
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافتـك يـا موسـى بن جعفر تحفة
منهـا يلـوح لنـا الطـراز الأول
رقمـت علـى العنوان من ديباجها
ديباجــة الشـرف الـذي لا يجهـل
كـم جـاورت قـبرا لجـدَّك فاكتست
مجـدا لـه انحـط السـماك الاعزل
وتقدســت إذ جللــت جـدثا ثـوى
فــي لحــده المــدَّثر المزمَّــل
فاشـتاق سـتر العـرش لو بمحلها
يومـا علـى تلـك الحظيـرة يسبل
نشـرت ففـاح مـن النبـوة نشرها
مـا المسك ما نفحاته ما الصندل
أعطيـت مـا لـم يحـظ يعقـوب به
آثــار جــدكمو اليكــم تنقــل
شــملتكمو معـه العبـا بحيـاته
وممــاته أســتاره لــك تشــمل
هـذا رواق مدينـة العلـم الـتي
عـن بـابه قـد ضـلَّ مـن لا يـدخل
هــذا كتــاب مـن غـدا بيمينـه
يعطـى الـذي يرجـو غـدا ويؤمـل
هـذا الزبور وذلك التوراة والا
نجيـل بـل هـذا القـرآن المنزل
هـذا هـو التـابوت فيـه سـكينة
وافـى علـى ايـدي الملائك يحمـل
هـذا هـو الستر الذي كشف الغطا
عـن أعيـن بـالغين كـانت تكحـل
هـــذا الازار يحــط عــن زوَّاره
وزر بــه رضــوى ينــوء ويـذبل
لمــا بــه ســاروا وأعلام لهـم
خفقــت بــأثواب الجلالـة ترفـل
بـاهى الالـه بهـم ملائكـة السما
فبــدت الــزورا ضــحى تتنــزل
مـن تحـت أخمـص زائريـه كم لها
مـن أجنـح نشـرت وطتهـا الأرجـل
وأتــو لبابــك يحملـون وسـيلة
ألمرســلون غــدا بهــا تتوسـل
نزلوا على الجرعاء من وادي طوى
وتفرســوا بقبــولهم فــترجلوا
وتقدسـوا بحظيـرة القـدس الـتي
رجـل ابـن عمـران بهـا لا تنعـل
شـاموا السـنى مـن قبتيك وعنده
وجـدوا منـار هـدى يشـب ويشـعل
فتهـافتوا مثـل الفراش وأحدقوا
فغشــاهم النــور القـديم الأول
قـد سـبحوا لمـا أتـوك وكـبروا
إذ شـاهدوا منـك الضريح وهللوا
وتزاحمــوا وتراكمـوا وتوسـلوا
وتوقعــوا وتخضــعوا وتــذللوا
جــاؤك فــي آثـار رحمـة ربهـم
قـد توجـوا فيهـا الرؤس وكللوا
فأقبـل هديـة أمـة الهادي التي
منـك الإغاثـة فـي الشدائد تسأل
بضــجيج حضــرتك الجـواد محمـد
وحفيــدها هــذا الإمـام الأفضـل
يـا كعبـة الإسـلام حـول ضـريحكم
نسـعى ونحفـد بـل نطـوف ونرمـل
وحيــاتكم مـن كنتمـو سـؤلا لـه
بممــاته فــي قــبره لا يســئل
فـترحموا يـا آل بيـت المصـطفى
وتكرمــوا وتفضــلوا وتقبلــوا
صــلى الإلـه عليكمـو مـا رنحـت
ريـح الصـبا غصـنا وهبـت شـمأل
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد.وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور.والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي).له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و(نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر)، و(نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و(الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و(أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.