
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا مَهاةَ الرَملِ مَرعاكِ القُلوبُ
نَظــرَةً لا تَزهــدِي ثُـمَّ نَتـوبُ
كَبُـرَ الهجـرانُ ذَنبـاً إِن تَكُن
نَظَــراتٍ مِنـك تُحيينـا ذنـوبُ
رَخَّـصَ اللَّـهُ لَنـا فـي مِثلِهـا
منـذُ شـَفَّت عَـن مُحَيّاكِ الغُيوبُ
حَقِّقـي فـي لُطفِـكِ الظَنَّ اِسفِري
رُبَّ راجٍ مِنــك لُطفـاً لا يَخيـبُ
وَلَعَمــري لا أَرى فــي بَســمَةٍ
إِن تَصـَدَّقتِ عَلَينـا مـا يُريـبُ
مَـن عَـذيري في تَباريحِ الجَوى
مـا اِنثَنى غُصنٌ مِنَ الدُرِّ رَطيبُ
وَعَــذارى هُـنَّ أَقمـارُ الـدُجى
طالِعـاتٌ مـا يُـدانيها غُـروبُ
يـا ظِبـاءَ الرَمـلِ إِنّـي شاعِرٌ
أُكبِـرُ الحُسـنَ وَمُضـنىً وَغَريـبُ
فَتَجَنَّبـــنَ ســـَبيلي بِالَّــذي
وَقَـفَ الحُسـنُ عَلَيكُـنُّ الرَقيـبُ
يـا حِسـانَ الغَـربِ شـَرقِيٌّ أَنا
هــائِمُ الـرُوحِ وَمِصـرِيٌّ طَـروبُ
فَـاِتَّقينَ اللَـهَ فـي نَفسي فَقَد
تَلِفَـت وَجـداً وَغالَتهـا شـَعوبُ
رُبَّ نــادٍ تَضـحَكُ الـدُنيا بِـهِ
سـاحَتاهُ لِلمَهـا مَرعـىً خَصـيبُ
فَجَّــرَت مِــن أَدمُعـي أَوتـارُهُ
وَوَرَت قَلــبي بِـهِ خَـودٌ لَعـوبُ
أَقبَلَـت فـي مَـوكِبٍ مِـن حُسنِها
لاحَ نـورٌ قَبلَـهُ بَـل فـاحَ طيبُ
منظـرٌ مـا أَشـرَقَت عَـن مِثلِـه
أُختُهـا الشَمسُ ولا راعَ الغُروبُ
جَلَســَت مِنّـي قَريبـاً كَـي أَرى
وَجهَهـا وَهـوَ مِـنَ البُعدِ يُذيبُ
وَثِقَــت مِـن حُسـنِها فَاِعتَقَـدَت
أَنَّ حُسـناً غَيـرَ ما فيها مَعيبُ
فَــإِذا سـَهواً رَمَقنـا غَيرَهـا
نَـمَّ عَـن عَتـبٍ لَنا مِنها قُطوبُ
وَتَقارَضـنا عَلـى القُـربِ جَـوىً
يَصـهرُ الـدَمعَ وَيُضـني وَيُشـيبُ
وَيَرانــي كَهلُهـا أَرنـو لَهـا
وَيَراهــا فَهــوَ مُـزوَرٌّ كَئيـبُ
مــا كَفـاهُ أَنَّـهُ يَمضـي بِهـا
وَأَنـا أَمضـي وَفـي صَدري نُدوبُ
إِنَّ مَـن يَمنَـعُ عَينـي أَن تَـرى
صــنعَةَ اللَـهِ لمَخلـوقٌ عَجيـبُ
أَنــا فـي حِفظِـكَ يـا رَبِّ إِذا
لَجَّـت الفِتنَـةُ وَاِشـتَدَّت كُـروبُ
تَحســِبُ الغـادَةُ أَنّـي عَبـدُها
وَأَنــا عَبــدٌ لِمَــولايَ مُنيـبُ
كُــلُّ حُســنٍ صـاغَهُ اللَـهُ لَـهُ
مِـن هَـوى نَفسي وَأَشجاني نَصيبُ
محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي.شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي.نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب.ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف.في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته:شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.