
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حِكايَــةٌ عَــن رَجُـل ذي عَرَبـه
مـا نـالَ قَـطُّ مِـن زَمانٍ أَرَبَه
حَمَّلهــا المســكينُ بِالشـَعير
وَســارَ يَسـعى جـانب الغَـدير
وَكــانَت الأَرض بِطيــنٍ لُــوِّثَت
وَبِالمَحــارِيث العِظـام حُرِثَـت
وَالعَجلات اِنغَرَسـَت فـي الطيـن
وَلَـم يَـرَ السـَواق مِـن مُعيـنِ
وَضــَلَّ رَأيــه عَــن الصــَواب
وَذاقَ قطعَـــةً مِــن العَــذابِ
فَصــاحَ بِـالأَرض وَيأسـاً سـَخطا
وَمـا دَرى قـالَ صَواباً أَم خَطا
بَـل لعـن الـدُنيا وَنَفسه شَتَم
وَقَـد أَبـاحَ غَيظـه وَمـا كَظَـم
وَقـالَ بَعـدُ يـا إِلهـي إِنَّنـي
أَدعـوك بِالأَلطـاف أَن تـدركني
نـاداه مِـن جَـو الفلا منـادي
يَــدعوهُ لِلســَّعي وَالاجتهــاد
وَقـالَ إِن تَبغِ النَجاة فَاِستَمع
فَـالعَونُ دُونَ الكَدّ مِنكَ مُمتنع
ذا مـانع فَـاِنظُر إِلى أَصالَتِه
ثُـم ابذل المَجهود في إِزالَته
وَالعَجَلات فَـاِنض عَنهـا الوَحلا
وَعَـن ظُهـور الخَيلِ خِفّ الرحلا
فَـإِن فَعَلـت مـا ذَكَـرت تطلـع
دونَ اِجتِهـاد فَالـدعا لا يَنفَع
وَبَعــد هَـذا اجتهـد السـواقُ
مِــن بَعـدِ قَيـدٍ جـاءهُ اِنطلاقُ
وَسـارَ بِالخَيـل مَعـاً وَالعَرَبه
وَنـالَ مِـن هَـذا الدُعاءِ أَربه
قـالَ لَـهُ الهاتف بَعد ما نَجا
إِسـمَع حَـديثاً نافِعاً لمن رَجا
اجهــــد وَلازم طُـــرق الفَلاح
تَفــوز بِالنَصــر وَبِالنَجــاح
وَالسَعي خذه في الدِيار مَطمَعك
يا عَبد إِن تَسع أَنا أَسعى مَعك
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.