
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـت العلـي الـذي فـوق العلا رفعا
ببطــن مكـة وسـط الـبيت إذ وضـعا
وأنـت حيـدرة الغـاب الذي أسد الب
رج الســماوي عنــه خاســئا رجعـا
وأنــت بــاب تعــالى شـأن حارسـه
بغيـر راحـة روح القـدس مـا قرعـا
وأنـت ذاك البطيـن الممتلىـء حكما
معاشــرها فلــك الافلاك مــا وسـعا
وأنـت ذاك الهزبـر الانزع البطل ال
ذي بمخلبــه للشــركى قــد نزعــا
وأنــت نقطــة بــاء مــع توحـدها
بهـا جميـع الذي في الذكر قد جمعا
وأنـت والحـق يـا أقضـى الانـام به
غـدا علـى الحـوض حقـا تحشران معا
وأنــت صــنو نــبيِّ غيــر شــرعته
للانبيــاء الــه العـرش مـا شـرعا
وأنـت زوج ابنـة الهـادي إلـى سنن
مـن حـاد عنـه عداه الرشد فانخزعا
وأنــت بــالطبع سـيف تـارة عطبـا
يســقي الثغـور ويشـفي مـرة طبعـا
وأنــت رن يجيــر المســتجير بــه
وأنــت حصـن لمـن مـن دهـره فزعـا
وأنــت مــن بنـداه عـزًّ مـن طمعـا
وفـي جـدي مـن سـواه ذل مـن قنعـا
وأنــت ذو منصــل صــلَّ ينضـنض فـي
غمـد كلغـد لمكـر الكفـر قـد بلعا
وأنــت عيــن يقيـن لـم يـزده بـه
كشـف الغطـاء يقينـا أيـة انقشـعا
وأنــت ذو حســب يعــزى إلـى نسـب
قـد نيـط فـي سـبب أوج العلا قرعـا
وأنــت ضئضـىء مجـد فـي مـدى أمـد
قـد فصـل الـدهر أوصالا وما انقطعا
وأنــت مــن حمــت الاســلام وفرتـه
ودرَّعــت لبــدتاه الــدين فادِّرعـا
وأنـت مـن فجـع الـدين المـبين به
ومــن بــأولاده الإســلام قـد فجعـا
وأنـت أنـت الـذي منـه الوجود نضى
عمــود صـبح ليـافوخ الـدجا صـدعا
وأنــت أنــت الـذي حطـت لـه قـدم
فـي موضـع يـده الرحمـن قـد وضـعا
وأنـت أنـت الذي للقبلتين من النب
يّ أول مـــن صـــلى ومـــن ركعــا
وأنـت أنـت الـذي فـي نفـس مضـجعه
فـي ليـل هجرتـه قـد بـات مضـطجعا
وأنــت أنـت الـذي آثـاره ارتفعـت
علــى الاثيـر وعنهـا قـدره اتضـعا
وأنــت أنــت الــذي آثـاره مسـحت
هـام الاثيـر فأبـدى رأسـه الصـلعا
وأنـت أنـت الـذي يلقى الكتائب في
ثبــات جــأش لــه ثهلان قـد خضـعا
وأنــت أنــت الـذي للـه مـا فعلا
وأنــت أنـت الـذي للـه مـا صـنعا
وأنــت ان الــذي للــه مـا وصـلا
وأنــت أنـت الـذي للـه مـا قطعـا
حكمـت فـي الكفـر سيفا لو هويت به
يومــا علــى كتـد الافلاك لا نخلعـا
محـــدَّب يـــتراآى فـــي مقعـــره
مــوج يكـاد علـى الآفـاق أن يقعـا
أســلت مــن غمــده نــارا مروَّقـة
تجــرِّع الكفـر مـن راووقهـا جرعـا
حكـى الحمـام حمامـا مـن حسامك في
لســان نــار علـى هامـاتهم سـجعا
غليلـــه طالمــا أوردتــه علقــا
يـوم النهـروان من نهر فما انتقعا
بـــذي فقـــارك عنــا أي فــاقرة
قصــمتها ودفعــت السـوء فانـدفعا
أراد ســيفك فـي ليـل العجاجـة أن
يروي السنى عن لسان الصبح فاندلعا
عـالجت بـالبيض أمـراض القلوب ولو
كـان العلاج بغيـر الـبيض مـا نجعا
والرعـد قـد ظن طرف البرق فيك كبا
لمـا أغـرت علـى العليـا فقال لعا
نبـذت للشـرك شـلوا بـالعراء لـذا
عليـه نسـر مـن الخـذلان قـد وقعـا
والليــل لمـا تسـمى كـافرا بشـبا
قرضــاب بطشــك قـد غـادرته قطعـا
وبــاب خــبير لــو كـانت مسـامره
كـل الثـوابت حـتى القطـب لا نقلعا
بـاريت شـمس الضـحى فـي جنـة بزغت
فـي يـوم بـدر بزوغ البدر إذ سطعا
للــه درَّ فـتى الفتيـان منـك فـتى
ضـرع الفـواطم فـي مهد الهدى رضعا
لقـد ترعرعـت فـي حجـر عليـه لـذي
حجــر براهيــن تعظيـم بهـا قطعـا
ربيــب طـه حـبيب اللـه أنـت ومـن
كــان المربـي لـه طـه فقـد برعـا
رعـــاه مـــولاه مـــن راع لأمتــه
لجــده وأبيــك الحــق فيــك رعـى
آخـاك مـن عـز قـدرا أن يكـون لـه
أخـا سـواك إذا داعـى الاخـاء دعـا
ســمتك أملــك بنـت الليـث حيـدرة
أكــرم بلبــوة ليـث أنجبـت سـبعا
لــك الكسـاء مـع الهـادي وبضـعته
وقرَّتــي نلظريـه ابنيـك قـد جمعـا
لئن توجــع فـي يـوم الطفـوف لهـم
فمـا سوى الله والله اشتكى الوجعا
قـد خـادعوا منـك فـي صفين ذا كرم
إن الكريــم إذا خــادعته انخـدعا
نهــج البلاغــى نهــج عنـك بلغنـا
رشـدا بـه أجتـث عرق الغي فانقمعا
بــه دمعــت لأهــل البغــي أدمغـة
لنخــوة الجهـل قـد كـانت أشـرَّوعا
كـم مصـقع مـن خطـاب قـد صـقعت به
فـوق المنـابر صـقع الغدر فانصقعا
وأنـت يعسـوب نحـل المـؤمنين إلـى
أي الجهـات انتحـى يلقـاهمو تبعـا
مــا فـرق اللـه شـيا فـي خليقتـه
مــن الفضــائل إلا عنــدك اجتمعـا
أبـا الحسـين أنـا حسـان مـدحك لا
أنفــك أظهـر فـي انشـائه البـدعا
وكــل مــن راح للعليــاء مبتكـرا
جـاء الثنـاء علـى عليـاه مخترعـا
عـذرا فقـد ضـقت ذرعـا عـن احاطته
وكلمــا ضــقت عـن تحديـده اتسـعا
وجــوهر المـدح فـي عليـاك رونقـه
بلـــبى الــدهر فــي لألائه نصــعا
مــدح لقـد خضـعت كـل الحـروف لـه
وكــل صــوت إلــى انشــاده خشـعا
بـــه اســاجل اقوامــا أجالســهم
فيـــذهبون بتهــذيبي لــه شــيعا
مســتنبط مـن قليـب القلـب ينضـحه
فكـر وهـل تنـزح الأفكـار مـا نبعا
أوراقــه مرتــع الاحـداق كـم نضـر
فيـه لـذي نظـر فـي الشعر قد رتعا
ربــع ربيـع المعـاني فـي بطـائحه
تــرى لســائمة الافكــار مرتبعــا
فــي كــل بيـت قصـيد مـن مقاصـده
بــاب بمصـرعه التخييـل قـد صـرعا
مــا زاده فكــر ذي حــدس مطالعـة
الا وزاد كأفكـــاري بـــه ولعـــا
ومــا تعلــق فيــه طــرف رامقــه
إلا وشـــاهد برقــا ومضــه لمعــا
ومـــا وعــت مهجــة أفلاذ جــذوته
إلا ومقابســـها اثناءهـــا لــذعا
ومـا بكـت مقلـة مـن فيه قد ذكروا
إلا ســقت مــا بـه تـذكارهم زرعـا
ومـا امتطـى لاحقـا فـي أثـره أحـد
إلا وعــن شــأوه فــي عـدوه ضـلعا
بســيط بحــر لــه ثغــر بمرشــفه
للابحـر السـبع مـأمون الشـجا كرعا
فاقبـل فـدتك نفـوس العـالمين ثنا
بمثلـه العـالم العلـوي مـا سـمعا
عليـك أسـنى سـلام اللـه مـا غربـت
شــمس ومــا قمـر مـن أفقـه طلعـا
وآلــك الغــرَّ مــا نــاحت مطوقـة
مـن فـوق غصـن أسـى في حزنها ينعا
ومـــا لأوج العلا نـــادى مـــؤرخه
مقــام نعــت علــي باســمه رفعـا
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد.وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور.والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي).له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و(نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر)، و(نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و(الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و(أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.