
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَأَيــت مَجنونـاً بَهيمـاً لا يَعـي
يَــدور فـي الأَسـواق وَالشـَوارع
وَهــوَ يُنــادي بِصــِياحٍ عــالي
يــا مَعشــَر النِسـاء وَالرِجـال
مَــن يَشــتري نَصــيحة فَليــأتِ
يَأخـــذها منــيَ وســط بَيــتي
وَالنـاس مِنهُـم مَـن يحـب يَسـأل
وَمِنهُـــم الأَحمَـــق وَالمغفَّـــلُ
وَمِنهُــم مــن صــَدَّق المَجنونـا
وَراحَ مِـــن فعـــاله مَفتونــا
فَســرتُ يَومـاً مِـن بَعيـد أَتبـع
وَأَنظــر المَجنــونَ كَيـفَ يَصـنع
وَالنــاسُ جَــمٌّ بَينــه وَبَينــي
وَلَـــم أَزَل أَلحَظـــه بِعَينـــي
حَتّــى أَوى بِنــا إِلــى مَحَلِّــهِ
مــا بَيــنَ قَـومه وَبَيـنَ أَهلِـهِ
وَصــاحَ مَــن يُريــد أَن أَنصـَحَهُ
وَالنــاسُ بَعــدي كُلُّهـا تَمـدَحُهُ
فَقَـدموا الواحـد بَعـد الواحـدِ
وَلَـم أَكُـن أَحصـيهم فـي العَـدَدِ
وَإِنَّمـــا رَأَيــت مَــن تَقَــدَّما
لَــهُ عَلــى الـوَجهِ بِكَـفٍّ لَطَمـا
وَكُــلُّ مَـن أَعطـاه كَفّـاً ثـانِيَه
يُعطيــهِ خَيطــاً طـولُهُ ثَمـانِيَه
فَمنهـــم مَـــن صــَدَّه وَشــَتَمه
وَمِنهُــمُ مَــن لَـم يُبـح بِكَلِمَـه
وَقَــد أَتــاني ســائل يَسـأَلُني
مِنهُــم وَكــانَ قَبلهـا يجهَلُنـي
وَقــالَ لــي مـا هَـذِهِ الإِشـاره
ما الكَف ما الخَيط وَما العِباره
قُلـتُ لَـهُ اِعلَـم أَن هَذا الضَربا
جَـزاءُ مَـن مِـن ذي جُنـون قَرُبـا
وَالخَيــط هَــذا طــوله مَسـافه
بِقَـدرِها أَبعد عن أولى السَخافَه
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.