
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَإِنّــي لَمَطِــوِيُّ الضـُلوعِ عَلـى جَـوىً
بِأَيسـَرَ مِنـهُ يُنشـَرُ الوابِـلُ السـَجمُ
وأَمَّلــتُ نَفـعَ الكَتـمِ فيـهِ مُغالِطـاً
غَليلــي وَلَكِــن قَلَّمـا نَفَـعَ الكَتـمُ
وَقَـد كـانَ لي عَزمٌ عَلى الصَبرِ صابِراً
فَقَـد خانَهُ بَعدَ النَوى ما نَوى العَزمُ
وَأَســعَفَها بِــاللُؤلُؤِ النَـثرِ جَفنُـهُ
وَيُسـعِفُها مِـن بَعـدِهِ اللُؤلُـؤُ النَظمُ
لِنَفسـي أُريـدُ الوَصـلَ لا بَعـدَ مَوتِها
فَلا خُـبرَ لـي بَعـدَ المَمـاتِ وَلا عِلـمُ
إِذا ظَمِئَت يَومــاً فَلا نَــزَلَ الحَيــا
وَإِن خَبَطَــت يَومــاً فَلا طَلَـعَ النَجـمُ
لَحى اللَهُ هَذا العَيشَ إِن كانَ ما أَرى
فَــــآنِفُهُ ظَـــنٌّ وَســـالِفُهُ حُلـــمُ
وَيَزعُـــمُ صــَبري أَنَّــهُ لــي عُــدَّةٌ
وَأَصــدَقُ ظَنّــي أَن سـَيَكذِبُني الزَعـمُ
فَلا يَعـدُ أَطلالَ الحِمـى القَطـرُ وَحـدَهُ
وَلا دارَهــا دَمعـي وَلا غُلَّـتي الظَلـمُ
وَجِئنـا عَلـى رَغـمِ اللَيـالي مَنازِلاً
مَنـازِلَ كَـم أَوفـى بِهـا بَدرُها التَمُّ
وَكــانَت لِأَقمــارِ المَحاســِنِ مَطلَعـاً
فَهـا هِـيَ فـي طُـرقِ الصَبابَةِ لي نَجمُ
وَإِنّــي لَمُشـتاقٌ إِلـى جُملَـةِ البَكـا
عَلَيهـا وَلَكِـن عِنـدَ مَـن يودَعُ الحِلمُ
أَآثــارَ تَقــبيلي يَخــافُ ثُبوتَهــا
فَـدَيتُكَ فَـوقَ المـاءِ لا يَثبُـتُ الرَقمُ
مُشَعشــَعُ إِفرِنــدِ البَشاشــَةِ يَتَّقــي
مِـنَ اللَثـمِ ثلمـاً حينَ يُغمِدُهُ اللَثمُ
فَغُرَّتُــــهُ صـــُبحٌ وَطُرَّتُـــهُ دُجـــىً
وَأَلحـــاظُهُ حَــربٌ وَأَلفــاظُهُ ســَلمُ
تَحَـــرَّجَ مِـــن رَدِّ الجَــوابِ لِإِثمِــهِ
فَلا تَعـدَمَنكَ النَفـسُ مـا قَتلُهـا إِثمُ
وَلَيــسَ لَهــا إِلّا القُلــوبَ عَــوائِدٌ
جُفـونٌ بِهـا لا بَـل بِعائِدِهـا السـُقمُ
أَطَعـتُ الرِضـا في أَمرِها وَلَها الرِضا
وَأَرغَمـتُ فيهـا عـاذِلي وَلَـهُ الرَغـمُ
أَعـــائِدَةً روحـــي وَتُمــرِضُ جِســمَهُ
إِذا تَلِفَــت روحــي فَلا سـَلِمَ الجِسـمُ
وَمودِعَــــةٍ لِلســـَمعِ دُرَّ حَـــديثِها
وَلَمّـا بَكَـت عَينـي وَهَـى ذَلِـكَ النَظمُ
يَلَـــذُّ لَهــا هَمّــي فَهَمِّــيَ فَقــدُهُ
وَيُعجِبُهــا ســُقمي فَلا بَــرِحَ السـُقمُ
سـَلي النَجـمَ عَـن عَيني فَحَسبُكِ شاهِداً
وَعِنـدَكِ يـا عَينَيـهِ عَـن عَينِيَ العِلمُ
يَــتيمٌ إِذا مــا مـاتَ عَنـهُ حَـبيبُهُ
وَمـا كُـلُّ فَقـدِ الوالِـدَينِ هُوَ اليُتمُ
لَعَمـري لَقَـد بَصـَّرتَ لَـو نَفَـعَ الهُدى
وَحَقّــاً لَقَـد أَسـمَعتَ إِن سـَمِعَ الصـُمُّ
أَعــاذِلَهُ مــا الحَــزمُ إِلّا اِتِّبـاعُهُ
طَريقَــكَ لَكِــن رُبَّمــا غُلِـبَ الحَـزمُ
تَحَــرَّجُ عَــن وَصــلي مَخافَـةَ إثمِهـا
فلا تَحرَجــي إنَّ الصــدودَ هـو الإثـمُ
وجيرَتُنــا نُعمــانُ فــالعيشُ نـاعِمٌ
وَأَطـــوارُهُ نُعمــى وَخَلَّتُنــا نُعــمُ
وَأَكثَـــرُ أَيّــامي تَعقَّبَهــا الأَســى
عَلَيهــا وَلَكِــن قَـد تَقَبَّلَهـا الـذَمُّ
رَضـيتُ بِمـا يَقضـي عَلـى قِسـطِ جَـورِهِ
فَلَـم يَغضـَبُ القاضـي وَقَد رَضِيَ الخَصمُ
يَقولــونَ لِـم لا تَلبَـسُ الصـَبرَ جُنَّـةً
وَمـا نَفعُهـا مِـن بَعدِ ما مَرَقَ السَهمُ
إِذا اِســتَرَقَت ســَمعاً مُنـايَ بِـذِكرِهِ
فَفـي إِثرِهـا مِـن شـُهبِ أَدمعِهـا رَجمُ
وَلــي مُقلَـةٌ مِـن ذُخـرِ دَمعـي مُقِلَّـةٌ
وَكـانَ لَهـا لَـولا النَـوى حاصـِلٌ جَـمُّ
عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي.أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 ه أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596ه.له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.