
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَفــا وِدُّهُ فَــاِزوَرَّ أَو مَـلَّ صـاحِبُه
وَأَزرى بِــهِ أَن لا يَــزالَ يُعــاتِبُه
خَليلَــيَّ لا تَسـتَنكِرا لَوعَـةَ الهَـوى
وَلا ســَلوَةَ المَحـزونِ شـَطَّت حَبَـاِئبُه
شـَفى النَفـسَ مـا يَلقى بِعَبدَةَ عَينُهُ
وَمــا كـانَ يَلقـى قَلبُـهُ وَطَبـائِبُه
فَأَقصــَرَ عِــرزامُ الفُــؤادِ وَإِنَّمـا
يَميــلُ بِــهِ مَـسُّ الهَـوى فَيُطـالِبُه
إِذا كـانَ ذَوّاقـاً أَخـوكَ مِـنَ الهَوى
مُوَجَّهَـــةً فــي كُــلِّ أَوبٍ رَكــائِبُه
فَخَــلِّ لَــهُ وَجـهَ الفِـراقِ وَلا تَكُـن
مَطِيَّـــةَ رَحّـــالٍ كَــثيرٍ مَــذاهِبُه
أَخـوكَ الَّـذي إِن رِبتَـهُ قـالَ إِنَّمـا
أَرَبـــتُ وَإِن عــاتَبتَهُ لانَ جــانِبُه
إِذا كُنـتَ فـي كُـلِّ الـذُنوبِ مُعاتِباً
صـَديقَكَ لَـم تَلـقَ الَّـذي لا تُعـاتِبُه
فَعِــش واحِـداً أَو صـِل أَخـاكَ فَـإِنَّهُ
مُفـــارِقُ ذَنـــبٍ مَــرَّةً وَمُجــانِبُه
إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى
ظَمِئتَ وَأَيُّ النــاسِ تَصــفو مَشـارِبُه
وَلَيـــلٍ دَجـــوجِيٍّ تَنــامُ بَنــاتُهُ
وَأَبنــاؤُهُ مِــن هَــولِهِ وَرَبــائِبُه
حَمَيــتُ بِــهِ عَينــي وَعَيـنَ مَطِيَّـتي
لَذيـذَ الكَـرى حَتّـى تَجَلَّـت عَصـائِبُه
وَمــاءٍ تَــرى ريـشَ الغَطـاطِ بَجَـوِّهِ
خَفِـيِّ الحَيـا مـا إِن تَليـنُ نَضائِبُه
قَريـبٍ مِـن التَغريـرِ ناءٍ عَن القُرى
سـَقاني بِـهِ مُسـتَعمِلُ اللَيـلِ دائِبُه
حَليــفُ الســُرى لا يَلتَـوي بِمَفـازَةٍ
نَســاهُ وَلا تَعتَــلُّ مِنهــا حَـوالِبُه
أَمَـــقُّ غُرَيـــرِيٌّ كَـــأَنَّ قُتـــودَهُ
عَلـى مُثلَـثٍ يَـدمى مِنَ الحُقبِ حاجِبُه
غَيــورٍ عَلــى أَصــحابِهِ لا يَرومُــهُ
خَليــطٌ وَلا يَرجــو ســِواهُ صـَواحِبُه
إِذا مـا رَعـى سـَنَّينَ حـاوَلَ مَسـحَلاً
يَجِـــدُّ بِـــهِ تَعـــذامُهُ وَيُلاعِبُــه
أَقَــبَّ نَفــى أَبنــاءَهُ عَـن بَنـاتِهِ
بِـذي الرَضـمِ حَتّـى مـا تُحَسُّ ثَوالِبُه
رَعـى وَرَعَيـنَ الرَطـبَ تِسـعينَ لَيلَـةً
عَلـى أَبَـقٍ وَالـرَوضُ تَجـري مَـذانِبُه
فَلَمّـا تَـوَلّى الحَـرُّ وَاِعتَصـَرَ الثَرى
لَظـى الصـَيفِ مِـن نَجـمٍ تَوَقَّـدَ لاهِبُه
وَطـارَت عَصـافيرُ الشـَقائِقِ وَاِكتَسـى
مِــنَ الآلِ أَمثــالَ المُلاءِ مَســارِبُه
وَصـَدَّ عَـنِ الشـَولِ القَريـعُ وَأَقفَـرَت
ذُرى الصـَمدِ مِمّـا اِستَودَعَتهُ مَواهِبُه
وَلاذَ المَهـا بِالظِـلِّ وَاِستَوفَضَ السَفا
مِــنَ الصــَيفِ نَتّـاجٌ تَخُـبُّ مَـواكِبُه
غَـدَت عانَـةٌ تَشـكو بِأَبصارِها الصَدى
إِلــى الجَـأبِ إِلّا أَنَّهـا لا تُخـاطِبُه
وَظَــلَّ عَلــى عَليــاءَ يَقسـِمُ أَمـرَهُ
أَيَمضــي لِـوِردٍ بـاكِراً أَم يُـواتِبُه
فَلَمّــا بَـدا وَجـهُ الزِمـاعِ وَراعَـهُ
مِـنَ اللَيـلِ وَجـهٌ يَمَّمَ الماءَ قارِبُه
فَبــاتَ وَقَـد أَخفـى الظَلامُ شُخوصـَها
يُناهِبُهـــا أُمَّ الهُــدى وَتُنــاهِبُه
إِذا رَقَصـَت فـي مَهمَـهِ اللَيـلِ ضَمَّها
إِلــى نَهَــجٍ مِثــلِ المَجَـرَّةِ لاحِبُـه
إِلـى أَن أَصـابَت فـي الغَطاطِ شَريعَةً
مِـنَ المـاءِ بِـالأَهوالِ حُفَّـت جَوانِبُه
بِهـا صـَخَبُ المُسـتَوفِداتِ عَلى الوَلى
كَمـا صـَخِبَت فـي يَـومِ قَيـظٍ جَنادِبُه
فَأَقبَلَهــا عُــرضَ الســَرِيِّ وَعَينُــهُ
تَـرودُ وَفـي النـاموسِ مَن هُوَ راقِبُه
أَخــو صــيغَةٍ زُرقٍ وَصــَفراءَ سـَمحَةٍ
يُجاذِبُهـــا مُستَحصـــِدٌ وَتُجـــاذِبُه
إِذا رَزَمَــت أَنَّـت وَأَنَّ لَهـا الصـَدى
أَنيــنَ المَريــضِ لِلمَريـضِ يُجـاوِبُه
كَــأَنَّ الغِنـى آلـى يَمينـاً يَـؤودُهُ
إِذا مـا أَتاهـا مُخفِقـاً أَو تُصاخِبُه
يَــؤولُ إِلــى أُمِّ اِبنَتَيــنِ يَـؤودُهُ
إِذا مـا أَتاهـا مُخفِقـاً أَو تُصاخِبُه
فَلَمّــا تَــدَلّى فــي السـَرِيِّ وَغَـرَّهُ
غَليـلُ الحَشـا مِـن قـانِصٍ لا يُواثِبُه
رَمــى فَــأَمَرَّ السـَهمُ يَمسـَحُ بَطنَـهُ
وَلَبّــاتِهُ فَاِنصـاعَ وَالمَـوتُ كـارِبُه
وَوافَـــقَ أَحجــاراً رَدَعــنَ نَضــِيَّهُ
فَأَصــبَحَ مِنهــا عــامِراهُ وَشـاخِبُه
يَخـافُ المَنايـا إِن تَرَحَّلـتُ صـاحِبي
كَـأَنَّ المَنايـا فـي المُقامِ تُناسِبُه
فَقُلــتُ لَــهُ إِنَّ العِــراقَ مُقــامُهُ
وَخيــمٌ إِذا هَبَّــت عَلَيــكَ جَنـائِبُه
لِعَلَّـكَ تَسـتَدني بِسـَيرِكَ فـي الـدُجى
أَخــا ثِقَــةٍ تُجـدي عَلَيـكَ مَنـاقِبُه
مِــنَ الحَـيِّ قَيـسٍ قَيـسِ عَيلانَ إِنَّهُـم
عُيـونُ النَـدى مِنهُـم تُـرَوّى سَحائِبُه
إِذا المُجحِـدُ المَحـرومُ ضـَمَّت حِبالَهُ
حَبــائِلُهُم ســيقَت إِلَيــهِ رَغـائِبُه
وَيَــومٍ عَبــورِيٍّ طَغـا أَو طَغـا بِـهِ
لَظـاهُ فَمـا يَـروى مِنَ الماءِ شارِبُه
رَفَعــتُ بِــهِ رَحلــي عَلـى مُتَخَطـرِفٍ
يَـزِفُّ وَقَـد أَوفـى عَلى الجَذلِ راكِبُه
وَأَغبَـــرَ رَقّــاصِ الشــُخوصِ مَضــِلَّةً
مَــــوارِدُهُ مَجهولَـــةٌ وَسَباســـِبُه
لِأَلقـــى بَنـــي عَيلانَ إِنَّ فَعــالَهُم
تَزيــدُ عَلـى كُـلِّ الفَعـالِ مَراكِبُـه
أُلاكَ الأُلـى شـَقّوا العَمـى بِسـُيوفِهِم
عَـنِ الغَـيِّ حَتّـى أَبصـَرَ الحَقَّ طالِبُه
إِذا رَكِبــوا بِالمَشــرَفِيَّةِ وَالقَنـا
وَأَصـــبَحَ مَــروانٌ تُعَــدُّ مَــواكِبُه
فَــأَيُّ اِمرِىــءٍ عــاصٍ وَأَيُّ قَبيلَــةٍ
وَأَرعَــنَ لا تَبكــي عَلَيــهِ قَرائِبُـه
رُوَيــداً تَصـاهَل بِـالعِراقِ جِيادُنـا
كَأَنَّــكَ بِالضـَحّاكِ قَـد قـامَ نـادِبُه
وَسـامٍ لِمَـروانٍ وَمِـن دونِـهِ الشـَجا
وَهَـولٌ كَلُـجِّ البَحـرِ جاشـَت غَـوارِبُه
أَحَلَّــت بِــهِ أُمُّ المَنايـا بَناتِهـا
بِأَســيافِنا إِنّـا رَدى مَـن نُحـارِبُه
وَمــا زالَ مِنّــا مُمســِكٌ بِمَدينَــةٍ
يُراقِــبُ أَو ثَغــرٍ تُخــافُ مَرازِبُـه
إِذا المَلِــكُ الجَبّــارُ صــَعَّرَ خَـدَّهُ
مَشــَينا إِلَيــهِ بِالسـُيوفِ نُعـاتِبُه
وَكُنّـــا إِذا دَبَّ العَــدُوُّ لِســُخطِنا
وَراقَبَنــا فــي ظــاهِرٍ لا نُراقِبُـه
رَكِبنــا لَــهُ جَهــراً بِكُــلِّ مُثَقَّـفٍ
وَأَبيَــضَ تَستَسـقي الـدِماءَ مَضـارِبُه
وَجَيـشٍ كَجُنـحِ اللَيـلِ يَرجُـفُ بِالحَصى
وَبِالشــَولِ وَالخَطِّــيِّ حُمـرُ ثَعـالِبُه
غَـدَونا لَـهُ وَالشـَمسُ فـي خِدرِ أُمِّها
تُطالِعُنـا وَالطَـلُّ لَـم يَجـرِ ذائِبُـه
بِضـَربٍ يَـذوقُ المَـوتَ مَـن ذاقَ طَعمَهُ
وَتُـدرِكُ مَـن نَجّـى الفِـرارُ مَثـالِبُه
كَــأَنَّ مُثــارَ النَقـعِ فَـوقَ رُؤُسـِهِم
وَأَســيافَنا لَيــلٌ تَهـاوى كَـواكِبُه
بَعَثنـا لَهُـم مَـوتَ الفُجـاءَةِ إِنَّنـا
بَنـو المُلـكِ خَفّـاقٌ عَلَينـا سَبائِبُه
فَراحـوا فَريقـاً فـي الإِسـارِ وَمِثلُهُ
قَتيــلٌ وَمِثــلٌ لاذَ بِـالبَحرِ هـارِبُه
وَأَرعَـنَ يَغشـى الشـَمسَ لَـونُ حَديـدِهِ
وَتَخلِــسُ أَبصــارَ الكُمـاةِ كَتـائِبُه
تَغَــصُّ بِـهِ الأَرضُ الفَضـاءُ إِذا غَـدا
تُزاحِــمُ أَركــانَ الجِبـالِ مَنـاكِبُه
كَــأَنَّ جَنابـاوَيهِ مِـن خَمِـسِ الـوَغى
شــَمامٌ وَســَلمى أَو أَجـاً وَكَـواكِبُه
تَرَكنـا بِـهِ كَلبـاً وَقَحطـانَ تَبتَغـي
مُجيـراً مِـنَ القَتـلِ المُطِـلِّ مَقانِبُه
أَبـاحَت دِمَشـقاً خَيلُنـا حيـنَ أُلجِمَت
وَآبَــت بِهـا مَغـرورَ حِمـصٍ نَـوائِبُه
وَنــالَت فِلِســطيناً فَعَــرَّدَ جَمعُهـا
عَـنِ العـارِضِ المُستَنِّ بِالمَوتِ حاصِبُه
وَقَــد نَزَلَــت مِنّــا بِتَـدمُرَ نَوبَـةٌ
كَـذاكَ عُـروضُ الشـَرِّ تَعـرو نَـوائِبُه
تَعــودُ بِنَفــسٍ لا تَـزِلُّ عَـنِ الهُـدى
كَمــا زاغَ عَنــهُ ثــابِتٌ وَأَقـارِبُه
دَعــا اِبـنَ سـِماكٍ لِلغَوايَـةِ ثـابِتٌ
جِهـاراً وَلَـم يُرشـِد بَنيـهِ تَجـارِبُه
وَنـادى سـَعيداً فَاِستَصـَبَّ مِـنَ الشَقا
ذَنوبــاً كَمـا صـُبَّت عَلَيـهِ ذَنـائِبُه
وَمِـن عَجَـبٍ سـَعيُ اِبـنِ أَغنَـمَ فيهِـمُ
وَعُثمــانَ إِنَّ الــدَهرَ جَـمُّ عَجـائِبُه
وَمــا مِنهُمــا إِلّا وَطــارَ بِشَخصــِهِ
نَجيـــبٌ وَطـــارَت لِلكِلابِ رَواجِبُــه
أَمَرنـا بِهِـم صـَدرَ النَهـارِ فَصُلِّبوا
وَأَمسـى حَميـدٌ يَنحِـتُ الجِـذعَ صالِبُه
وَبــاطَ اِبــنُ رَوحٍ لِلجَماعَــةِ إِنَّـهُ
زَأَرنــا إِلَيــهِ فَاِقشـَعَرَّت ذَوائِبُـه
وَبِالكوفَـةِ الحُبلـى جَلَبنـا بِخَيلِنا
عَلَيهِـم رَعيـلَ المَـوتِ إِنّـا جَوالِبُه
أَقَمنــا عَلــى هَـذا وَذاكَ نِسـاءَها
مَــآتِمَ تَــدعو لِلبُكــا فَتُجــاوِبُه
أَيــامى وَزَوجــاتٍ كَــأَنَّ نِهائَهــا
عَلــى الحُـزنِ أَرآمُ المَلا وَرَبـارِبُه
بَكَيــنَ عَلـى مِثـلِ السـِنانِ أَصـابَهُ
حِمــامٌ بِأَيــدينا فَهُــنَّ نَــوادِبُه
فَلَمّـا اِشـتَفَينا بِالخَليفَـةِ مِنهُمـو
وَصــالَ بِنــا حَتّــى تَقَضـَّت مَـآرِبُه
دَلَفنـا إِلـى الضـَحّاكِ نَصرِفُ بِالرَدى
وَمَـروانُ تَـدمى مِـن جُـذامَ مَخـالِبُه
مُعِــدّينَ ضــِرغاماً وَأَســوَدَ سـالِخاً
حُتوفـاً لِمَـن دَبَّـت إِلَينـا عَقـارِبُه
وَمــا أَصــبَحَ الضــَحّاكُ إِلّا كَثـابِتٍ
عَصــانا فَأَرسـَلنا المَنِيَّـةَ تـادِبُه
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة