
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نازِحـاً وَبَأَحنـاء الحَشـى سَكَنا
سـِواكَ مـا عِشـتُ لا أَرضـى بِـهِ سَكَنا
رُحكمـاكَ في مُقلَةٍ أَودى السُهادُ بِها
وَلَمحـــةٍ تُتَمَنّــى مِنــكَ لا وَســَنا
وَمُهجَـةٍ مـا اِرتَضاها الوَصلُ عَن ثَمنٍ
وَلَسـتُ أَقنَـعُ بِالـدُنيا لَهـا ثَمَنـا
تَشــقى بِأَشــجانِها لَكِــن تَنَعُّمُهـا
بِأَنَّهـا فِيـكَ تَلقـى البَـتَّ وَالشجَنا
إِلَيــكَ تَصـبُو وَإِن أَفنَيتَهـا شـَغَفاً
وَفِيـكَ تَسـتَعذِبُ التَعـذِيبَ وَالهَجنـا
يـا هـاجِري لَـو تَرى حالِي رَثَيتَ لَهُ
الـرُوحُ ذابَ جَـوىً وَالجِسـم غابَ ضَنى
مـا فـي الوُجـودِ لِعَينـي مَنظَرٌ حَسَنٌ
مُـذ حَجّـبَ البَيـنُ عَنّي وَجهَكَ الحَسَنا
فَيـا حَيـاتي الَّـتي تَهنـا وَحَقِّك مُذ
غُيِّبـتَ عَنّـيَ مـا لي في الحَياةِ هَنا
فَرَقـتَ جِسـمِي وَرُوحـي مُـذ رَحَلتَ فَذا
أَقـامَ ضـَعفاً وَذا مِـن شـَوقِهِ ظَعَنـا
مـا بِاِفتِراقِهِمـا لـي طاقَـةٌ فَعَسـى
تُهدِي لِيَ الرُوحَ أَو أُهدِي لَكَ البَدَنا
بِـاللَهِ يـا مَعشـَرَ العُشـّاقِ أَنشُدُكُم
وَبِالـذِمامِ الَّـذي فـي الحُبِّ يَجمَعُنا
هَل كانَ قَبلي فَتىً أَفنى الزَمانَ كَذا
بِالعِشـقِ مُشـتَهِراً بِالحُسـنِ مُفتَتِنـا
يَثنــي الأَعِنَّـةَ عَمّـا عَـنَّ مِـن رِيَـبٍ
لكِنَّـهُ فـي التَصـابي يَخلَـعُ الرَسَنا
مَـن لِـي بِـأَحوى رَخِيـمِ الدَلِّ ساحِرِهِ
لِلحُســنِ فِيــهِ فُنُـونٌ ضـُمِّنَت فِتَنـا
إِذا تَجَلّـى فَعَـن عُـذرِ الغَـرامِ جَلا
وَإِن تَثَنّــى فَعَـن سـَمعِ الملامِ ثَنـى
رَنــا إِلــيَّ غَـزالاً وَاِنجَلـى قَمَـراً
وَارتَـجَّ نَحـوي كَثيبـاً وَاِنثَنى غُصُنا
يـا لائِمِيـنَ رُوَيـداً فَالجَمـالُ قَضـى
أَنّ الســـُلُوَّ مُحــالٌ وَالمَلامَ عَنــا
وَيــا أَحِبَّتَنــا وَالــبين مُحتَكِــمٌ
لَــم يَبـقَ إِلّا نِـدائِي يـا أَحِبَّتَنـا
هَـل تَحفَظُـونَ عَلـى طُولِ البِعادِ لَنا
عَهــداً فَأَحفَظُنــا لِلعَهـدِ أَكرَمُنـا
رَحيِلُكُـم فـي صـَميمِ القَلـبِ أَسكَنَكُم
فَالـدَهر مِـن حَيثُ رامَ البُعدَ قَرَّبَنا
أَرواحُنـا بِالتَصـافِي تَلتَقـي أَبَـداً
عَلـى التَنائي وَلا يَدري الفِراقُ بِنا
سـَقياً لِعَصـرٍ مَضـى مـا كـانَ أَبهَجَهُ
وَالســَعدُ يأَلفُنـا وَالإِلـفُ يُسـعِدُنا
إِذا لِلعَــواذِلِ أَقــوالٌ نُخالِفُهــا
وِلِلحَبـــائِبِ أَفعـــالٌ تُوافِقُنـــا
أَيّـام نُعطـي التَصـابي فَـوقَ مَطلَبِهِ
فــي ظـاهِرٍ وَلِخَـوفِ اللَـهِ مَطلَبُنـا
مـا زِلـتُ مِـن شَتِّ ذاكَ الشَملِ مُتّقِياً
عِلمـاً بِـأَنَّ اللَيـالي فيـهِ تحسُدُنا
وَكـــانَ أَمَّنَنـــا دَهــرٌ بِغَفلَتِــهِ
لَكـــن تَيَقّـــظَ عَجلانــاً فَرَوّعَنــا
تَعسـاً لَـهُ اَفمـا يَـدري لَنـا هِمَماً
لَجــانِبِ الحـاجِبِ المَـولى تُرَفِّعُنـا
أبو بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن حبيش.أصله أندلسي من مرسية وبها نشأ.وتجول ببلاد الأندلس ثم انتقل إلى بجاية ثم إلى تونس التي استقر بها واتصل برجال الدولة الحفصية وبها كانت وفاته.كان شاعراً مجيداً وغلب عليه في المدة الأخيرة من حياته الزهديات.