
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـَكى الحِمـارُ وَهوَ في البُستان
مِمــا يلاقيــهِ مِــن الأَحــزان
وَقــالَ كَـم أَمسـى بِسـوءِ حـال
وَكَـم بَـرى ظَهـري مِـن الأَحمـال
وَلَـم أَزَل طـول النَهـار أَجـري
وَطالَمــا صــَحَوتُ قَبـلَ الفَجـرِ
يـا لَيـتَ مـن يملكنـي يبيعني
لِغَيـــره وَأَن يَكُــن يجيعنــي
فَــإِنَّني ســَئمت مِــن خــدمته
وَعفــتُ مــا يَخـرج مِـن ذمتـه
فَــبيع ذاكَ الجَحــش للــدّباغ
وَأَورث الرَجّــة فــي الــدِماغ
وَكـانَ فـي البُسـتان وَالنَسـيم
يَأكـل فـي الخضـرة وَالبَرسـيم
رَأيتــهُ وَالجلــد فَـوقَ ظَهـره
مُشــتَغِلاً بِفكــره فــي أَمــره
يَقــول لَيـتَ مـا تَرَكـتُ الأَولا
وَلَــم يَكُــن حَظـي قَـد تَحَـوَّلا
فَـــإِنَّهُ وَإِن يَكُـــن أَســاءَني
فَما يُضاهي اليَوم ما قَد جاءَني
وَبَعــدُ بيــعَ الجَحـشُ لِلفَحّـام
وَبـــاعَهُ الفَحّـــام لِلحّـــام
وَلَــم يَكُـن يَرضـى بِـأَي قسـمه
بَـل زادَ فـي السخط وَصَفى رَسمَه
قـالَ لَـهُ الحَـظ اتئد يا جَحشي
وَفـي الطَريـق المُستَقيم فَامشي
إِنّــي لَــو مَلكتــك الأَراضـيا
مـا كُنـتُ بِالقسمة مِنها راضيا
وَلَــم تَكُــن تَسـلك بِاسـتقامه
وَتحمــد اللَــهَ عَلـى الإِقـامَه
وَهَكَــذا قَــد تَفعَــلُ الحَميـرُ
وَمِنهُــم بَيــنَ الــوَرى كَـثيرُ
فَـالتَفتوا يـا مَعشـَر الرِجـال
وَاســتمعوا مَــواعظ الأَمثــال
عــارٌ عَلَينــا وَقَبيــح ذكــرِ
أَن نَجعـل الكُفـرَ مَكـانَ الشُكر
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.