
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جِهــادُكَ حُكــمُ اللَــهِ لَيــسَ بِمَصـدودِ
وَعَزمُــكَ أَمــرُ اللَــهِ لَيــسَ بِمَـردودِ
ســـَفينَةُ نــوحٍ مــا رَكِبــتَ وَعَســكَرٌ
كَطوفـانِهِ وَالشـامُ بِالفَتـحِ قَـد نـودي
كَأَنّــا بِبَحـرِ الكُفـرِ قَـد غيـضَ مـاؤُهُ
إِذا ما اِستَوَت سُفنٌ لَها القُدسُ كَالجودي
وَلا يُخلِــفُ اللَـهُ المَواعيـدَ بَعـدَ مـا
بَعَثــتَ القَنــا مُســتَنجِزاً لِلمَواعيـدِ
لَقَــد لَقِحَــت بَعــدَ الحِيــالِ مَطـالِبٌ
تَوَلَّــدُ مــا بَيــنَ الشـِجاعَةِ وَالجـودِ
وَمــا زالَــتِ الأَطــرافُ أَطـرافُ سـُمرِهِ
مَفاتيــــــحَ أَعلامٍ وَأَقلامَ تَقيلـــــدِ
بِمـا فـي قُـدودِ السـُمرِ مِـن مـاءِ هَزِّهِ
وَمـا فـي خُـدودِ الـبيضِ مِن ماءِ تَوريدِ
نُصــيب مِــنَ النُعمــى بِمَيسـورِ عَفـوِهِ
وَلَــم أَرضَ فـي عَفـوي بِغايَـةِ مَجهـودي
أُجَـــرِّدُ فيـــهِ دَعـــوَةً كُــلَّ لَيلَــةٍ
فَعُمـــدَتُهُ دونَ الحَـــوادِثِ تَجريـــدي
وَبَيتُــكَ مِــن فَــوقِ السـَماكينِ سـَمكُهُ
علِمنــا وَلَكِــن لَيــسَ يُجهَـلُ تَشـييدي
وَلَيـــسَ بِمَعـــدودٍ جَميلُـــكَ عِنـــدَهُ
وَلا كــانَ لَــولا ذا الجَميــلُ بِمَعـدودِ
فَلا كــانَ دَهــرٌ بِــالعُلا غَيــرَ شـاهِدٍ
لَكُــم وَزَمــانٌ مِنكُــمُ غَيــرَ مَشــهودِ
إِذا ســُدَّ بــابُ الإِذنِ فَــالجودُ نافِـذٌ
وَيـــا رُبَّ مَفتـــوحٍ كَـــآخَرَ مَســدودِ
إِذا قَــدَحو زَنـدَ الظُبـا سـَرَتِ الـدِما
تَمَــزَّنُ مِثــلَ الشـُهبِ فـي إِثـرِ مِرّيـدِ
أَضـــاءَت وَأَعطَتهُـــمُ وَســَرَّت وَســَيَّرَت
فَتِلـــكَ ســـُيوفٌ أَم ســُعودُ مَواليــدِ
وَإِنَّــــكَ بَحــــرٌ هـــادِمٌ لِشـــَواهِقٍ
وَمـــا أَنــتَ ســَيلٌ قــاذِفٌ لِجَلاميــدِ
نُســـَيِّرُها وَالمَجـــدُ فيهـــا مُقَيَّــدٌ
فَلا تَنـــسَ تَســـييري عُلاكَ وَتَقييـــدي
وَفَنَّـــدَني يَأســـي وَشــَجَّعَني المُنــى
فَيـا كِـذبَ تَشـجيعي وَيـا صـِدقَ تَفنيدي
عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي.أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 ه أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596ه.له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.