمْ يَكُـنْ فِـي حِسـَابِهِ
فِــراقُ حَبِيــبٍ لَـمْ يَـرِقَّ لِمَـا بِـهِ
بَكَتْـــهُ أَعَــادِيهِ لِعُظْــمِ مُصــَابِهِ
رَغِبْــتُ بِــأَنِّي قَــدْ وَقَفْـتُ بِبَـابِهِ
ذَلِيلاً عَسـَى بِالـذُّلِّ يَجْبُـرُ لـي كَسْري
تُـرى غُمَّـةَ الْهِجْـرَانِ بِالْوَصْلِ تَنْجَلي
وَيَبْــرَا بِـهِ قَلْـبُ الْمُحِـبِّ الْمُعَلَّـلِ
رَشـِيقٌ رَمـى سـَهْماً فَلَـمْ يُخْطِ مَقْتَلي
رَفَعْــتُ إلَيْـهِ قِصـَّتي كَـيْ يَـرِقَّ لـي
وَيَرْحَـمَ حَـالي أو يَجُـودَ عَلـى فَقْرِي
فُنتِنْــتُ بِفَتَّــانٍ ســَبَاني بِســِحْرِهِ
سـَقى الصـَّبْرَ صِرْفاً لي بِكاسَاتِ خَمْرِهِ
يَمِيـــلُ كَنَشــْوَانٍ يَتِيــهُ بِســُكْرِهِ
رَمَـاني بِسـَهْمِ الْبُعْـدِ مِنْ قَوْسِ هَجْرِهِ
وَصـَيَّرني أَرْعَـى النُّجُـومَ إلَى الْفَجْرِ
رَمـى بِلِحَـاظٍ مِنْـهُ تُصـْمِي الجَـآذِرَا
عَلـى مُهْجَـتي مَـا زَالَ بِالْهَجْرِ آمرَا
وَلَمَّـا رَأيْـتُ الْغَـيَّ للِرُّشـْدِ زَاجِـرَا
رَجَعْــتُ بِعَزْمِـي عَـنْ هَـوَاهُ مُبَـادِرَا
لِمَـدْحِ نَـبيِّ مَـدْحُهُ جَـاءَ فِـي الذِّكْرِ
لَــهُ أُمَّــةٌ يَـوْمَ الْحِسـَابِ رُجُـوعُهُمْ
إلَيْــهِ لِيَحْظــى بِالجِنَـانِ جَمِيعُهُـمْ
لَهُــمُ أَمَــلُ فِــي حُبِّـهِ لاَ يُضـِيعُهُمْ
رَؤُفٌ رَحِيـــمٌ بِالْعُصـــَاةِ شــَفِيعُهُمْ
وَقَـدْ غَرِقُوا فِي أَبْحُرِ الذَّنْبِ والوزر
هُـوَ الْجَـوْهَرُ الشَّفَّافُ يَدْرِيه مَنْ نَقَدْ
وَلَـوْلاَهُ فِـي سـِلْكِ النُّبُوَّةِ مَا انْعَقَدْ
تَعَـوَّذَ بِالموْلى مِنَ النَّفْثِ فِي الْعُقَدْ
رقَـى مَوْضـِعاً لَـمْ يَرْقَـهُ أَحَـدٌ وَقَـدْ
تَعَــاظَمَ قَـدْراً بِالرِّيَاسـَةِ وَالنَّصـْرِ
بِــهِ الـدِّينُ أضـْحى فِـي عُلاً بِرِعَتِـهِ
وَقَــدَّ بِســَيْفِ النَّصـْرِ هَـامَ عِـدَاتِهِ
يَفُــوقُ الْـوَرى فِـي شَخْصـِهِ وَصـِفَاتِهِ
رَكَــــائِبُهُ مَنْصــــُورَةٌ بِحُمَـــاتِهِ
يَصـُولُ عَلـىَ الأَعْدَاءِ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْرِ
لأعْـــدَائِهِ كَــأْسَ الْمَنُــونِ يُجَــرِّعُ
وَأبْطَــالَهُمْ بِــالْحَقِّ قَهْــراً يُصـَرِّعُ
وَصـــُولٌ أَمِيـــنُ لِلأُصـــُولِ مُفَــرِّعُ
رَســُولٌ إلــى كُــلِّ الأَنَــامِ مُشـَرِّعُ
جَلاَ ظُلْمَـةَ الأَشـْكَالِ بِـالنَّهْي وَالأَمْـرِ
بِــهِ قَــدْ أَمِنَّــا كُـلَّ خَـوْفٍ وَذِلَّـةٍ
شـــَرِيفٌ عَفِيـــفٌ لاَ يُشــَانُ بِزَلَّــةٍ
مَــوَارِدُهُ تُشــْفى بِهَــا كُــلُّ عِلَّـةٍ
رُفِعْنَــا بِـهِ قَـدْراً عَلـى كُـلِّ مِلَّـةٍ
لَــهُ عُصــْبَةٌ شــُمُّ الأُنُـوفِ بِلاَ نُكْـرِ
تَرَاهُمْ جَمِيعاً جَاوَزُوا الْبِيدَ وَالْفَلاَ
لِمَـنْ قَـدْرُهُ فَـوْقَ السـَّمواتِ قَدْ عَلاَ
وَكُـلٌّ لَـهُ قَلْـبٌ مِـنْ الشـَّوْقِ مَا سَلاَ
رِجَـالُ بِـهِ حَـازُوا الْمَفَاخِرَ وَالْعُلاَ
وَنَالُوا رِضَا الرَّحمنِ بالْحَمْدِ وَالْشُّكْرِ
حَبِيــبٌ عَلَــى مَـوْلاَهُ وَابْـنُ خَلِيلِـهِ
لَــهُ أُمَّـةٌ نَـالُوا الْهُـدى بِـدَلِيلِهِ
هُـمُ الْقَـوْمُ لَمَّـا اسْتَشْفَعُوا بِرَسُوِلِهِ
رَضـَا اللـهِ رامُوا سَعْيُهُمْ فِي سَبيلِهِ
بِأنْفُسـِهِمْ وَالْمَـالِ فِي السِّرِّ وَالجَهْرْ
مَنَــازِلُ أَهْـلِ الشـِّرْكِ مِنْهُـمْ دَوَارِسُ
وَلَيْــسَ بِهَــا بَعْـدَ الأَنِيـسِ مُـؤَانِسُ
لَقَــدْ فَتَكَــتْ فِيهِـمْ لُيُـوثٌ عَـوَابِسُ
رُعَــاةٌ يُرَاعُــونَ الــذِّمَامَ فَـوَارِسُ
حُمَـاةٌ لِـدِينِ اللـهِ بِالْبِيضِ وَالسُّمْرِ
لَقَـدْ ظَفِـرُوا مِنْهُـمْ بِنَيْـلِ مُرَادِهِـمْ
وَقَــدْ مُكِّنُـوا مِـنْ مَـاِلِهمْ وَبِلاَدِهِـمْ
هَنِيئاً لَهُـمْ قَـدْ أَخْلَصُوا فِي جِهَادِهِمْ
رَجَـاءِ بِهِـمْ أَنْ يُرْزَقُـوا فِي مَعَادِهِمْ
جِــوَارَ نَــبيَّ خَصـَّهُ اللـهُ بِالـذِّكْرِ
أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول.متصوف فاضل من أهل طرابلس الغرب.رحل إلى مصر ولقي علماءها وعاد إلى بلده.له (درة العقائد) منظومة، و(المعينة) منظومة في فقه الحنفية، و(المقامة الوترية) رسالة، وله (ديوان شعر -ط) صغير مرتب على الحروف.