
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فتـــحٌ مـــبينٌ جــلَّ أن يتخيلا
جــاء الزمــانُ بـه أغـر محجلا
بهـرت عجـائبه الخـواطِرَ فاستوى
مــن كــان فيهـا مجملاً ومفصـلا
لا يبلــغُ البلغـاءُ غايـةَ وصـفِهِ
إلا إذا بلغـوا السـماكَ الأعـزلا
دهـتِ النصـارى بـالجزيرة وطـأةٌ
راعَ الجزيـرةَ ذكرهـا والموصـلا
بكـرت مصـارعها العـداةُ سـريعةً
كــالطيرِ ظــامئة تبـادرُ منهلا
وشــقوا بيـومٍ أوحـدٍ فـي جنسـهِ
فــاتت منــاقبه الزمـانَ الأوَّلا
ناهيـك منـهُ إنـارةً وإن اغتـدى
فــي أعيــنِ الكُفَّـارِ ليلاً أليلا
مــا كــذبت حملاتهـم لكـن رسـا
قــدامها أهــلُ البصـائِرِ أجبلا
واسـتحقروا وطـآتهم لمـا دهُـوا
بأشـدِّ مـن وطـءِ الزمـانِ وأثقلا
عـدد المصـرعش منهـم عدد الحصى
هيهــات أن يحصــى وأن يتحصـَّلا
كــم أجــدلٍ منهُــم أدلَّ ببأسـِهِ
مــا هــمَّ أن ينقـضَّ حـتى جـدِّلا
جـاؤوا أسـوداً لا تنهنه فانثنوا
يحكون في الحرب النعامَ المجفلا
والصـبح لم يطلل على جنحِ الدجا
مــن أفقــه متجليـاً إلا انجلـى
نهــد الإمـامُ إليهـمُ فـي سـاعةٍ
عــز المحـق بهـا فـبز المبطلا
فــي جحفــلٍ لجــبٍ كـان جمـوعهُ
هضـبات رضـوى أو شـواهقُ يـذبلا
فــي السـابقين الأوليـن كـأنهم
أسـدٌ تربـب فـي الغيـضِ الأشـبلا
ســلبت أكفهـم السـيوف غمودهـا
وكسـا مجـالهم السـماءَ القسطلا
مـن كـل ذمـرٍ يمتطـي مـن طرفِـهِ
بحـراً ويحمـلُ في الحمائلِ جدولا
فكــأن صــارمَهُ وهامـات العـدا
كـفٌّ تـدحرجُ فـي الصعيد الحنظلا
جمــح ابـن ريمنـدٍ فكـفَّ جمـاحَهُ
عـزمٌ لـو اعتمـد الرواسي زلزلا
خــانت مـوارده المصـادرُ حيـرةً
وعمــىً وكــان القلـبي الحـولا
طــاحت بـه هفـواته والمـاء لا
بــد لـهُ مـن أن يفيـضَ إذا غلا
ردت معــالمهُ الخطــوبُ مجـاهلاً
وصــفاءهُ كــدراً وجــدتهُ بلــى
وتفرقــت أيــدي ســبا أشـياعه
لا يعرفـونَ مـن البسـيطةِ مـوئلا
لاذوا بشــم جبــالهم مـن زاخـرٍ
متلاطــمِ الأمــواجِ قـد ملأ الملا
أجلاهــم رعــبٌ أطــارَ قلــوبهم
وأراهــم معنـى التخلـصِ مشـكلا
خـاموا وراءَ النهـرِ حـتى إنهـم
طنــوهُ مســلولاً عليهــم منصـلا
ألقـت بمـن فيهـا المعاقِلُ طاعَةً
وإنابــةً عجبــاً لهـا أن تعقلا
يــا مـورِدَ الآمـالِ بحـرُ نـوالِهِ
عــذبُ المـوارِدِ سلسـبيلا سلسـلا
ومجـردَ الأفهـامِ مـن صـدأ العمى
ومفتحــاً مـا كـان منهـا مُقفلا
لمـا رجـوتَ اللَـه بلغَـكَ المُنَـى
وأنابــكَ الفتـحَ الهنـيَّ الأعجلا
أحمد بن عبد السلام الجراوي أبو العباس.شاعر، أديب، أصله من تادلة (قرب تلمسان وفاس ) و نسبته إلى جراوة (بين قسنطينة و قلعة بني حماد) و نسبه في بني (غفجوم) سكن مراكش ، ودخل الأندلس مرات، وتوفي بإشبيلية عن سن عالية .كان شاعر المنصور يعقوب بن عبد المؤمن . وكان غيوراً على الشعر ، حسوداً للشعراء ، ناقداً عليهم ، غير مسلم لأحد منهم.له (صفوة الادب و نخبة كلام العرب-خ) ويعرف بالحماسة المغربية، وهو على نسق الحماسة لأبي تمام، وله (ديوان شعر ) وقف عليه ابن الأبار.