
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلُوا سـاحِرَ الأَجفانِ يُنعِم بِوَعدِهِ
وَلا يَلــوهِ لَــيَّ التَثَنّــي لِقَـدِّهِ
فَقَـد وَهَـواهُ أَلهَـبَ الشَوقُ أَضلُعي
كَمـا أُلهِبَـت نـارُ الشـَبابِ بِخَدِّهِ
وَأَلبَـسَ جِسمي السُقمَ مِن سُقمِ طَرفِهِ
وَعَلّـم صـَبرِي الضَعفَ مِن ضُعفِ عَهدِهِ
فَيــا قَمَـراً غـارَ الهِلالُ بِـوَجهِهِ
كَمـا التَحَفَـت زُرقُ السَحابِ بِبُردِهِ
تَطَّلـع بِـأُفقِي فَهـيَ لَيلَـةُ أَسعُدِي
كَمـا لاحَ بَـدرُ التمِّ في أُفقِ سَعدِهِ
تَمَلّكـتَ رُوحِـي وَالفُـؤادَ فَلَم تَدَع
سـِوى رَمَـقٍ إِن كُنـتَ تَقبَـلُ أُهـدِهِ
بِنفسـِي غَـزالٌ فـاتِرُ اللَحظِ فاتِنٌ
غَدا الحُسنُ عِقداً وَهوَ وُسطى لِعِقدِهِ
تَحيَّــرَتِ الأَلحــاظُ مِنــهُ تَعَجُّبـاً
مَـتى اِمتَزَجَـت خَمرُ الرُضابِ بِشَهدِهِ
بِفِيـهِ لَمـىً يَشـفِي العَليلَ بِرَشفِهِ
عَلـى بَـردٍ يُـذكِي الغَليـلَ بِبَردِهِ
أَمــا وَعَقيـقٍ ذابَ فـي دُرِّ وَجنَـةٍ
أَذابَـت فُـؤادَ الصَبِّ في نارِ وَجدِهِ
وَنَفحَــةِ مِســكٍ إِن تَنَّســم يُهـدِهِ
وَرائِقِ دُرٍّ إِن تَبَســــَّمَ يُبــــدِهِ
لَقَـد خِفتُ أَن يَقضِي السُرورُ بِقُربِهِ
عَلَــيَّ وَلَـم أَنعَـم بِسـاعَةِ وَعـدِهِ
فَيــا رَبِّ أَنِّســنِي بِقُـربِ مَـزارِهِ
وَأَنِّسـهُ لِـي مِن نَفرَةِ الصَدِّ وَأَهدِهِ
أبو بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن حبيش.أصله أندلسي من مرسية وبها نشأ.وتجول ببلاد الأندلس ثم انتقل إلى بجاية ثم إلى تونس التي استقر بها واتصل برجال الدولة الحفصية وبها كانت وفاته.كان شاعراً مجيداً وغلب عليه في المدة الأخيرة من حياته الزهديات.