
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الســَبعُ كــانَ وَسـط النَهـار
مُمَـدَّداً مِـن فَـوقِ جُحـر الفار
فَخَــرَج الفــار لَــهُ وَنَظَـره
وَلَــم يَكُـن رَآهُ غَيـر المـرَّه
وَإِنَّمـــا عَرَفـــهُ بِالوَصـــف
وَبِالمَخــالب الَّــتي بِــالكَف
وَاِحتـارَ هَذا الفار أَين يَذهَب
وَكَيـفَ مِـن بَيـنِ يَـديهِ يَهـرب
وَالسـَبعُ لَمـا أَن رَآهُ خائِفـا
غـادره حلمـا وَعَنـهُ قَـد عَفا
وَمَــرَّت الأَيّـام وَالسـَبعُ وَقَـع
فـي شرك قَد مُدَّ في أحد البُقَع
أَدرَكَـهُ الفـار وَقـالَ ما جَرى
أَيقظـةً أَم ذا أَراه في الكَرى
قــالَ وَإِن وَقَعــت جـوف هـوةِ
لَكــن أزيلهــا بِفـرط قـوَّتي
قــالَ لَــهُ الفَـأر وَأَي قـوّه
اليَــوم يَــوم تَنفَـع الأخـوَّه
ثُم اِنبَرى يقرض في هَذا الشرك
وَالسـَبع فيهِ راقِدٌ وَما اِحتَرَك
وَقَـد مَضـى عَلَيـهِ فيـهِ جَمعـه
بِســنه يَقــرض حَتّــى قَطَعــه
وَخَلـــص الســـَبع وَراحَ داره
فـي غايـة الرفعـةِ وَالأَمـاره
وَقــالَ بِالصـَبر وبِالمُـداوَمَه
يُـدرك مـا لا تُـدرك المُقاوَمَه
وَرُبَمــا نـالَ الفَـتى بِكَيـدِه
مـا لَـم يَنـل بِبَأسـه وَأَيـدِه
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.