
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـرَأتُ مـا سُطِّر في بَعض الكُتُب
عَمّـا جَـرى في سالِفٍ مِن الحقَب
أَن الأَميـر القـطَّ طـالَ جـوعه
وَقـلَّ مـا بَيـنَ الـوَرى هُجوعه
وَالتَصـَقَ الجلـد عَلـى عِظـامِهِ
وَلَـم يَجـد بُـدّاً إِلـى مرامِـهِ
إِن خَطَف اللحمة مِن قَلب الحَلل
فَإِنَّمـا يَنـوي عَلـى فَقد الأَجَل
أَو راحَ لِلفـار فَيَبقـى مُستتر
يَــومين أَو ثلاثــةً لِينتظــر
وَالانتظــار إِن يَكُـن بِـالجوع
يلزمُــه رَغمـاً إِلـى الرجـوع
فَاِسـتَمع الآن حَـديث مـا وَقَـع
وَمـا بِهِ اِحتالَ الأَمير وَاختَرع
القـط مِـن حيرتـه في القاعه
رَأى عَلــى حيطانِهــا شـَمّاعه
فَنَــطَّ وَاِســتَوى عَلـى عِصـِيِّها
وَحــوَّط المَكـارُ رجليـهِ بِهـا
ثُــمَ تَــدَلى بَعـدُ بِـالمَقلوب
فَصـارَ فـي الهَيئة كَالمَصـلوب
وَلَـم يَـدُم أَن مَـرَّ فـار سيسي
تَعلَّــم الفتنــة مِـن إِبليـس
رَآه مَصــلوباً فَــراحَ مُسـرِعا
وَأَخـبر القَـوم بِمـا قَد وَقَعا
فَخَرَجـت فيـران تِلـكَ القـاعه
وَأَقبَلَـــت لفرجـــةٍ جمــاعه
قــالوا لَــهُ قتلــت مَرتيـن
وَلا ســلمت مِـن غـراب الـبين
وَرَحَــل البَعــضُ لِخَــوفٍ مِنـهُ
وَحَوَّلــوا وَجــهَ الأَمـانِ عَنـه
وَمُـذ رَأى القـطُّ فَريقـاً وَلـى
وَخـافَ إِن راحَ الجَميـعُ أَن لا
نَــطَّ عَلـى مـن منهـم تَخلَّفـا
وَبـــلَّ ريقــه وَغَــلَّ وَشــَفى
وَقَـد نَجـا مَـن خافَ مِنهُ وَعلم
وَهَكَـذا في الناس مَن خافَ سَلِم
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.