
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الـدَمعُ يَسـأَلُ عَنـكَ رَسمَ الدارِ
وَالنَــومُ فَـضَّ خَـواتِمَ الأَسـرَارِ
فَــالحُبُّ نــارٌ لا يُكَـذِبُ مَسـُّها
وَالهَجـرُ فيـهِ مِـن عَذابِ النارِ
قِـف بِالهَواجِرِ ذا بِذاكَ فَطالَما
قَـد كُنـتَ فيهـا نـائِمَ الأَسحارِ
يـا قَلـبُ كَيـفَ بَقيتَ بَعدَ أَحِبَّةٍ
سـاروا وَتَقنَـعُ عَنهـمُ بِالـدارِ
حُجَـرٌ خُلِقـتَ بِـهِ رُميتَ وَفيهِ لي
تَعَــبٌ وَراحَتُــهُ إِلـى الأَحجـارِ
أَمّـا اللَيـالي عِندَها فَكَعَهدِها
فـي لِبسـَةِ الظَلمـاءِ لا الأَنوارِ
مـا مَقصِدي مِنها اللَيالِ وَإِنَّما
مَـن كـانَ سـاكِنَها مِـنَ الأَقمارِ
مــا الـدَهرُ إِلّا صـَيرَفِيُّ خـادِعٌ
لَيـتَ الخَديعَـةَ مِنـهُ لِلـدِينارِ
أَخَذَ النُجومَ الزَهرَ مِن أَحبابِنا
مِنهــا وَصـَرَّفَها بِـذي الأَزهـارِ
قَد قُلتُ إِذا شاقَ الرَبيعُ بِنورِهِ
لَـم تُنـسِ بَـل ذَكَّـرتَ بِـالنُوّارِ
أَشـَقيقَها مـا أَنـتَ قَـطُّ لِرُشدِهِ
مَسـقِيُّ مـاءٍ جَنـىً وَمُثمِـرُ نـارِ
وَعَسـى دِماءُ العاشِقينَ إِلَيهِ قَد
ســَبَقَت بُكـورَ بَـواكرِ الأَمطـارِ
وَعَسـى سـَوادُ قُلـوبِهِم في قَلبِهِ
فَمُصــابُهُم بِمَواضــِعِ الإِضــمارِ
يـا راحِليـنَ بِخَـطِّ عَينِـيَ مِنكُمُ
لَكِــنَّ لا هَيهــاتَ مِــن إِقـرارِ
ســَيَرُدُّكُم مِــن أَمــارِ بِلَيلَـةٍ
كَســلى فَأُتبِعُهـا نَشـاطَ نَهـارِ
الــدارُ عارِيَـةٌ كَمـا سـُكّانُها
فَيـا وَإِن طـالَ اللِقـاءَ عَواري
يـا صـاحِبَ الأَيّـامِ حـاذِر صُحبَةً
مَحــذورَةَ الإِقبــالِ وَالإِدبــارِ
فَـإِذا الفَـتى دَهـرِهِ خَبَـرُ فَلا
يــورِدكَ فـي شـَرٍّ مِـنَ الأَشـرارِ
فَـالعُمرُ أَقصَرُ ما يَكونُ وَعُمرُنا
يَحكُــونَ عَنــهُ أَطـوَلُ الأَعمـارِ
عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي.أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 ه أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596ه.له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.