
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَــد خَلَـقَ اللَـهُ لِـذُلِّ الأَنفُـس
العَنكَبــوت وَجُنــودَ النقــرسِ
وَبَعـدَ ذا خَيَّرهـم فـي السـكنى
بَيـنَ الضَواحي وَالقُصور الحُسنى
قـالَ اِسكنوا في الأَرضِ أَيَّ بُقعَه
عَلى اختيار الرَأي أَو بِالقُرعَه
فَـــالعَنكَبوت مــالَ لِلأَخيــرَه
وَأَلـــفَ الأَمـــاكنَ الشــَهيرَه
وَقــالَ إِنــي أَسـكُن القُصـورا
وَالمُــدُن العِظــام وَالثُّغـورا
وَمُـذ دَرى النقـرس أَن الحُكَمـا
فـي المُدُن اِشمَأَزَ مِنها وَاِحتَمى
وَمـالَ أَن يَسـكن فـي الضـَواحي
تكفيــــهِ شـــَر لائِم وَلاحـــي
أَصـــابَ فيهـــا رَجُلاً فَلّاحـــا
فَنــامَ فــي أَطرُفِـهِ وَاِرتاحـا
قــالَ هُنــا لا تــدخل الأسـاةُ
وَلا تمـــدُّ رجلَهـــا الرُقــاةُ
وَالعَنكَبــوت خَيَّمــت فـي قَصـر
مِـن حصـة الظهـر لِبَعـدِ العَصرِ
فَجــاءَت الجــوارُ بِالمَكــانِس
تَطرُدهـــا فَـــذهبت للنقــرس
فَوجـــدته فـــي أَذل عيشـــه
وَخَــفَّ حَتّـى صـارَ وَزن الريشـَه
قـالَت لَـهُ مـا لي أَراك كاسِفا
حَيـران مِـن سـكناك مثلي آسفا
قــالَ لَهـا نَزَلـتُ شـَرَّ مَنزِلَـه
فـي كُـلِّ يَـوم تَعتَرينـي زَلزَلَه
فَصــاحِبي الَّــذي نَزَلـتُ عِنـدَهُ
مــا نـامَ يَومـاً وَأَراح جلـدَهُ
يَأخــذني فــي رجلــه وَيَسـعى
لِلغيـط يَبغـي حَطَبـاً أَو مَرعـى
وَقَــد أَعــانَني عَلـى الخُـروج
وَفرقـــة الغيــاض وَالمُــروج
فَلنَتَبــادل بَينَنــا البُيوتـا
وَنَغنَــم الراحــة وَالســُكوتا
وَالعَنكَبـوت اِرتَضـت المُبـادَلَه
وَأَبــت النِــزاعَ وَالمُجــادَلَه
وَســـَكَنت فـــي عُشـــَّةِ الفَلاح
وَنَســَجَت فــي سـائِر النَـواحي
وَســَكن النقــرس بَيــتَ قاضـي
فَنــامَ وَاِرتــاحَ مِـن الغيـاض
وَقَــد نَمــا بِكــثرة الـدَواءِ
وَكَــثرَة الـدَواءِ عَيـن الـداءِ
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.