
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حِكايـــةً رويـــت دونَ مَيــن
عَمَّـن حَكاهـا قَبـلُ عَـن شَخصين
راحـا لِشـَخص فـي الحِجاز فَراً
وَبِالـــدَراهم الملاح اغتَــرّا
باعـاه جلـد الـدُبّ وَهـوَ حَـيُّ
وَكَيــفَ ذا يُــدركُ يــا اُخـيُّ
انظُـر وَكَيفَ يا ابن وُدّي صنعا
للــبرِّ فــي مَمَــرِّ دُبٍّ طَلَعـا
وَاِتَفَقـــا أَن يَربطــاه أَولا
فـي قَيـد فَخٍّ نَصَباه في الخَلا
وَبَينَمـا هُمـا عَلـى التَـدبير
إِذ بــانَ عَـن دُبٍّ أَتـى كَـبيرِ
فَاِنزَعـج الإِثنـان مِـن مُـروره
وَأَيقَنـا بِـالمَوت فـي حُضـوره
لَكــنَّ مِـن لُطـف إِلَهـي بِهمـا
ســخر أَسـباب النَجـاة لَهُمـا
فَواحِــدٌ نَــطَّ بِــأَعلى شـَجَرَه
وَحَكمـــت فُروعَهــا مُنتَشــِرَه
وَنـامَ فَـوقَ الأَرض بَعـدَ الآخَـر
وَلَــم يَكُـن فـي نَـومِهِ تَـأَخَّر
وَطَبــع هَـذا الـدُبّ أَنَّـهُ إِذا
شـاهَد مَيتـاً لَـم يَحظ بِهِ أَذى
فَــراحَ للنــائم مِــن وَرائِهِ
يَبحَـث كُـل البَحـث في أَعضائه
وَشـــمّ فــي آذانــه وَعَســّا
وَاِمتَحـن الحـسَّ مَعـاً وَالنَفسا
فَلَـم يَجِـد فيهِ مِن الروح أَثر
غـــادَره وَراح عَنــهُ وَنَفَــر
وَمُــذ أَحَــسَّ أَنَّــهُ قَـد وَلّـى
نــادى عَلــى صـاحِبِهِ فَنَـزَلا
قـالَ لَـهُ الصـاحب إِن الـدُبّا
لِأَكــل لَحــم المَيِّـتين يَـأبى
وَأَنــك احتلـت وَقَـد أَفلحتـا
فـي ذَلِـكَ المَشـروع قَد نَجَحتا
تَـرى وَمـاذا قـالَهُ فـي أُذنك
لَمـا أَتـى مقلِّبـاً فـي بَـدَنك
قـــالَ لَــهُ ســَمعتُهُ يَقــولُ
أَخــذك جلــد الحَـيِّ مُسـتَحيلُ
إِن رُمـت أَخـذ جلد دُبٍّ وَهوَ حَي
فَاطرحهُ مَيتاً قَبلَ ذاكَ يا أَخي
وَخُـذ كَلامـي وَعَلـى هَـذا فَقِـس
لا تَطمعَـن فـي حَيـوانٍ مُفتَـرس
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.