
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَنَكَّــرَت الــدُنيا لَنــا وَتَنَمَّـرَت
صُروفُ اللَيالي وَاِرتَمَت ثَورَةُ الخطبِ
إِذا ســَدُّ مِكــوارٍ أُقيمَـت مُتـونُهُ
وَفـاضَ عَلَـى أَقصى الجَزيرَةِ بِالخصبِ
فَبَشــِّر بَنـي مِصـر بَخطـبٍ يَروعُهُـم
وَمَحـلٍ عَلَـى مَحـلٍ وَكَـربٍ عَلَـى كَربِ
تَحَكَّـمَ فينـا القاسـِطونَ وَلَـم نَزَل
عَلَـى جَهلِنـا حِزبـاً يُغيرُ عَلَى حِزبِ
أَعـدّوا لِمـاءِ النيـلِ عَن كُلِّ قَطرَةٍ
لَهُم دِرهَماً أَو فَاهجُروا مِصرَ لِلقُطبِ
كَـأَنّي بِـالوادي وَقَـد جُـزتُ عرضـَه
عَلَـى قَـدَمي أَبكي مِنَ الشَرقِ لِلغَربِ
كَـأَنّي بِلَـونِ الـوَردِ حـال وَأَسلَمَت
نَســائِمُهُ شــُمَّ المَعــاطِسِ لِلتُـربِ
لَئِن غاضَ ماءُ النيلِ في مِصرَ أَصبَحَت
كَجِســـمٍ بِلا روحٍ وَصــَدرٍ بَلا قَلــبِ
لَقَـد فـارَقَ السـودانَ جَيـشُ بِلادِنا
وَتِلـكَ قُصـارى شـِركَة السَخلِ لِلذِئبِ
وَقَـد صـارَ لِلسـودانِ جَيـشٌ بِمالِنا
وَذاكَ لَعَمـري أَولُ الصـُلحِ وَالعَتـبِ
وَهَـل نَحـنُ في اِستِغلالِنا غَيرَ دَولَةٍ
خَزائِنُهـا وَقـفٌ عَلَى السَلبِ وَالنَهبِ
وَأَيســَرُ مـا فـي خَطبِنـا أَنَّ أُمَّـةً
بِمِصـرَ مِـنَ القِبـطِ الأَماثِلِ وَالعُربِ
تَقــومُ بِعِبــءٍ لا تَقــومُ بِبَعضــِهِ
مُتــونُ هَمالايــا وَقاعِــدَةُ الأَلـبِ
لَنــا قُنصـُلٌ فـي كُـلِّ أَرضٍ غَريبَـةٍ
وَنَحـنُ عَبيـدٌ فـي الكِنانَـةِ لِلغربِ
وَلَيـسَ لَنـا جَيـشٌ يَـذودُ عَنِ الحِمى
وَيَـدفَعُ عَنّـا عـادِيَ الطَعنِ وَالضَربِ
فَلَـو أَنَّمـا أَبكـي عَلَـى عَهدِ مَوطِنٍ
لَـهُ شَبَةٌ في الأَرضِ في حُسنِهِ المُصبي
لَخَفَّـت هُمـومي وَاِرعَـوى فَيضُ عبرَتي
وَلَكِن عَلَى الفِردَوسِ وَالكَوثَرِ العَذبِ
محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي.شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي.نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب.ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف.في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته:شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.