
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حِكايَــةُ المَيّــت وَالقســّيس
تعـذبُ فـي الإِلقاءِ وَالتَدريسِ
قَد ماتَ فَحلٌ مِن بَني النَصارى
وَفَقَــد الإِحســاس وَالإِبصـارا
وَكَفَّنـــوهُ أَهلـــه حَريــرا
وَعَطَّــروا ثِيــابَه تَعطيــرا
وَأَدخَلـوه هَكَـذا فـي الخَشبَه
وَحَملـوه بَعـد ذا فـي عَرَبَـه
وَقَـد مَشـى القسيس في حِذائِهِ
مُلَفَّحــاً يَجــرُّ فــي كِسـائِهِ
يَقرأُ في الإِنجيل حُكم العادَه
وَهـوَ عَلـى المَشـي لَـهُ جلادَه
يَقـرأ لَكـن عَقلـه في الكَفَنِ
يَقــول هَــذا مَيـتٌ أَتحَفَنـي
آخـذُ مـا عَلَيـهِ مِـن مَلبـوسِ
أَبيعـــــهُ وَأَملأنَّ كيســــي
وَثمــن الشـُموع هَـذا ربحـي
أَقبضـه اللَيلَـة قَبـل الصُبحِ
وَأَشــتَري لابنَـةِ عَمـيِّ كسـوَه
وَأَشـتري النَبيـذ ثُمَ القَهوَه
وَبَينَمـا يَهجـس فـي الأَفكـار
وَلَـم يَكُـن يُدرِك حُكم الباري
إِذ وَقَـع النَعـش بِه وَالعَرَبَه
حَتّـى أَصـابا رَأسـَهُ وَالرَقَبَه
فَمـاتَ فـي الحال وَخابَ أَمَله
وَراحَ مَســعاهُ وَطــاحَ عَمَلـه
وَلَـم يَـدُم وَلَـم يَنـل أُمنيَّه
مُـذ أُنشـِبت أَظـافِرُ المَنِيّـه
وَهَكَـــذا مَطــامِعُ الإِنســان
تنزلـه فـي الـذُلِّ وَالهَـوانِ
وَبَينَمـا المَـرءُ يُرَجّـي خَيرا
فـي هَـذهِ الدُنيا يَراهُ ضَيرا
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.