
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعنـي أَمُـت بِـالهَوى لا يَلحَني لاحِ
لَيسَ المَشوقُ إِلى الأَحبابِ كَالصاحي
لَـو كُنـتَ تَطرَبُ لَم تُنكِر بُكا طَرِبٍ
صــَبٍّ عَلـى نَفسـِهِ بِالشـِعرِ نَـوّاحِ
خَفِّـض جَشـاكَ عَلـى نَأيِ الدُنُوِّ بِها
آلَيـتُ أُدنـي نَصـيحاً ما وَحى واحِ
قَـد هَـرَّ قَبلَـكَ كَلـبٌ دونَ حُجرَتِها
فَهَــل فَزِعــتُ لِكَلــبٍ مَـرَّ نَبّـاحِ
أَبـى لِيَ اللَعَجُ المَشبوبُ في كَبِدي
وَفـي فُـؤادي وَأَوصـالي وَأَرواحـي
أَرتـاحُ لِلريـحِ إِن هَبَّـت يَمانِيَـةً
وَأَنـتَ عِنـدي رَخيـمٌ غَيـرُ مُرتـاحِ
لا أَسـمَعُ الصـَوتَ إِلّا صـَوتَ جارِيَـةٍ
تَـدعو إِلـى أَسـَدٍ مِـن حُبِّهـا شاحِ
كَأَنَّمــا اِنتَزَعَـت حُبّـي بِـدَعوَتِها
كَأَنَّهــا جَبَــلٌ مِــن دونِ نُصـّاحي
رَيّــا الــروادِفِ مِلـواحٌ مُنَعَّمَـةٌ
يـا حَبَّـذا كُـلُّ رَيّا الرِدفِ مِلواحِ
لَـم تَرثِ لي مِن جَوى حُبٍّ وَقَد ضَحِكَت
عَـن بـارِدٍ كَـوَميضِ البَـرقِ لَمّـاحِ
كَـأَنَّ فـي طَـرفِ عَينَيها إِذا نَظَرَت
بِنــاظِرٍ عُقَــداً مِـن سـِحرِ سـَبّاحِ
تَسـُرُّ عَينـاً وَتَلقى الشَمسَ غَيبَتَها
كَأَنَّمــا خُلِقَـت مِـن ضـَوءِ مِصـباحِ
أُمســي أُؤَمِّـلُ جَـدواها فَتُخلِفُنـي
وَمـا أَزالُ كَمـا أَمسـَيتُ إِصـباحي
وَكَيــفَ يُخلِــفُ مَـأمولٌ لَـهُ شـَرَفٌ
مِـن بَعـدِ ما قالَ خَيراً لِاِمرِئٍ ناحِ
يَلـومُني صـاحِبي فيهـا وَقَد فَتَحَت
إِلـى الصـَبابَةِ لـي باباً بِمِفتاحِ
خاضـَت مِنَ الحُبِّ ضَحضاحاً وَما رَضِيَت
حَتّـى جَشـِمتُ إِلَيهـا غَيـرَ ضَحضـاحِ
تَســَوَّكَت لــي بِمِسـواكٍ لِتُعلِمَنـي
مـا طَعـمُ فيهـا وَمـا هَمَّت بِإِصلاحِ
لَمّـا أَتَتني عَلى المِسواكِ ريقَتُها
مَثلوجَةَ الطَعمِ مِثلَ الشَهدِ بِالراحِ
قَبَّلـتُ مـا مَـسَّ فاهـا ثُمَّ قُلتُ لَهُ
يالَيتَني كُنتُ ذا المِسواكَ يا صاحِ
قُل لِلرَبابِ اِرجِعي روحي إِلى جَسَدي
أَو عَلِّلينــي بِــوَجهٍ مِنـكِ وَضـّاحِ
عَلـى الوَسـاوِسِ تُعفينـي وَتَترُكُني
مِــن بـاكِرٍ بِـدَعاوي الحُـبِّ رَوّاحِ
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة