
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَمـا صـَفَا قَلْـبي وَطَـاَبتْ سَرِيرَتِي
وَنَــادَمَنِي صـَحْويِ بِفَتْـحِ الْبَصـِيرة
شـَهِدْتُ بِـأَنَّ اللـه مَـوْلَى الْوِلاَيَـةِ
وَقَـدْ مَـنَّ بِالتَّصـْرِيفِ فِـي كُلِّ حَالَةِ
ســَقَانِي إِلهـيِ مِـنْ كـؤوس شـَرَابِهِ
فَأَســْكَرَنِي حَقَــاً فَهِمْــتُ بِسـَكْرتِي
وحَكْمَنِـي جِمْـع الـدِّنَانِ بِمَـا حَـوَى
وَكُــلُّ مُلُــوكِ الْعَــالمِينَ رَعِيَّـتي
وَفيِ حَانِنَا فادْخُلْ تَرَ الْكَأْسَ دَائِراً
وَمَــا شــَرِبَ العُشــَّاقُ إِلاَّ بَقِيَّـتي
رُفِعْتُ عَلَى مَنْ يَدَّعِي الْحُبَّ فِي الْوَرَى
فَقَرَّبَنــي الْمَــوْلَى وَفُـزْتُ بِنَظْـرَةِ
وَجَـالَتْ خُيُـولِي فِـي الأَرَاضِي جَمِعَها
وَزُفَّـتْ لِـيَ الْكَاسـَاتُ مِـنْ كُلِّ وِجْهَةِ
وَدُقَّتْ لِي الْرَايَاتُ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَا
وَأَهْـلُ السـَّمَا والأَرْضِ تَعْلَـمُ سَطْوتِي
وَشـَاءُوسُ مُلْكِـي سـَارَ شَرْقاً وَمَغْرِباً
فَصـِرْتُ لأَهْـلِ الْكَـرْبِ غَوْثـاً ورَحْمَـةِ
فَمَـنْ كَـانَ مِثْلِـي يَدَّعِي فِكُمُ الْهَوَى
يُطَـاوِلُني إنْ كَـانَ يَقْـوَى لِسـَطْوَتِي
أَنَّـا كُنْـتُ فـي الْعُلْيَا بِنُور مُحَمَّدٍ
وَفِـي قَـابَ قَوْسـَيْنِ اجْتِمَـاعُ الأَحِبَّةِ
شــَرِبْتُ بِكَاســَاتِ الغَــرَامِ سـُلاَفَةً
بِهَـا انْتَعَشـَت روحِي وَجِسْمِي وَمُهْجَتِي
وَصـِرْتُ أَنَا السَاقِي لِمَنْ كَانَ حَاضِراً
أُدِيــرُ عَلَيهِــمْ كَــرَّةً بَعْـدَ كَـرَّةِ
وَقَفْـتُ بِبَـابِ اللـهِ وَحْـدِي مُوَحِّـدَاً
وَنُـودِيتُ يَـا جِيلاَنِـيَ ادْخُلْ لِحَضْرتِي
وَنُـوديتُ يَـا جِيلاَنِـيَ ادْخُلْ وَلا تَخفْ
عُطيـتُ اللوا مِنْ قَبْلِ أَهْلِ الحَقِيقَةِ
ذِرَاعِـيَ مِـنْ فَـوْقِ السـَّمَواتِ كُلَّهَـا
وَمِـنْ تَحْتِ بَطْنِ الحُوتِ أَمْدَدْتُ رَاحَتي
وَأَعْلَـمُ نَبْـتَ الأَرضِ كَـمْ هُـوَ نَبْتَـةٌ
وَأَعْلَــمُ رَمْــلَ الأَرْضِ عَـدَّاً لِرَمْلَـةِ
وَأَعْلَـمُ عِلْـمَ اللـهِ أُحْصـِي حُروفَـهُ
وأَعْلَـمُ مَـوْجَ الْبَحْـرِ عَـدَّا لِمَوْجَـةِ
وَمَـا قُلْـتُ هَذَا القَوْلَ فَخْراً وإنَّمَا
أَتَـى الإِذْنُ حَتَّى تَعْرِفُوا مِنْ حَقِيقَتي
وَمَـا قُلْـتُ حَتْى قِيلَ لِي قُلْ وَلاَ تَخَفْ
فَــأَنْتَ وَلِيـيِّ فِـي مَقَـامِ الْوِلاَيـةِ
أَنَـا كُنْتُ مَعْ نُوْحٍ أُشَاهِدُ فِي الْوَرَى
بِحَـاراً وَطُوقَانـاً عَلَـى كَـفِّ قُدْرَتي
وَكُنْــتُ وَإِبْراهِيــمَ مُلْقَـىً بِنَـارِهِ
وَمَــا بَـرَّدَ النِّيـرانَ إِلاَّ بـدَعْوَتِي
وَكُنْـتُ مَعَ اسْمَعِيلَ في الذَّبْحِ شاهِدَاً
وَمَـا أَنْـزَلَ المَـذْبُوح إِلاَّ بِفُتْيَـتي
وَكُنْـتُ مَـعَ يَعْقُـوبَ فِـي غَشـْوِ عَيْنِهِ
وَمَــا بَــرِئَتْ عَيْنَـاهُ إِلاَّ بِتَفْلَتِـي
وَكُنْـتُ مَعَ إِدْرِيسَ لَمَّا ارْتَقَى الْعُلا
وَأُسـْكِنَ فِـي الْفِـرْدَوْسِ أَحْسـَنَ جَنَّـةِ
وَكُنْــتُ وَمُوسـَى فِـي مُنَاجَـاةِ رَبِّـهِ
وَمُوسـَى عَصـَاهُ مِـنْ عَصـَايَ اسـْتَمَدَّتِ
وَكُنْـتُ مَـعَ أيِّـوبَ فـي زَمَـنِ الْبَلا
وَمَــا بَــرِئَتْ بَلْـوَاهُ إلاَّ بِـدَعْوَتِي
وَكُنْـتُ مَـعَ عِيسَى وَفِي الْمَهْدِ ناطِقَاً
وَأَعْطَيْــــتُ دَاوُداً حَلاَوةَ نَغْمَتِـــي
وَلِـي نَشـَأَةَ فـي الْحُبِّ مِنْ قَبْلِ آدمِ
وَسِرِّي سَرَى فِي الْكَوْنِ مِنْ قَبْلِ نَشْأَتِي
أَنَـا الذَّاكِرُ المَذْكُورُ ذِكْراً لِذَاكِرٍ
أَنَا الشاكِرُ المَشْكُورُ شُكْراً بِنِعْمَتِي
أَنَـا الْعَاشِقُ الْمَعْشَوقُ فِي كُلِّ مُضْمَرٍ
أَنَـا السَّامِعُ الْمَسْمُوعُ فِي كُلِّ نَغْمَةِ
أَنَـا الْوَاحِدُ الْفَرْدُ الْكَبِيرُ بِذَاتِهِ
أَنَا الْوَاصِفُ الْمَوْصُوفُ عِلْمُ الطَّرِيقَةِ
مَلَكْــتُ بِلاَدَ اللَّـهِ شـَرْقَاً وَمَغْرِبـاً
وَإِنْ شــِئْتُ أَفْنَيْـتُ الأَنَـامَ بِلَحْظَـةِ
وَقَـالَوا فَـأَنْتَ الْقُطـبُ قُلْتُ مُشَاهدُ
وَنَـالٍ كِتَـابَ اللـهِ فِـي كُـلِّ سَاعَةِ
وَنَـاظِرُ مَـا فِـي اللَّوْحِ مِنْ كُلِّ آيَةٍ
وَمَـا قَـدْ رَأَيْـتُ مِـنْ شُهُودٍ بِمُقْلَتِي
فَمْـن كَـانَ يَهْوَانَـا يَجِـي لِمَحَلِّنَـا
وَيَـدْخُلْ حِمَى السَّادَاتِ يَلْقَ الْغَنِيمَة
فَلاَ عَـــالِمٌ إِلاَّ بِعِلْمِـــيَ عَـــالِمٌ
وَلاَ ســـَالِكٌ إِلاَّ بِفَرْضـــِي وَســُنَّتِي
وَلاَ جَــامِعٌ إِلاَّ وَلِــي فِيــهِ رَكْعَـةٌ
وَلاَ مِنْبَــرٌ إِلاَّ وَلِــي فِيـهِ خُطْبَتِـي
وَلَـوْلاَ رَسـُولُ اللـهِ بِالْعَهْـدِ سَابِقٌ
لأَغْلَقْــتُ أَبْـوَابَ الْجَحِيـمِ بِعْظمَتِـي
مُرِيدِي لَكَ الْبُشْرَى تَكُونُ عَلى الْوَفَا
وَإِنْ كُنْــتَ فِـي هَـمٍّ أُغِثْـكَ بِهِمَّـتي
مُرِيـدِي تَمَسـَّكْ بِـي وَكُـنْ بِيَ وَاثِقَاً
لأَحْمِيـكَ فِـي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَكُـنْ يَـا مُرِيـدِي حَافِظَـاً لِعُهُودِنَا
أَكُـنْ حَاضـِرَ الْميِزَانِ يَوْمَ الْوَقِيعَةِ
وَإِنْ شـَحَّتِ الْميـزَانُ كُنْـتُ أَنَا لَهَا
بِعَيْــنِ عِنَايَــاتٍ وَلُطْـفِ الْحَقِيقَـةِ
حَــوَائِجُكُمْ مُقْضــِيَّةً غَيْــرَ أَنَّنِــي
أَرِيــدُكُمُو تَمْشـُون طُـرْقَ الْحَمِيـدَةِ
وَأَوْصــِيكُمُو كَسـْرَ النُّفُـوسِ فإِنَّهـا
مَرَاتِــبُ عِـزِّ عِنْـدَ أَهْـلِ الطَّرِيقَـةِ
وَمَـــنْ حَـــدَّثَتْهُ نَفْســُهُ بِتَكَبُّــرٍ
تَجِــدْهُ صـَغِيراً فـي عُيُـونِ الأَقِلَّـةِ
وَمَــنْ كَـانَ فِـي حَـالاتِهِ مُتَواضـِعَاً
مَــعَ اللـهِ عَزَّتْـهُ جَميـعُ الْبَرِيَّـةِ
عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني أبو محمد يحيى الدين الجيلاني.مؤسس الطريقة القادرية، من كبار الزهاد والمتصوفين، ولد في جيلان (وراء طبرستان)، وانتقل إلى بغداد شاباً سنة 488هـ، فاتصل بشيوخ العلم والتصوف، وبرع في أساليب الوعظ، وتفقه وسمع الحديث، وقرأ الأدب واشتهر.وتصدر للتدريس والإفتاء ببغداد سنة 528هـ، وكان يأكل من عمل يده، وتوفي ببغداد.له كتب منها: (الغنية لطالب طريق الحق-ط)، (الفتح الرباني - ط) و(فتوح الغيب-ط)، و(الفيوضات الربانية -ط).