
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نــاغَت الطَيـرُ رَبَّهـا سـَحَرا
حيـنَ عَـن ذِكـرِهِ غَفـا البِشرُ
قُـل لِمَـن نـامَ لَيلَـهُ سـَحَرا
قَد مَضى اللَيلُ وَاِنقَضى السَمَرُ
فَـــاِدَّكر فَــالطُيورُ تــدَّكرُ
ســـَبَّح الفَجــرُ رَبَّــهُ وَتَلا
ســورَةَ النـورِ وَهـوَ يَنفَجِـرُ
سـَلَّ سـَيفاً عَلـى الدُجى وَجَلا
فَتَــوارى النُجــومُ وَالقَمَـرُ
وَتَــراءى الرِيــاضُ وَالزَّهَـرُ
فَاِجتَــلِ النيـلَ جَـلَّ صـانِعُه
يرتَمـــي لُؤلُــؤاً وَيَنحَــدِرُ
تَســـتَخِفُّ النُهــى رَوائِعُــه
نَخلُــهُ وَالشــُطوطُ وَالجُــزُرُ
وَالســُهولُ العَـواطِرُ الخُضـُرُ
وَاِشـهَد الـرَوضَ مِـن شَقائِقِها
صــَدرُها بِــالغَرامِ يَســتَعِرُ
زَفَّ آذارُ مِــــن خَلائِقِهــــا
لَــكَ بِكــراً وشــاحُها عَطِـرُ
طُهرهـا فـي النَسـيمِ يَنتشـرُ
وَإِذا مـا الشـمالُ سـالَ عَلى
وَجنَـةِ الفَجـرِ ريقُهـا الخَصِرُ
وَاِغتَــدَت مِصـرُ تَرتَـدي خَجَلا
وَردَهُ زاهِيــــاً وَتَــــأتَزِرُ
فَهـيَ عَـذراءُ زانَهـا الخَفَـرُ
فَــاِغتَنِم رَكعَتَيــن مُقتَـدِيا
حيــنَ لِلَــهِ يَركَــعُ الشـَجَرُ
وَالنَســيمُ العَليـلُ مُشـتَفِيا
يجـذِبُ الـرَوضَ بَلَّهـا السـَحَرُ
بِالنَــدى فَهــيَ ســُندُسٌ دُرَرُ
وَاِسـأَلِ الطَيـرَ فـي مَنابِرِها
كَيــفَ تـوحى وَتُقَـرَأُ السـُوَرُ
لَيــسَ يُغينـكَ مِـن حَناجِرِهـا
مِزهَـــرٌ نـــاطِقٌ وَلا وَتَـــرُ
حيــنَ تَشـدو فَيَرقُـصُ النَهَـرُ
فَــاذكُر اللَــهَ إِنَّــهُ مَلِـكٌ
قــادِرٌ مِــن جُنـودِهِ القَـدَرُ
وَاِغنَــم الــوَقتَ إِنَّـهُ فَلَـكٌ
دائِرٌ وَالحِســــابُ يَنتَظِـــرُ
وَاللَظــى وَالحَميـمُ وَالشـررُ
وَهُنــاكَ النَعيــمُ وَالحُــوَرُ
وَالحُلــى وَالقُصـورُ وَالسـُررُ
ثُـــمَّ يُغنيــكَ أَنَّــهُ نُــور
تَنمحــي فـي جَمـالِهِ الصـُوَرُ
فَــالأَريبُ اللَــبيبُ يَبتَــدِرُ
محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي.شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي.نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب.ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف.في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته:شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.