
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هو الفتحُ أعيا وصفُهُ النظمَ والنثرا
وعمَّـت جميـعَ المسـلمينَ بـه البُشرى
وأنجــدَ فـي الـدنيا وغـارَ حـديثُهُ
فراقَـت بـهِ حُسـناً وطـابَت بـهِ نَشرا
تميَّــزَ بالأحجــالِ والغُــرَرِ الــتي
أقَـلُّ سـناها يَبهُـرُ الشـمسَ والبَدرا
لقــد أوردَ الأذفنـشُ شـيعتَهُ الـردى
وسـاقَهُم جهلاً إلـى البطشـة الكُـبرى
حكــى فِعـلَ إبليـسٍ بأصـحابهِ الأُلـى
تــبرأ منهــم حيـنَ أوردهُـم بَـدرا
أطـــارَتهُ شــدَّاتٌ تــولى أمامهــا
شـريداً وأنسـته التعـاظُمَ والكِـبرا
رأى المـوتَ للأبطـالِ حـوليهِ ينتقـي
فطــارَ إلــى أقصـى مصـارِعِه ذُعـراً
وقــد أوردتـه المـوتَ طعنـةُ ثـائرٍ
وإن لـم يفـارِق مـن شقاوتِهِ العُمرا
ولـم يبـقَ مـن أفنـى الزمانُ حُماتَهُ
وجرَّعَــه مــن فقــد أنصـارِهِ صـبرا
ألــوفٌ غــدت مأهولــةً بهـمِ الفَلا
وأمســت خلاءً منهُــمُ دُورُهُــم قَفـرا
ودارَت رحـى الهيجـا عليهم فأصبحوا
هشـيماً طحينـاً فـي مَهبِّ الصبا مُذرى
يطيــرُ بأشــلاءٍ لهُــم كــلُّ قشــعمٍ
فمـا شـِئتَ مـن نسـرٍ غدا بطنُهُ قَبرا
فكيـف رأى المُغـترُّ عقـبى اغـترارِهِ
وكيـف رأى الغـدارُ فـي غيهِ الغدرا
وكــان يــرى أقطــارَ أنــدلُسٍ لَـهُ
مـتى يـرمِ لـم يخطـئ بأسـهمِهِ قُطرا
فَســلاه يــومُ الأربعـاءِ عـن المُنـى
فمــا يرتجــي ممَّــا تملكَـهُ شـبرا
إذا عزلتــهُ الــرومُ كـانت نجـاتَهُ
وقـد أحرقـت جمـرُ المنايا بهِ غَدرا
فتعســاً لــه مـا دامَ حيـاً ولالعـاً
وكسـراً لـه مـا دام حيـاً ولا جـبرا
وســـهلتِ المرقــى إليــه صــوارِمٌ
كـثيرٌ بهـا القتلى قليلٌ بها الأسرى
وأثمـرَه الصـبرُ الـذي لـم تـزل بهِ
حُمـاةُ الهدى والدينِ تستنزلُ النصرا
وأســـلمَ ممـــا أثلثـــهُ جُــدودهُ
نجــومَ قِلاعٍ تزحَــمُ الأنجـمَ الزُّهـرا
مـن النيـراتِ الزهـرِ ضـوءاً ورفعَـةً
وإن لــم يسـموها سـماكاً ولا نسـرا
تعـوذَ بـالركضِ الحـثيثِ مـن الـردى
فلــو سـابقَ الأرواحَ غادرهـا حسـرى
ومـا صـبرُ مـن أفنـى الزمانُ حماتهُ
وجرعَــهُ مــن فقــدِ أنصـارِهِ صـبرا
حكـت أخـت صـخرٍ في الرزايا نساؤُهُم
كما قد حكى أبطالهم في الردى صخرا
تضحضـح فـي وقـتٍ مـن الـدهرِ بحـرُهُ
وقـد ضـاقتِ الآفـاقُ مـن فيضـِهِ دهرا
معــزُّ الهـدى معلبـه حـامي ذمـاره
يُجيـرُ علـى أعـدائِهِ الـبرَّ والبحرا
معـــانٌ بأمـــدادِ الملائكِ منـــزلٌ
مـن المعقـلِ الأسـمى منـاوِئه قسـرا
رأى الســبلَ شـتى فاتقاهـا تورعـاً
وسـار علـى المثلـى فيسـرَ لليُسـرى
ومــن قــامَ للإســلامِ مثــلَ مقـامِهِ
يَكُــن شـُكرُهُ فرضـاً وأمـداحهُ ذِكـرا
تحلــى بصـدقِ السـرِّ والجهـرِ شـيمَةً
حبـاهُ بهـا مـن يعلمُ السرَّ والجهرا
لـه عسـكرُ مجـرٌ مـن الصـبرِ والتقى
يـردُّ علـى أعقـابِهِ العسـكرَ المجرا
أغــاث بــه اللَــه البلادَ وأهلهـا
وصــيَّرَ غايــات الفتـوحِ لـه ذخـرا
يقصـــرُ فيــهِ كُــل مثــنٍ وإن غلا
وأجـرى إلـى أقصـى نهـايته الفِكرا
بيُمـنِ الإمـامِ الصالحِ المُصلح الرِّضا
نضـى سـيفَهُ الإسـلامُ فاستأصَلَ الكُفرا
فلا زالَ بالنصـــرِ الإلهــيِّ يقتضــي
بشـائِرَ تحصـي قبـلِ إحصائها القطرا
أحمد بن عبد السلام الجراوي أبو العباس.شاعر، أديب، أصله من تادلة (قرب تلمسان وفاس ) و نسبته إلى جراوة (بين قسنطينة و قلعة بني حماد) و نسبه في بني (غفجوم) سكن مراكش ، ودخل الأندلس مرات، وتوفي بإشبيلية عن سن عالية .كان شاعر المنصور يعقوب بن عبد المؤمن . وكان غيوراً على الشعر ، حسوداً للشعراء ، ناقداً عليهم ، غير مسلم لأحد منهم.له (صفوة الادب و نخبة كلام العرب-خ) ويعرف بالحماسة المغربية، وهو على نسق الحماسة لأبي تمام، وله (ديوان شعر ) وقف عليه ابن الأبار.