
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـرينا لنمحـو الاثم أو نغم الاجرا
لـزورة مـن تمحـو زيـارته الوزرا
وسـارت وقد أرخى علينا الدجاسترا
بنـا من بنات الماء للكوفة الغرَّا
سـبوح سـرت ليلا فسـبحان مـن أسرى
تخيرتهــا دون الســفائن مركبــا
وأعــددتها للسـير شـرقا ومغربـا
فكـانت كمثـل الطيـران رمت مطلبا
تمـد جناحهـا مـن قـوادمه الصـبا
تـروم باكنـاف الغـري لهـا وكـرا
وكــانت تحلــى قبــل هـذا تجملا
وقـد غـذيت فيمـا أمـرَّ الـذي حلا
أظــن علـى فقـد الشـهيد بكـربلا
كسـاها الأسـى ثوب الحداد ومن حلى
تجملهــا بالصــبر لا عجهـا أعـرى
إلــى موقــف ســرنا بغيـر توقـف
يزيـــد بكـــائي عنــده بتلهــف
ولمــا تجارينــا بفلــك ومــدنف
جــرت فجـرى كـل إلـى خيـر موقـف
يقـول لعينيـه قفـا نبـك من ذكرى
ترامـت بنـا فلـك فيـا نعم مرتمي
إلـى درة الفخـر الـتي لـن تقوَّما
فخضـنا إليه البحر والبحر قد طما
وكــم غمــرة خضـنا إليـه وإنمـا
يخـوض عبـاب البحر من يطلب الدرا
إلـى مرقـد يعلـو السماكين منزلا
وقـد نال ما نال الضراح من العلا
نسـير ولا نلـوى عـن السـير معدلا
نـؤم ضـريحا مـا الضـراح وإن علا
بــأرفع منــه ولا ســاكنه قــدرا
فـزوج ابنـة المختـار كان غضنفرا
علا وارتضـته الطهر من سائر الورى
أتعـرف مـن هـذا الـذي طال مفخرا
حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى
علـي الـذرى بل زوج فاطمة الزهرا
عيـون الـورى إن لاحظـت منـه كنهه
تـرد عـن التشـبيه حسـرى فينتهوا
وان مقامــا لا تـرى العيـن شـبهه
مقــام علــي كــرَّم اللــه وجهـه
مقــام علــي ردَّ عيـن العلا حسـرى
لقـد صـير الغـبراء خضـراء قـبره
وأشـرق فيهـا فـي الحقيقـة بـدره
وقــد وافــق الاعجــاز للــه درَّه
أثيـــر مـــع الأفلاك خــالف دوره
فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا
أحــاط بنــا علمـا فليـت سـليقة
تفيــد علومــا عــن علاه دقيقــة
مجــازا وقـد جزنـا إليـه طريقـة
أحطنــا بـه وهـو المحيـط حقيقـة
بنـا فتعـالى ان نحيـط بـه خـبرا
فطــف فــي مقـام حـلَّ فيـه ولبـه
تـر العـالم الأعلـى حفيفـا بتربه
فكالمســـجد الاقصـــى وأي تشــبه
تطـــوف مــن الاملاك طائفــة بــه
فتســجد فـي محـراب جـامعه شـكرا
فـأثنى عليـه مـن علا مثـل من دنا
وكــل بمــا أثنـى أجـاد وأحسـنا
فحـزب مـن الـدانين إذ ذاك أعلنا
وحـزب مـن العـالين يهتـف بالثنا
عليــه بــوحي كـدت أسـمعه جهـرا
حججنــا إلــى بيــت علا بجنــابه
عشــية أوينــا إلــى بـاب غـابه
ومـن قـد سـمت أرتكـان كعبتنا به
جـدير بـأن يـأوى الحجيـج لبـابه
ويلمـس مـن أركـان كعبتـه الجدرا
فيـوض علـوم اللـه مـن قـدم حـوى
فقسـم منهـا مـا أفـاد وما احتوى
ومـن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى
حــري بتقسـيم الفيـوض ومـا سـوى
أبـي الحسـنين الاحسـنين بها أحرى
ظللنــا وكــم جـان لـديه ومـذنب
وذي حاجــة منــا وصــاحب مطلــب
نقبـــل الاجفـــان تهمــى بصــيب
ثـرى منه في الدنيا الثراء لمترب
وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخرى
خــدمنا أميــر المـؤمنين بمـوطن
نعفــر فيــه الــوجه قصـد تيمـن
ويخــدم قـبر المرتضـى كـل مـؤمن
بأهــداف أجفــان وأحــداق أعيـن
وحــرَّ وجـوه عفرتهـا يـد الغـبرا
أزلنـا غبـارا كـان فـي قبر حيدر
فلاح كغمـــد المشـــرفيِّ المشــهر
ولا غـرو فـي ذاك المكـان المطهـر
أمطنـا القـذى عـن جفـن سيف مذكر
أجــرَّ سـيوف اللـه أشـهرها ذكـرا
تبـــدَّى ســني أنــواره وتبينــا
غـــداة جلونــا قــبره فتزينــا
فحيــر أفهامــا وأبــره أعينــا
فـوالله مـا نـدري وقد سطع السنا
جلونـا قرابـا أم جلينـا له قبرا
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد.وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور.والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي).له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و(نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر)، و(نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و(الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و(أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.