
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَهَبـتَ لَنـا يـا فَـتى مِنقَرٍ
وَعِجــــلٍ وَأَكرَمَهُـــم أَوَّلا
وَأَبسـَطَهُم راحَـةً فـي النَدى
وَأَرفَعَهُــم ذِروَةً فـي العُلا
عَجـوزاً قَـدَ اَورَدَهـا عُمرُها
وَأَسـكَنَها الدَهرُ دارَ البِلى
ســَلوحاً تَـوَهَّمتُ أَن الرِعـا
ءَ سـَقَوها لِيُسهِلَها الحَنظَلا
وَأَجــدَبَ مِــن ثَـورِ زِرّاعَـةٍ
أَصــابَ عَلـى جـوعِهِ سـُنبُلا
وَأَزهَـدَ مِـن جيفَـةٍ لَـم تَدَع
لَهـا الشَمسُ مِن مَفصَلٍ مَفصَلا
وَأَضــرَطَ مِــن أُمِّ مُبتاعِهـا
إِنِ اِقتَحَمَــت بُكـرَةً حَـرمَلا
فَلَو تَأكُلُ الزُبدَ بِالنِرسِيانِ
وَتَدَّمِــجُ المِسـكَ وَالمَنـدَلا
لَمـا طَيَّـبَ اللَـهُ أَرواحَهـا
وَلا بَـلَّ مِـن عَظمِهـا الأَنحَلا
وَضـَعتُ يَمينـي عَلـى ظَهرِهـا
فَخِلــتُ حَراقِفَهــا جَنــدَلا
وَأَهــوَت شـِمالي لِعُرقوبِهـا
فَخِلــتُ عَراقيبَهــا مِغـزلا
وَقَلَّبــتُ أَليَتَهــا بَعـدَ ذا
فَشـــَبَّهتُ عُصعُصـــَها مِنجلا
فَقُلــتُ أَبيــعُ فَلا مَشــرَباً
أُرَجّــي لَــدَيها وَلا مَـأكَلا
أَمَ اَشـوي وَأَطبُـخُ مِن لَحمِها
وَأَطيـبُ مِـن ذاكَ مَضغُ السَلا
أَمَ اَجعَـلُ مِـن جِلدِها حَنبلاً
فَأَقـــذِر بِحَنبَلِهــا حَنبَلا
إِذا مـا أُمِـرَّت عَلـى مَجلِـسٍ
مِــنَ العُجـبِ سـَبَّحَ أَو هَلَّلا
رَأَوا آيــةً خَلفَهــا سـائِقٌ
يَحُــثُّ وَإِن هَروَلَــت هَـروَلا
وَكُنــتَ أَمَــرتَ بِهـا ضـَخمَةٌ
بِلَحـمٍ وَشـَحمٍ قَـد اِسـتَكمَلا
وَلَكِــنَّ رَوحــاً عَـدا طَـورَهُ
وَمـا كُنـتُ أَحسـَبُ أَن يَفعَلا
فَعَـضَّ الَّـذي خـانَ في أمرِها
مِـنِ اِستِ اُمِّهِ بَظرَها الأَغرَلا
وَلَـــولا مَكانُـــكَ قَلَّــدتُهُ
عِلاطــاً وَأَنشـَقتُهُ الخَـردَلا
وَلَــولا اِسـتِحائيكَ خَضـَّبتُها
وَعَلَّقــتُ فـي جيـدِها جُلجُلا
فَجاءَتـكَ حَتّـى تَـرى حالَهـا
فَتَعلَــمُ أَنّـي بِهـا مُبتَلـى
ســَأَلتُكَ لَحمــاً لِصـُبيانِنا
فَقَــد زِدتَنــي فيهِـمُ عَيِّلا
فَخُــذهَا وَأَنـتَ بِنـا مُحسـِنٌ
وَمـا زِلـتَ بي مُحسِناً مُجمِلا
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة