
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا حَمِــدت فَاِحمــد الرَحمانــا
وَاِمــدَح بَنـي هاشـم أَو عَـدنانا
أَو اِمـدَح السـُلطان أَو مَـن تَهوى
يَنفحـك بِالوَصـل وَيَـأبى السـَلوى
وَاِركُـن إِلـى شـاعر ذي الحِكـايَه
فَــــإِنَّهُ أَعجَبَنــــي لِلغـــايَه
إِن الســـمنوديَّ وَهــوَ الشــاعِرُ
ســارَت بِــهِ الرُكبـان وَالأَبـاعِرُ
وَكــانَ فــي فَــنِّ القَريـض عُـدَّه
فـــاقَ الَّــذينَ قَبلــهُ وَبَعــدَه
ســــــَمِعتُ أَن رَجُلاً مُصـــــارِعا
قـالَ لَـهُ اِمـدَحني وَأَفضـالي مَعا
وَفــز إِذا مَــدَحتَني بِالجــائِزَه
فَإِنَّهــــا وَاجِبَــــةٌ وَجـــائِزَه
قــالَ فَــأَدّى الشـاعر المَـديحا
وَأَظهَـــر اللَطيـــفَ وَالمَليحــا
أَثنــى عَلــى مَـولاه حَيـث خَلَقَـه
مِـــن مُضـــغَةٍ واهِيَــةٍ وَعَلَقَــه
وَأَتبــع الثَنــا بِــذكر مُلحَــه
فــي آلِ بَــدرٍ وَأَتَــم المَــدحَه
قـــالَ لَـــهُ صـــاحِبُهُ تَـــأَنّى
ســَأَلت عَنهُــم مــا سـَأَلت عَنّـا
إِنَّـــكَ أَطنَبـــتَ بِمَــدحِ غَيــري
وَســـِرتَ بــي عَلــى خِلافِ ســَيري
مَــــدَحتَني بِثُلُــــثِ الأَبيـــاتِ
يَكفيـــك مِنـــي ثُلــث الصــلاتِ
فَاِسـتَلم الثلثَيـن مِـن غَيري وَقُم
نَأكُـل فـي بَيـتي لَحمـاً إِن تَـرُم
وَســـَارَ وَالشـــاعر مِــن وَرائِهِ
يَيــأَس كُــلَّ اليَـأسِ مِـن رَجـائِهِ
حَتّــى اِنتَهــى بِــهِ لِأَعلـى دارِهِ
وَلَـــمَّ جـــارَهُ وَجـــار جــارِهِ
وَحَضــَرَ الكُــلُّ صــِحاف المـائِدَه
وَشــــَهِدوا ســـاخِنةً وَبـــارِدَه
مــا لَبِــثَ الشــاعر أَن نـاداهُ
مُســــتعجِلٌ فَرفعَــــت يَــــداه
وَقــامَ يَقفــو أَثــر المُنــادي
وَالقَــوم زادَ شــُغلهُم بِــالزادِ
فَوَجــــد الطــــارِقَ طـــارِقين
مِــن أَجلِــهِ بِالبــاب وَاقِفيــنِ
قــالا لَــهُ أَنــا رَســول رَبِّــك
أرســـلنا بِـــأَمره فــي حُبِّــك
وَقَــد أَمَــرت أَن تَفـوت الـدارا
خَوفــاً عَلَيــك الآن أَن تَنهــارا
إِنَّــك مِــن بَيـن الـوَرى تُبـاهي
بِالمَـدح فـي اللَـهِ وَأَهـل اللَـهِ
فَروحـــك اللَيلــة روح فــائِزَه
قَـد اِسـتَحَقَت بِـالقوا فـي جائِزَه
وَأَبعــداه قَــدر خَمســين قَــدَم
وَالبَيــتُ مـالَ بِالرجـلِ وَاِنهَـدَم
وَشــاعَ هَـذا الأَمـر بَيـنَ النـاس
وَحَمَّلـــوا الشـــاعر بِالأَكيــاسِ
وَأَتحَفــوهُ بِالهَــدايا وَالمِنَــح
وَشــَرِبوا مِــن مَــدحِهِ كُـلّ قـدح
فَاِسمَع فدتك النَفس يا اِبنَ الأمرا
وَقصــَّها عَلــى جَميــع الشــُعرا
وَقُــل لَهُـم يـا شـُعَراء الـدُنيا
وَيــا أَســاة لَفظِهــا وَالمَعنـى
لا تَبخَلـوا بِالمَـدح فـي الكِـرامِ
وَلا تَقولــوا الشـعرَ فـي اللِئام
فَـــإِن هَـــذا لَمَقـــام عــالي
تَخضــَع عِنــدَ ذكــرهِ المَعــالي
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.