
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حِكايَــةٌ عَــن أَحَــدِ التجـار
أَدرَكَـهُ المَمـاتُ حكـم ولجاري
وَنـامَ فـي الفَـرش وَغَطى رَأسه
وَحَضــــَرت أَولاده الثَلاثــــه
وَمُــذ دَرى أَن بَنيــه جـاؤوا
قـالَ لَهُـم مـا قـالَت الآبـاء
أَهـدي إِلَيكُـم يـا بُنَـيَّ قَولا
فَاِســتَمِعوا فَالاسـتماع أَولـى
عِنـــدي قُضــبانٌ مِــن الأَراك
محكمــة الرَبــط وَالاشــتِراك
فَــدونكُم بِــالقُوة اكسـروها
فَقَربُـــوا مِنـــهُ وَأَخــذوها
وَشــرعوا فـي كَسـرِها وَهمُّـوا
فَقَصـــرت همَّتُهُـــم وَالعَــزمُ
وَلَــم يَـروا لِكَسـرِها سـَبيلا
وَاِزدادَ كُــل مِنهُــم تَـرذيلا
قــالَ أَبــوهُم لا يَصــحُّ هَـذا
وَبِـــالإِله هَـــمَّ وَاســتعاذا
وَحَلَّـل القضـبان عـودا عـودا
وَبَعــد ذا كســرها تَفريــدا
وَقــالَ ذا لُغـز جَهلتـم حَلَّـه
وَقَــد عَرَفتُـم سـرَّه بِـالجمله
أَوصـيكُم في العَيشِ أَن تَتَحِدوا
مَــن يَنفَــرد فَشــَمله مُبَـدَّدُ
وَاشتركوا في الرَأي وَالبِضاعه
إِنَّ يَــدَ اللَـهِ مَـع الجَمـاعه
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.