
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَمِعتُ لِلأَعضـاءِ قَـول المعده
وَهـيَ تَقـول أَنـا ستُّ الأَفئِدَه
وَســت الأَعضــاءِ وَسـتُّ الكُـلِّ
قَـد خلقـوا بِسَعيهم مِن أَجلي
فَقـالَت الأَعضـاء ذَلِـكَ العَجَب
نَتعـب في أَشغالنا كُل التَعَب
وَكُـلُّ ذا مِن أَجل ملءِ المَعده
لِلّـهِ مـا أَقبحهـا من مُقعَده
وَأَبطَلـوا مِن بَعد هَذا الكَدّا
وَتَرَكوا الهَمَّ وَعافوا النَكدا
وَاضـطَجَعوا يَوماً فَجاعَ الجسمُ
وَاِنقَطَـع الغـذاء عَنهُ وَالدَمُ
فَظَهـــــرت عِنــــدَهُم الآلامُ
مِـن يَـوم مالوا كَسلاً وَناموا
وَعَلمـوا تَـأثير تِلكَ المَعده
وَأَنَّهــا كَمثلهــم مُجتَهِــدَه
فَاستعملوا التَشبيه لِلحُكومه
ولِلرَعايـا إِن تَكُـن مَنظـومه
تَـروا كَما شوهد في الحِكايه
مُتحــداً مُنتَظِمـاً فـي غـابه
وَهــوَ كَمـا حكـاه مينـانوسُ
حيـنَ اِشـمَأَزَّت يَومـاً النُفوسُ
وَقــالَت النــاس عَلام الجـدُّ
وَالاجتهـاد فـي الهَوا وَالكَدُّ
حَتّـى مَـتى نَجمَع خَيراً للملك
وَهـوَ إِلـى مَـتى نَراه يَمتلك
وَاضـطَرَبَ القَومُ عَلى السُلطان
وَنَفـر الكُـلُّ إِلـى العِصـيان
فَقـامَ مينـانوس فيهم واعِظاً
وَلِلهُــدى نَبَّهَهــم وَأَيقَظــا
رَوى لَهُـم حَـديث تلكَ المعده
أَفــادَهُم نُصـحاً وَأَي فـائِدَه
أَفــادَهُم أَن المُلــوك آيـه
يُحقـق اللَـه بِهـا الرِعـايه
لَـولا الملـوك لَم تَكُن مَمالكُ
وَالخَيـرُ لَـم تَعلم لَهُ مَسالِكُ
لَـولا المُلـوك لَم تَكُن جَمعيَّه
وَلا بَـــدَت مَنــافِعٌ خَيريَّــه
إِن المُلــوك ملــحُ كُـل أَرض
وَســَيفهُم للحادِثــاتِ يَمضـي
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.