
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَأَيـتُ فَـأراً عِنـدَ شـَطّ البَحرِ
يَســتعجل الخطـو بِـهِ وَيَجـري
وَقــالَ مُـذ رَأى سـَفينةً عجـب
مَدينـةٌ تِلـكَ عَلَيـهِ مِـن خَشـَب
وَكُلَّمـا شـاهَدَ شـَيئاً قَـد عَلا
قــالَ عَلَيــهِ قمَــةً أَو جَبَلا
فَـذات يَـومٍ وَهـوَ في السِياحه
يفكــر فــي مَسـائل المِلاحَـه
فـاتَ عَلـى أَلـفٍ مِـن المحـار
قَـد خَرَجـت يَومـاً مِـن البِحار
فَظَنهـا مِـن عُظـم جَهـلٍ سـُفُنا
وَلَـم يُصـدِّق بَـل أَتى وَاِمتَحَنا
وَمُــذ رَأى واحِــدةً مَفتــوحَه
فــي خَلقِهـا وَصـنعها مَليحـه
أَدخــل فيهـا رَأسـه وَذاقَهـا
فَــأَطبَقَت لِوقتهــا أَشـداقها
وَاِنقفلَـت عَليـهِ ذي المَحـارَه
ثُـمَ هَـوى فـي مَهلِـكِ الخَساره
وَذي حِكايَـــةٌ بِغَيـــر مَيــنِ
تَعلــم مِـن أَمثالهـا شـَيئين
أَول شـَيءٍ هُـوَ فَضـل التَجربَـه
لا يوقـع النَفس بِأَشراك الشبَه
وَالمثل الثاني استمعه وَاتَّخذ
كَـم آخِـذٍ شـَيئاً بِجَهلـه أُخِـذ
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.