
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَرَقـــت لَـــولا تَبَســُّمُها
كـادَ جُنـحُ الليـل يَكتُمُها
ظَبيَـــة لَـــولا تَأَنّســُها
دُميَـــةٌ لَـــولا تَكَتُّمُهــا
أَرســَلَت إِذنــاً لِزَورَتهـا
نَفحَـــةً يُحيِــي تَنَســُّمُها
وَكَــذاكَ الشـَمسُ إِن طَلَعَـت
فَنَســِيمُ الفَجــرِ يَقـدَمُها
بِـــأَبي خَـــودٌ يُوَشــِّحُها
مِــن حُلاهــا مـا يُخَتِّمُهـا
قَـد كَفاهـا الدَهرُ مَنطِقَها
أَو بُكـــائِي أَو تَبَســُّمُها
ضــاقَ ذَرعــي كَأَســاوِرِها
فَاِشــتكى قَلبِـي وَمِعصـَمُها
سـاوَرَت قَلـبي الشُجونُ كَما
عَضــَّها للقُلــب أَرقمُهــا
فَســِوارُ الشــَوقِ يُـؤلمني
وَســِوارُ الحَلــيِ يُؤلِمُهـا
وَالَّــذي يَشــكُو مُخلخَلُهـا
غَيــرُ مـا يَشـكو مُتَيَّمُهـا
ذاكَ مِـــن قَلــبٍ تَــأَلُّمُهُ
وَهِــيَ عَــن قُلـبٍ تَألّمُهـا
وَالَّــذي أَشــكو يُعَــذِّبُني
وَالَّــذي تَشــكُو يُنَعِّمُهــا
أَقسـَمَت لا عـاشَ مَـن هَجَـرَت
أَبِـــإِثمِي بَــرَّ مَقســَمُها
آهِ مِــن ســِيفَي لَواحِظِهـا
كَيــفَ لا يُنبُــو مُصــَمِّمُها
أَتُـرى سـَيفُ الـوَزِيرِ أَبـي
جَعفَـــرٍ أَضــحى يُعَلِّمُهــا
مَلِــكٌ تُزهـى المُلـوكُ إِذا
عُــدَّ مِنهـا وَهُـوَ أَكرَمُهـا
فــي عُلا الأَنسـابِ أَقعَـدُها
وَبــأَمرِ اللَــهِ أَقوَمُهــا
وَعَلــى الكُفّــارِ أَغلَظُهـا
وَعَلــى الإِســلام أَرحَمُهــا
وَلَــدى الإِقــدام أَهوَلُهـا
وَعَلــى الأَهــوالِ أَقـدَمُها
بَــذّها فِــي كُــلّ مَكرُمَـةٍ
فَهــوَ أَتقاهــا وَأَعلَمُهـا
وَمُحـــالٌ أَن يُجَلّــيَ فِــي
حَلبَـــــةٍ إِلّا مُطَهَّمُهــــا
بَيـــنَ رُحمــاهُ وَســَطوَتِهِ
نِقَــمُ الــدُنيا وَأَنعُمُهـا
قَســـَمَت فِينـــا مَحَبَّتَــهُ
نِعَـــمٌ فِينـــا نُقَســِّمُها
لَـو حَكَتـهُ الشـَمس سـافِرَةً
لَــم يَكُــن غَيـمٌ يُلَثِّمُهـا
لَـو حَبـا الأَقمـارَ بَهجَتَـهُ
لَــم يَخـف نَقصـاً مُتمَّمُهـا
لَـو أَجـارَ الزُهرَ ما غَرِقَت
فِـي خَليـج الفَجـرِ عُوّمُهـا
لَـو رَمـى الـدُنيا بِعَزمَتِهِ
هَلَكـــت فيمــا يُجَشــِّمُها
لَـو رَعـى سِربَ القُلُوبِ لَما
كـانَ جَيـشُ الحُسـنِ يَغنَمُها
كَعبَـــةٌ للجُــودِ حَضــرَتُهُ
كُـــلّ مُحتـــاجٍ يُؤَمِّمُهــا
رُكنُهــا مَلثُــومُ راحَتِــهِ
وَنَـــدى كَفَّيــهِ زَمزَمُهــا
حَـجَّ مِـن أَقصـى البِلادِ لَها
كــافِرُ الـدُنيا وَمُسـلِمُها
شــَهِدُوا فِيهــا مَنـافِعَهُم
فَـــاِنثَنى كُــلٌّ يَعَظِّمُهــا
مَوسِمُ الحُجّاجِ دُنياه تَخدِمُه
فَــاِنبَرى لِلـدِين يِخـدِمُها
أَقبَلَــت لِلوَصــلِ راغِبَــةً
فَـاِنثَنى بِالزُهـدِ يَصـرِمُها
حَســَدَتنا الغِيـدُ فِـي دُرَرٍ
لِمَعـــــالِيهِ تَنَظّمُهــــا
كَفّـــهُ بَحـــرٌ فَتَتحِفُنــا
بِــاللآلي حيــنَ نَلثِمُهــا
وَهــيَ غَـوثٌ إِن ظُلِمـتَ وَإِن
قُلــتَ غَيـثٌ كُنـتَ تَظلِمُهـا
مــا نَـداهُ لِلغَمـامِ وَلَـو
طَبَّـــقَ الآفــاقَ مُرهَمُهــا
أَيــنَ مِــن إِشـراقِ غُرَّتِـهِ
ســاعَةُ الجَــدوى يُغَيِّمُهـا
باسـِمٌ عِنـدَ النَـوالِ يَـرا
هـــا مُمَــرّاتٍ فَيغنَمُهــا
وَتُنِيــلُ الســُحبُ عابِســَةً
مـــا بِهــا إِلّا تَنــدُّمُها
فَهــوَ عَــن جُــودٍ طَلاقَتُـهُ
وَهِــيَ عَــن بُخـلٍ تَجَهُمُهـا
أَيُّهـا المَـولى وَشـكرُكَ فِي
واجِبــاتِ الـدينِ أَلزَمُهـا
أُمَّـةُ التَوحِيـدِ قَـد عَلِمَـت
بِــكَ أَنّ اللَــهَ يَرحَمُهــا
وَالعِصـامِيُّ الَّـذي اِعتَصـَمَت
بِعُلاهُ ســــَوفَ يَعصــــِمُها
بِــكَ شــادَ اللَــهُ مِلّتَـهُ
حِيـنَ كـادَ الكُفـرُ يَثلِمُها
فَالعِـدى سـَلمٌ لَهـا وَلَقَـد
كــادَت الأَبصــارُ تُسـلِمُها
خَفَضـــَت أَعلامَهــا لِقُــرىً
أَنــتَ تُعلِيهــا وَتُعلِمُهـا
ذَهَـبَ الـداءُ العُقـامُ وَقَد
كــادَ يُعــدِيها فَيُعـدِمُها
غَشـــِيَت دَهماءَنــا فِتَــنٌ
لِغَواشــِي اللَيـلِ تُـدهِمُها
يَتَجلّــى صــُبحُ رَأيـك فـي
لَيلِهــا فَاِنجـاب مُظلِمُهـا
فَالعِــدى طَــوعٌ لِأَمـرِكَ أَو
لِظُبــا الأَســيافِ تُلحِمُهـا
فَمَــتى خــانَت ضــَمائِرُها
فَبِــإِذنِ اللَــهِ تَعلَمُهــا
وَمَــتى اِعتَلَّــت سـَرائِرُها
فَــدَواءُ الســَيفِ يَحسـِمُها
وَمَــتى جاشــَت عَســاكِرُها
فَبِجَيــشِ الرُعــب تَهزِمُهـا
وَالـوَرى مِـن ظِـلِّ سَيفِكَ في
جَنّــةِ الرُضــوانِ تُنعِمُهـا
فَيَنــالُ الأَجــرَ مُحســِنُها
وَيَنــالُ العَفــوَ مُجرِمُهـا
وَيَنــالُ الأَمــنَ خائِفُهــا
وَيَنــالُ اليُســرَ مُعـدَمُها
كَـم يَـدٍ تَمَّمـتَ وَاليَـدُ ما
رَبّهـــــا إِلّا مُتَمّمُهــــا
أَنـا في العُبدانِ شاكِرُ مَن
هُـوَ فـي السـاداتِ مُقحِمُها
وَمَعـاني الشـكرِ فـي خَلَدِي
لَـم أَجِـد لَفظـاً يُتَرجِمُهـا
قَصـَّرَت عَنهـا اللغـاتُ فَما
فِــي يَــدِي شـَيءٌ يُفَهِّمُهـا
وَكَفـــى شــَرحاً لِمُبهَمَــةٍ
أَن يَفُـوتَ الشـَرحَ مبهَمُهـا
أَفحَمـت نَطقـي وَأَفصـَحُ مـا
فـي رِجـال النُطـقِ أَفحَمُها
مِنَــحٌ شــَمسُ العَشــِيّةِ دِي
نارُهــا وَالبَـدرُ دِرهَمُهـا
وَعَطايــا خِلــتُ مُعطِيَهــا
بَيــنَ أَهـلِ الأَرضِ يَقسـِمُها
عَظُمَــت عِنـدِي وَلَسـتُ لَمـا
تَقتَضــي نُعمــاكَ أُعظِمُهـا
كِــدتُ لَمّـا أَصـبَحَت عَجَبـاً
خَشــيَةَ التَكـذِيب أَكتُمُهـا
جـاوَزَت لِي في الحَقيقةِ ما
لَــم يُجَــوِّز لِـي تَوَهُّمُهـا
يَتشــَهذاها المُنيـلُ وَقَـد
كـادَ مَـن تُعطـاهُ يَسـأمُها
كُلَّمـا اِسـتَثنَيتُ أَنتَـجَ لِي
عَيــنَ تالِيهــا مُقَــدَّمُها
مِنَــنٌ كَالصــُبحِ أَنفَعُهــا
بِخِلافِ الســـُحبِ أَدوَمُهـــا
فَشــِفاءُ الســُقمِ أَحـدَثُها
وَفَكــاكُ الأَســرِ أَقــدَمُها
وَاليَـدُ العُظمـى وَكُـلُّ أَيا
دِيــكَ يـا مَـولايَ أَعظَمُهـا
نَصــرُكَ المَظلُــوم تَنقِـذُهُ
مِــن غِمـارٍ بـاتَ يُقحَمُهـا
يُعــرِبُ الشــَكوى وَتُخرِسـُهُ
شــِدَّةُ البَلــوى فَيُعجِمُهـا
حَكَمـت فِيـهِ الخُطُـوبُ فَكَـم
عــاثَ فــي جَمـرٍ يُحَكِّمُهـا
يَتَجلّــى فــي ذُراهُ كَمــا
تَســكُنُ الأَبــراجَ أَنجُمُهـا
حَـلَّ مِـن ناديـكَ فِـي رُتَـبٍ
مَنكِــبُ الجَـوزاءِ يَزحَمُهـا
فَهـوَ أَحمـى فـي جَنابِكَ إِن
نــابَ لِلأَحــداثِ مُعظَمُهــا
مِـن رِيـاضِ الخَـدِّ يَحرُسـُها
مِـن سـُيوفِ اللَحـظِ يَخدِمُها
وَهُـوَ أَوفى في ذُراكَ مِنَ ال
وَجنَــةِ المَصـبُوغِ عَنـدَمُها
إِن أَرادَ اللَحــظُ يَقطِفُهـا
أَو أَشـارَ الـوَهمُ يَلثِمُهـا
ســُلَّ سـَيفُ المُقلَتَيـن وَأَش
رِعَ للنَهـــدَين لَهـــذَمُها
فَــدَعُوا الأَيّــامَ شــاكِيَةً
غَيـــرَ مَســمُوعٍ تَظَلُّمُهــا
وَصــُروفُ الـدَهرِ إِن بَطشـَت
فَلَنـــا مَــولىً يُحَلِّمُهــا
خـالَفَ المُعتـادَ بِـي وَبِها
فَهــوَ يَرضــِيني وَيُرغِمُهـا
فَـاِجتَلُوا خَنسـاءَ بَينَ يَدَي
شـــُكرِ مَولانــا أُقــدِّمُها
أَنـا إِن قَصـَّرتُ فـي خِـدَمِي
فَعَســى يَرضــى وَيَرحَمُهــا
أَهـدِيَت للمَجـدِ بَـل هُـدِيَت
كَهَــــدِيٍّ راقَ مَبســــِمُها
نُزهَــةُ الأَبصــارِ تسـحَرُها
مِســكَةُ العُشــّاقِ تَفغَمُهـا
بــاطِشٌ فـي نَصـرِكُم يَـدُها
نــاطِقٌ فـي شـُكرِكُم فَمُهـا
فَاشـتمِل مِـن حُسـنِ بِهجَتِها
خُلُقــاً يَضــفو مَنُمنَمُهــا
حُلَلاً كَــــالرَوضِ أَضـــحَكَهُ
مِـن دُمُـوعِ الغَيـثِ أَسجَمُها
فـي طِـرازِ الطـرسِ نَنسجُها
وَبوَشــيِ الحَــبرِ نَرقُمُهـا
بِالَّــذي أَسـدَيتَ مِـن حِكَـمٍ
نَحــنُ نُســدِيها وَنُلحِمُهـا
باسـمِكَ الأَعلـى إِذا صـَلَحت
لِلِبــاسِ المجــدِ يُعلَمُهـا
وَالتَحِــف أَبرادَهـا جُـدُداً
فَهِــيَ أَبهاهــا وَأَنعَمُهـا
وَابــقَ للأَمــداحِ لا عُـدِمَت
مِنــكَ خِلّاً لَيــسَ يُعــدِمُها
بِـكَ بَـدءُ المَعلُـواتِ فَـدُم
تَبــدَأُ العَليـا وَتَختِمُهـا
أبو بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن حبيش.أصله أندلسي من مرسية وبها نشأ.وتجول ببلاد الأندلس ثم انتقل إلى بجاية ثم إلى تونس التي استقر بها واتصل برجال الدولة الحفصية وبها كانت وفاته.كان شاعراً مجيداً وغلب عليه في المدة الأخيرة من حياته الزهديات.