
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَأَتـكَ عَلـى طـولِ التَجـاوُرِ زَينَـبُ
وَمـا شـَعَرَت أَنَّ النَـوى سـَوفَ تَصقُبُ
كـأَنَّ الَّـذي غـالَ الرَحيـلُ رُقادَها
بِمـا عَضـَبَت مِن قُربِنا النَفسَ تَعضَبُ
تَـداعى إِلـى ما فاتَنا مِن وَداعِنا
عَلــى بُعـدِها بِـالوَأيِ إِذ تَتَقَـرَّبُ
فَـإِن تَنصـَبي يَوماً إِلى لَمَّةِ الهَوى
فَـإِنّي بِمـا أَلقـى إِلـى تِلكَ أَنصَبُ
سـَلي تُخبَـري أَنَّ المَعَنّـى بِـذِكرِكُم
عَلــى ســُنَّةٍ فيمَـن يَحيـبُ وَيَـدأَبُ
إِذا ذادَ عَنـهُ عَقرَبـاً مِـن هَـواكُمُ
بِرُقيَتِــهِ دَبَّــت لَــهُ مِنـكِ عَقـرَبُ
فَبــاتَ يُــدَنّي قَلبَــهُ مِــن جَلادَةٍ
لِيَقلِبَــــهُ عَنكُـــم فَلا يَتَقَلَّـــبُ
أَبـى مِنـكِ مـا يَلقى وَيَأبى فُؤادُهُ
ســِواكِ فَيُلمــي هَجـرُهُ ثُـمَّ يُغلَـبُ
لِــذي نُصــحِهِ عَنكُـم بِـهِ أَجنَبِيَّـةٌ
وَعَـن نُصـحِ دُنيـاهُ بِهِ القَلبُ أَجنَبُ
فُـؤادٌ عَلـى نَهـيِ النَصـيحِ كَأَنَّمـا
يُحَــثُّ بِمــا يُنهـى إِلَيـهِ وَيُتعَـبُ
فَمـاتَ بِمـا يُرخـى لَـهُ مِـن خِناقِهِ
وَيَحيـا عُلوقـاً فـي الحِبالِ فَيَنشَبُ
كَشــاكِيَةٍ مِـن عَينِهـا غَـربَ قُرحَـةٍ
تَـداوى بِمـا تَـدوى عَلَيـهِ وَتَـذرَبُ
يَغَــصُّ إِذا نـالَ الطَعـامَ لِـذِكرِكُم
وَيَشـرَقُ مِـن وَجـدٍ بِكُـم حيـنَ يَشرَبُ
فَلا مَـذهَبٌ عَنكُـم لَـهُ شـَطَّ أَو دَنـا
سـِواكِ وَفـي الأَرضِ العَريضـَةِ مَـذهَبُ
عَلى النَأيِ مَحزونٌ وَفي القُربِ مُغرَمٌ
فَيــا كَبِـدا أَيَّ الطَريقَيـنِ أَركَـبُ
إِذا خَــدِرَت رِجلـي شـَفَيتُ بِـذِكرِها
أَذاهـا فَـأَهفو بِاِسـمِها حينَ تُنكَبُ
لَقَـد عُيِّنَـت عَمّـا أُقاسـي بِـذِكرِها
وَعَمّـا يَقـولُ الشـاهِدي حيـنَ أَطرَبُ
يَرى الناسُ ما نُبدي بِزَينَبَ إِذ نَأَت
عَجيبـاً وَمـا يَخفـى مِنَ الحُبِّ أَعجَبُ
يَـروحُ وَيَغـدو واجِداً يَنتَحي الهَوى
عَلـى رِجـلِ مَصبورٍ عَلى الوِردِ أَجرَبُ
إِذا عَـرَضَ القَـومُ الحَـديثَ بِذِكرِها
أَئِنُّ كَمــا أَنَّ المَريــضُ المُوَصــَّبُ
إِذا مـا نَـأَت فَالعَيشُ ناءٍ لِنَأيِها
وَإِن قَرُبَـت فَـالمَوتُ بِـالقُربِ يَقرُبُ
كَفـاكَ مِـنَ الذَلفاءِ لَو كُنتَ تَكتَفي
مَواعِـدُ لَـم تَـذهَب بِهـا حَيثُ تَذهَبُ
وَقائِلَــةٍ حيــنَ اِســتُحِقَّ رَحيلُنـا
وَأَجفــانُ عَينَيهــا تَجـودُ وَتَسـكُبُ
أَغـادٍ إِلـى حَـرّانَ فـي غَيـرِ شيعَةٍ
وَذَلِــكَ شــَأوٌ عَــن هَوانـا مُغَـرَّبُ
فَقُلـتُ لَهـا كَلَّفِتنـي طَلَـبَ النَـدى
وَلَيـسَ وَراءَ اِبـنِ الخَليفَـةِ مَطلَـبُ
سـَيَكفي فَـتىً مِـن شـيعَةٍ حَـدُّ سَيفِهِ
وَكـــورٌ عِلافِــيٌّ وَوَجنــاءُ ذِعلِــبُ
إِذا اِسـتَوعَرَت دارٌ عَلَيـهِ رَمى بِها
بَنـاتِ الصـُوى مِنهـا رَكـوبٌ وَمُصعِبُ
فَعُـدّي إِلـى يَـومَ اِرتَحَلـتُ وَسائِلي
نَوافِلَـكِ الفَعّـالَ مَـن جـاءَ يَضـرِبُ
لِعَلَّــكِ أَن تَســتَيقِني أَنَّ زَورَتــي
سـُلَيمانَ مِـن سـَيرِ الهَـواجِرِ يُعقِبُ
وَمـــاءِ عَفــاءٍ لا أَنيــسَ بِجَــوِّهِ
حَليفــاهُ مِـن شـَتّى عِفـاءٌ وَطُحلُـبُ
وَرَدتُ إِذا اِلتـاثَ الهِجانُ وَقَد خَوى
عَلَيــهِ مِـنَ الظَلمـاءِ بَيـتٌ مُطَنَّـبُ
نَعـوجٌ عَلى التَأويبِ صُعرٌ مِنَ البَرى
نَواشـِطُ فـي لُـجٍّ مِـنَ اللَيـلِ تَنعَبُ
إِذا مــا أَنَخناهــا لِغَيـرِ تَئِيَّـةٍ
عَلـى غَـرَضِ الحاجـاتِ وَالقَـومُ لُغَّبُ
وَقَعـنَ فَريصـاتِ السـَديسِ كَمـا دَعا
عَلـى فَنَـنٍ مِـن ضـالَةِ الأَيـكِ أَخطَبُ
قَلائِصُ إِن حَرَّكـــتَ كَفّـــاً تَكَمَّشــَت
كَـأَنَّ عَلـى أَكسـائِها الجِـنَّ تُجلِـبُ
ســُقينَ بِحَــذّاءِ النَجــاءِ شــِمِلَّةٍ
إِذا قــالَ يَعفـورُ الفَلاةِ تَـأَوَّبوا
مُفَرَّجَـةُ الضـَبعَينِ مَمهـورَةُ القَـرى
تَحُـــذُّ عَلَيهـــا راكِــبٌ مُتَنَقِّــبُ
سـَرى اللَيلَ وَالتَهجيرَ في كُلِّ سَبسَبٍ
يُعارِضــُهُ مِـن عـارِضِ النَـصِّ سَبسـَبُ
دَيــاميمُ تَرمــي بِـالمَطِيِّ إِلَيكُـمُ
تَظَــلُّ بَنــاتُ الأَزَلِ فيهِــنَّ تَلعَـبُ
وَكَـم جـاوَزَت مِـن ظَهـرِ أَرعَنَ شاخِصٍ
وَمِــن بَطــنِ وادٍ جَــوفُهُ مُتَصــَوِّبُ
لَهــا هـاتِفٌ يَحكـي غِنـاءً عَشـَنَّقاً
سـَميعاً بِمـا أَدّى لَـهُ الصَوتُ مُعرِبُ
فَغَنَّـــت غِنــاءً عَينُــهُ وَلِســانُهُ
قَريــبُ مَصـارِ الصـَوتِ لَيـسَ يُثَقَّـبُ
هُـوَ الخَنـفُ لا إِنـسٌ وَلا نَجـلُ جِنَّـةٍ
يَعيــــشُ وَلا يَغــــذوهُ أُمٌّ وَلا أَبُ
إِلَيـكَ أَبـا أَيّـوبَ أَسـمَعتُ صـاحِبي
أَغـــانِيَهُ وَالناعِجـــاتُ تَســـَرَّبُ
إِذا خَرَجَـت مِـن عَينِـهِ قُلـتُ لَيتَني
يَجـوبُ الـدُجى مِنهـا حَـرارٌ وَتَنعَبُ
شـَرِبتُ بِرَنـقٍ مِـن مُـدامٍ وَلَـو دَنَت
حِيــاضُ ســُلَيمانٍ صـَفا لِـيَ مَشـرَبُ
إِذا جِئتِ حَرّانـــاً وَزُرتِ أَميرَهــا
فَرَبُّــكِ مَضــمونٌ وَواديــكِ مُعشــِبُ
هُنـاكَ اِمـرُؤٌ إِنَّ النَـوالَ لِمَن دَنا
لَـــهُ عَطَــنٌ ســَهلٌ وَكَــفٌّ تَحَلَّــبُ
دَرورٌ لِقَـومٍ بِالحَيـاةِ عَلـى الرِضى
عَلـى أَنَّ فيهـا مَـوتَهُم حيـنَ يَغضَبُ
أَلا أَيُّهـا المُسـتَعتِبُ الـدَهرَ مَسـَّهُ
مِـنَ الضـيقِ وَالتَـأنيبِ نابٌ وَمِخلَبُ
إِذا قَـذِيَت عَيـنُ الزَمـانِ فَـداوِها
بِقُـــربِ ســُلَيمانٍ فَإِنَّــكَ مُعتَــبُ
عَـداكَ العِـدى مـا سارَ تَحتَ لِوائِهِ
بَطـاريقُ فـي المـاذِيِّ كَهـلٌ وَأَشيَبُ
هُـوَ المَـرءُ يَسـتَعلي قُرَيشاً بِنَفعِهِ
وَدَفــعِ عَــدُوٍّ فــاحِشٍ حيـنَ يَكلَـبُ
رَزيــنُ حَصــاةِ العِلـمِ لا يَسـتَخِفُّهُ
أَحـاديثُ يَسـتَوعي عَلَيهـا المُعَيِّـبُ
شــَبيهُ أَميــرِ المُـؤمِنينَ وَسـَيفُهُ
بِـهِ يُتَّقـى فـي النائِبـاتِ وَيُعصـَبُ
يَهَــشُّ لِميقــاتِ الجِهــادِ فُـؤادُهُ
فَلا يَتَطَرَّقـــهُ البَنــانُ المُخَضــَّبُ
إِذا الحَـربُ قامَت قامَ حَتّى يُفيدَها
قُعــوداً وَحُثحـوثُ الكَتيبَـةِ مُطنَـبُ
لَــهُ كُــلَّ عــامٍ غَــزوَةٌ بِمُســَوَّمٍ
يَقـودُ المَنايـا رايُـهُ حيـنَ يَذهَبُ
لُهــامٌ كَـأَنَّ الـبيضَ فـي حَجَراتِـهِ
نُجـــومُ ســَماءٍ نورُهــا مُتَجَــوِّبُ
كَراديــسُ خَيــلٍ لا تَــزالُ مُغيـرَةً
بِهـا المَلِـكُ الرومِـيُّ عـانٍ مُعَـذَّبُ
كَــأَنَّ بَنـاتِ اليـونِ بَعـدَ إِيـابِهِ
مُوَزَّعَــةً بَيــنَ الصــَحائِبِ رَبــرَبُ
مَـواهِبُ مَغبـوطٌ بِهـا مَـن يَنالُهـا
صـَفايا سـَبايا الـرومِ بِكـرٌ وَثَيِّبُ
وَمــا قَصـَدَت قَومـاً مُحَلّيـنَ خَيلُـهُ
فَتَصـــرُفَ إِلّا عَــن دِمــاءٍ تَصــَبَّبُ
جَـديرٌ بِتَـركِ النائِحـاتِ إِذا غَـدا
لَهُـنَّ عَلـى القَتلـى عَويـلٌ وَمَنـدَبُ
أَغَـرُّ هِشـامِيُّ القَنـاةِ إِذا اِنتَمـى
نَمَتــهُ بُــدورٌ لَيـسَ فيهِـنَّ كَـوكَبُ
جَميــلُ المُحَيّـا حيـنَ راحَ كَأَنَّمـا
تُخُيِّـرَ فـي ديباجَـةِ الوَصـفِ مُـذهَبُ
يَزيـنُ سـَريرَ المُلـكِ زَيناً وَيَنتَهي
بِـهِ المِنبَرُ المَنصوبُ في يَومِ يَخطُبُ
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة