
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَعانيـكِ يَجلوها الهَوى أَم حَدائِقُ
وَذِكـرُكِ أَم عَـرفٌ مِـنَ المِسكِ عابِقُ
كَــذَلِكَ يَختــالُ الجَمـال تَـدَلُّلاً
عَلَينـا وَتَسمو في الكَمالِ الخَلائِقُ
هَـل الحُلـو إِلّا مِنكِ ما أَنا مُشتَهٍ
أَو المُـرُّ إِلّا فيـكِ مـا أَنا ذائِقُ
وَإِن كـانَ ذَنـبي أَنَّنـي لَـكِ عاشِقٌ
فَأَيســَرُ عُـذري أَنَّنـي بِـكِ واثِـقُ
وَإِن تَكُــن الأَيّـامُ أَخلَفـنَ ظَنَّنـا
وَحــالَت صــُروفٌ بَينَنـا وَعَـوائِقُ
فَقَـد نِلـتُ مِنها نَظرَةً ما شَفَعتُها
عَلـى عَجَـلٍ وَالبَيـن حـادٍ وَسـائِقُ
وَلامَ صــاحِبي أَن هَــويتُ رَشــيقَةً
لَهـا قَلَـمٌ فـي حَلبَةِ الفَضلِ سابِقُ
مِـنَ النـاثِراتِ الدُرِّ أَمّا ذَكاؤُها
فَشــَيخٌ وَأَمّــا ســِنُّها فَمُراهِــقُ
يُطِـلُّ عَلَينـا مَجـدُنا مِـن سمائِها
وَتِلكَ اللَيالي الناعِماتُ الرَقائِقُ
لَيالي ثِمارُ العشقِ في الشَرقِ عفَّةٌ
وَأَدواحُ رَوضِ الطُهـرِ نُضـرٌ بَواسـِقُ
وَأَيّــام لِلقَيســَينِ لَيلـى وَفِيَّـةٌ
وَلُبنـى وَمَـيٌّ ذا الرِمـامِ تُصـادِقُ
ســلامٌ عَلــى آدابِنــا وَجُـدودِنا
وَأَحسـابِنا مـا فَخَّـمَ الضادَ ناطِقُ
تَقَســَّمَني هَمّــي فَجَفنِــيَ مُــترَعٌ
وَصـَدرِيَ بِالضـَيفِ الَّـذي حَـلَّ ضائِقُ
فَلِلصــَيفِ مِنّــى ظـاهِري وَمَلابِسـي
وَلِلحُـبِّ مـا ضـُمَّت عَلَيـهِ البَنائِقُ
سـِفاهٌ مِـنَ الجَـوِّ الَّـذي لا تُطيقُهُ
يَكــونُ لَهــا مِنـهُ خَـدَّين مُلاصـِقُ
وَتَبّـاً لِهَـذا الحَـرّ يَرشـِفُ ثَغرَها
وَيَلثُمُهــا فــي خَــدِّها وَيُعـانِقُ
فَيـا صـَيفُ خَفِّـف مِـن هَجيرِكَ رَحمَةً
وَإِلّا فَــأَخزاكَ الحَيـا وَالصـَواعِقُ
كَفـى بِـكَ ثُقلاً بَينَنـا أَن تَقَطَّعَـت
وَبَيـنَ الرَبيعِ النَضرِ تِلكَ العَلائِقُ
وَإِنّـي عَلـى جَهـدِ الشـَقاءِ وَإِنَّها
لصــادِقَةٌ شـَكوى الغَـرامِ وَصـادِقُ
أَحِــنُّ إِلَيهــا كُلَّمــا ذَرَّ شـارِقٌ
وَتَـذكُرُني مـا صـاحَ يا لَيلُ عاشِقُ
كِلانـا وَإِن طـالَ البِعـادُ وَقُطِّعَـت
حِبــالُ أَمانينــا مَشـوقٌ وَشـائِقُ
محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي.شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي.نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب.ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف.في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته:شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.