
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آدابــك الغــر بحــر مـاله طـرفُ
فـي كـل سـمع بـدا مـن حسـنه طُرفُ
نقـول لمـا أتانـا مـا بعثـت بـه
هــذا كتــاب أتـى أم روضـة أنـف
خــط تنزهــت الأزهــار حيـن بـدا
كــأنه الــدر عنــه فتـح الصـدف
إن نظنـه طـرق الأسـماع كـان لهـا
وإن حــوت عطلا مــن حليــة شــنف
رقــت حواشــي كلام أنــت فــاطمه
فيــه فجـاء كزهـر الـروض يقتطـف
وردت بحـر القـوافي فـاغترفت كما
قـد حـل يومـاً بمـد النيـل مغترف
زهت على البدر نوراً إذ أتت بسواد
النقــس يشــبهه مــن خــده كلـف
قرطســت رميــاً وكـالرامٍ بأسـهمه
إذا تحقــق منــه يســلم الهــدف
بنــاظر فــاق غـزو العـد لا وشـل
ولا بــبرض إذا مــا حــل ينــتزف
إذا تطلــــع فـــوق الأرض ذو أدب
فــأنت منـه علـى العيـوق تشـترف
وإن تعـــرى دعــي مــن فضــائله
فـــأنت مـــدرع منهــا وملتحــف
إذا تخفــى لفتــح وجــه قافيــة
فعـن قوافيـك شـيلت دوننـا السُجف
لأعيــن النـاس نهـب مـن محاسـنها
كمــا القلــوب تلاقيهــا فتختطـف
إذا ذكرنـاك مجـد الـدين عاودنـا
شــوق تجــدد منـه الوجـد والأسـف
ورمــن مـا قـد وجـدناه لفرقتكـم
يحيـط بـالقلب مـن أرجـائه التلف
ولـو عرفت الذي في القلب منك لما
ان كنـت عنـا علـى الأحـوال تختلف
ولا عجيــب إذا حـاف الزمـان علـى
حــر وكــل قضــاياه بهــا جنــف
فلا تكــن جازعـاً إن التجـاوز عـن
انفاقـك الصـبر في شرع الهوى سرف
فـإن حصـلت على الصبر احتويت على
الأجـر الجزيـل وفـي احـرازه شـرف
يـا من جفانا ولو قد شاء كان إلى
جنابنــا دون أهــل الأرض ينعطــف
وحـق مـن أمـه وفـد الحجيـج ومـن
ظلـت إلـى بيتـه الركبـان تختلـف
إنـا لنـوفي علـى حال العباد كسا
نـوفي لمـن ضـمه فـي قربنـا كنـف
ونغفـر الـذنب ان رام المسيء بنا
عفــواً ونســتره فـي حيـن ينكشـف
وإن جنــى مــن رأى أنـا نعـاقبه
يردنـا الصـفح أو يعتاقنـا الأنـف
نعـم ونحفـظ عنـد الغيـب صـاحبنا
وليـــس يــدركنا كــبر ولا صــلف
فمــا لإبعادنـا يـوم الـوغى ميـل
ولا لموعــدنا يــوم النــدى خلـف
فعنـدنا جنـة تـدنو الثمـار بهـا
إذا دنــا مجتــن منهــا ومقتطـف
هـدى مصـاحبنا ضـوء النهـار وكـم
قـد ضـل مـن فـي ظلام الليل يعتسف
فمـــل الينـــا بآمــال محققــة
وكــف غــرب دمـوع لـم تـزل تكـف
كفـى اغترابـاً فعجـل بالايـاب لنا
فمنـــك لا عــوض يلقــى ولا خلــف
وقـد أجبنـا إلـى مـا أنـت طالبه
فــالآن كيــف تـروى فيـه أو تقـف
فرّينــا فيــك قــد ضــحى علانيـة
والجنـد قد عرفوا منه الذي عرفوا
وقــدمت لــك تمهيــداتنا وبهــا
وحــس الفلاة إذا مــا روعـت أنـف
كأننــا حيــن تجــري ذكـرة لكـم
علـى اضـطرام لهيـب النـار نعتكف
فـإن يبـالغ أُنـاس في الثناء على
أوصـافكم قصـروا فـي كل ما وصفوا
فخـذ نظامـاً علـى قـدر الذي كتبت
يــداك إذ عــدد النظميـن مؤتلـف
طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح أَبي الغارات.وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).