
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
السـَبعُ لَمـا جـاءهُ مَسُّ الكِبَر
وَصـارَ فيـهِ عـبرَةً مِـن العِبَر
أَو مـا إِلـى الوحوش بِالإشارة
فَـــدَخَلوا عَلَيــهِ لِلزِيــارَه
وَنَظَــر الـذئب إِلَيهـم شـَزرا
فَلَـم يَـرَ الثَعلَـبَ فيهم حَضَرا
راحَ وَشـى بِـهِ إِلـى السـُلطان
وأَلهَــبَ الأَحشــاء بِـالنيران
فَغضــب الســَبع عَلَيـهِ حـالا
وَقـــالَ لا يَصــح هَــذا لا لا
وَأَمـر الـدُبَّ بِـأَن يَـروح لَـه
وَإِن يَكُـن فـي بعد أَلف مَرحَله
حَتّـى إِذا بَيـن يَـديهِ أَحضـَره
يَنظر في العُذرِ الَّذي قَد أَخَّره
وَجـاءَ حيـنَ اِنفَضَ عَقد المَجلس
وَدَخــل الثَعلَـبُ عِنـدَ الريِّـس
قـالَ لَـهُ لِـم غِبتَ عَن زِيارَتي
وَلا خَشـــيت غَضــبي وَغــارَتي
قـالَ لَـهُ الثَعلَـبُ وَهـوَ يَضحَك
صـَفا الزَمـان وَدَعانـا المَلك
وَالحَمــدُ لِلّـه قضـيتُ الحجّـا
طـابَ قَلـبي فـي مُنى وَابتَهَجا
وَفـي الحطيـم قَـد وَضَعت قَدَمي
ثُــمَ شـَربت مِـن قـراح زَمـزَم
وَبَعـــدَ أَن زُرت وَراق صــَدري
دَعــوتُ لِلسـَبع بِطـولِ العُمـر
تَقبَّـل اللَـهُ وَلـي قَـد سـخَّرا
شَخصـاً عَظيماً بِالفُنون قَد دَرى
يعـرف فـي الأَدوا وَيَصف الدَوا
وَعَــن أَرسـطاليس كلاً قَـد رَوى
أَخبَرتـــهُ بكــبر الســُلطان
فَقـالَ هَـذا الأَمـر لا يَخفـاني
هَــذا بُــرود قلَّــة الـدِماء
وَقَــد لَقيــتُ ســَبباً لِلـداءِ
وَالـرَأي عِندي أَن تلف السَبُعا
بِجلــد ذئبٍ مِـن نِعـاجٍ شـبعا
فَـــإِنَّهُ يـــورثه العَــوافي
وَاللَـهُ حَسبي فَهوَ نعم الشافي
قــالَ فسـر السـَبع لِلحِكـايه
وَنســـب الثَعلَــب للــدرايه
وَقــالَ أَيـن الـذئب أَحضـروه
لا عـاشَ فـي الـدُنيا وَلا أَبوه
فَجـاءهُ الـذئب وَلَبّـى الدَعوه
وَالتَفَــت السـَبع بغـلٍّ نَحـوَه
وَشــَدَّهُ مِــن جيــدِهِ بِمخلَبـه
فَشــَقه مِــن رَأســه لِــذَنَبه
فَاِسـتَمعوا يـا جلسـاء المَلكِ
وَاِنتَظمـوا فـي بَعضـكم بِسـلك
وَملّقـوا وَاجتَنبـوا النَميمـه
بِبَعضـــكم فَإِنَّهـــا ذَميمــه
فَـــإِنَّني إِذا نَصــرتُ جنســي
عِنـدَ الأَميـر قَـد نَصـَرت نَفسي
وَإِنَّمــا الرجــاءُ بِــالإِخوانِ
وَاليَــد بالســاعد البنــان
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.