
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عوجــا خَليلَـيَّ لَقينـا حَسـبا
مِـن زَمَـنٍ أَلقـى عَلَينـا شَغبا
ما إِن يَرى الناسُ لِقَلبي قَلبا
كَلَّفَنــي ســَلمى غَـداةَ أنبـا
وَقَــد أَجـازَت عيرُهـا الأَجَبّـا
أَصــبَحتُ بَصـريّاً وَحَلَّـت غَربـاً
فَـالعَينُ لا تُغفـي وَفاضَت سَكبا
أَمَّلــتُ مـا مَنَّيتُمـاني عُجبـا
بِالخِصـبِ لَـو وافَقتُ مِنهُ خِصبا
فَلا تَغُرّانــي وَغُــرّا الوَطبـا
إِنّـي وَحَملـي حُـبَّ سـَلمى تَبّـا
كَحامِــلِ العِبـءِ يُرَجّـي كَسـبا
فَخــابَ مِـن ذاكَ وَلاقـى تَعبـا
وَقَــد أَرانـي أَريَحِيّـاً نَـدبا
أَروي النَـدامى وَأَجُـرُّ العَصبا
أَزمــانَ أَغــدو غَــزِلاً أَقَبّـا
لا أَتَّقــي دونَ ســُلَيمى خَطبـا
وَمـا أُبـالي الدَهَيانَ الصَقبا
يـا سـَلمَ يا سَلمَ دَعي لي لُبّا
أَو سـاعِفينا قَـد لَقينا حَسبا
مـا هَكَـذا يَجزي المُحِبُّ الحِبّا
وَصــاحِبٍ أَغلَــقَ دونـي دَربـا
قُلـتُ لَـهُ وَلَـم أُحَمحِـم رُعبـا
إِنَّ لَنــا عَنـكِ مِسـاحاً رَحبـا
فَـأَحمِ جَنبـاً سـَوفَ نَرعى جَنبا
وَفِتيَــةٍ مِثـلِ السـَعالي شـُبّا
مِـنَ الحُماةِ المانِعينَ السَربا
تَلقى شَبا الكَأسِ بِهِم وَالحَربا
كَلَّفتُهُــم ذا حاجَــةٍ وَإِربــا
عِنــدِيَ يُســرٌ فَعَبَبنــا عَبّـا
مِــن مَقَــدِيٍّ يُرهِــقُ الأَطِبّــا
أَصـفَرَ مِثـلِ الزَعفَـرانِ ضـَربا
كَـأسِ اِمرِىءٍ يَسمو وَيَأبى جُدبا
مـالَ عَلَينـا بِـالغَريضِ ضـَهبا
وَالـراحِ وَالرَيحـانِ غَضّاً رَطبا
وَالقَينَـةِ البِكرِ تُغَنّي الشَربا
وَالعِـرقُ لا نَـدري إِذا ما جَبّى
أَضـاحِكاً يَحكـي لَنـا أَم كَلبا
يَســجُدُ لِلكَـأسِ إِذا مـا صـُبّا
كَقـارِىءِ السـَجدَةِ حيـنَ اِنكَبّا
حَتّـى إِذا الـدِرياقُ فينا دَبّا
وَجَــنَّ لَيــلٌ وَقَضــَينا نَحبـا
رُحنـا مَـعَ اللَيلِ مُلوكاً غُلبا
مِـن ذا وَمِـن ذاكَ أَصَبنا نَهبا
وَحَلَبَــت كَفّــي لِقَــومٍ حَلبـا
فَلَــم أُرَشــِّح لِعَشــيرٍ ضــَبّا
وَرُبَّمــا قُلــتُ لِعَمـري نَسـبا
العَضـبُ أَشـهى فَأَذِقني القَضبا
فَـالآنَ وَدَّعـتُ الفُتُـوَّ الحُزبـا
أَعتَبـتُ مَـن عـاتَبَني أَو سـَبّا
وَراجَعَـت نَفسـي حِجاهـا عُقبـا
فَالحَمــدُ لِلَّــهِ الَّـذي أَهَبّـا
مِـن فُرقَـةٍ كـانَت عَلَينا قَضباً
أَتـى بِهـا الغِيُّ فَأَغضى الرَبّا
وَمَلِـكٍ يَجـبي القُـرى لا يُجـبى
نَــزورُهُ غِبّــاً وَنُـؤتي رَهبـا
ضـَخمِ الرَواقَيـنِ إِذا اِجلَعَبّـا
يَخــافُهُ النـاسُ عِـدىً وَصـَحبا
كَمــا يَخـافُ الصـَيدَنُ الأَزَبّـا
صــَبَّ لَنــا مِـن وُدِّهِ وَاِصـطَبّا
وُدّاً فَمـــا خُنــتُ وَلا أَســَبّا
ثَبَّــتَ عَهــداً بَينَنــا وَثَبّـا
حَتّـى اِفتَرَقنـا لَم نُفَرِّق شَعبا
كَــذاكَ مَــن رَبَّ كَريمـاً رَبّـا
وَالنــاسُ أَخيـافٌ نَـدىً وَزَبّـا
فَصــافِ ذا وُدٍّ وَجــانِب خِبّــا
يـا صـاحِ قَـد كُنـتَ زُلالاً عَذبا
ثُـمَّ اِنقَلَبـتَ بَعـدَ ليـنٍ صَعبا
مـالي وَقَـد كُنـتُ لَكُـم مُحِبّـاً
أُقصـى وَمـا جاوَزتُ نُصحاً قَصبا
يـا صـاحِ هَـل بُلِّغتَ عَنّي ذَنبا
وَهَــل عَلِمــتَ خُلُقــي مُنكَبّـا
وَهَـل رَأَيـتَ فـي خِلاطـي عَتبـا
أَلَــم أُزَيِّــن تاجَـكَ الـذَهَبّا
بِالباقِيـاتِ الصـالِحاتِ تُحـبى
أَضـَأنَ فـي الحُـبِّ وَجُزنَ الحُبّا
مِثـلَ نُجـومِ اللَيـلِ شـُبَّت شَبّا
أَحيــنَ شـاعَ الشـِعرُ وَاِتلَأَبّـا
وَنَظَــرَ النــاسُ إِلَــيَّ أَلبـا
أَبـدَلتَني مِـن بَعـدِ إِذنٍ حَجبا
بِئسَ جَـزاءُ المَـرءِ يَأتي رَغبا
لَمّـــا رَأَيــتَ زائِراً مُرِبّــا
باعَـدتَّهُ وَكـانَ يَرجـو القُربا
فَــزارَ غِبّـاً كَـي يُـزادَ حُبّـا
كَـذَلِكَ المَحفـوظُ يَطـوي سـَربا
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة