
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقَانِي الْحُـبُّ كَاسـَاتِ الْوِصـَالِ
فَقُلْــتُ لِخَمْرَتِـي نَحْـوِي تَعَـالِي
ســَعتْ وَمَشـَتْ لِنحْـوِى فِـي كُئُوسٍ
فَهِمْـتُ بِسـَكْرَتِي بَيْـنَ الْمَـوَالِي
وَقُلْــتُ لِسـَائِرِ الأَقْطَـابِ لُمُّـوا
بِحَـانِي وَادْخُلُـوا أَنْتُـمْ رِجَالِي
وَهِيمُـوا وَاشـْرَبُوا أَنْتُمْ جُنودِي
فَسـَاقِي الْقَـوْمِ بِـالْوَافِي مَلاَلِي
شـَرِبْتُمْ فَضـْلَتِي مِـنْ بَعْـدِ سُكْرِي
وَلاَ نِلْتُـــمْ عُلُــوِّي وَاتِّصــَالِي
مَقَــامُكُمُ الْعُلا جَمْعَــاً وَلَكِــنْ
مَقَـامِي فَـوْقَكُمْ مَـا زَالَ عَـالِي
أَنَـا فـي حَضـْرَةِ التَّقْرِيبِ وَحْدِي
يُصـــَرِّفُنِي وَحَســـْبِي ذُو الْجَلاَلِ
أَنَـا الْبَـازِيُّ أَشـْهَبُ كُـلِّ شـيْخٍ
وَمَـنْ ذَا فِـي المَلاَ أُعْطَي مِثَالِي
دَرَسـْتُ الْعِلْـمَ حَتَّـى صـِرْتُ قُطْباً
وَنِلْـتُ السَّعْدَ مِنْ مَوْلَى الْمَوَالِي
كَســَانِي خِلْعَــةً بِطِــرَازِ عِــزٍّ
وَتَـــوَّجَنِي بِتِيجَــانِ الْكَمَــالِ
وَأَطْلَعَنِــي عَلَــى ســِرٍّ قَــدِيمٍ
وَقَلَّـــدَنِي وَأَعْطَــانِي ســُؤالِي
وَوَلاَّنِــي عَلَــى الأَقْطَـابِ جَمْعـاً
فَحُكْمِــي نَافِـذٌ فِـي كُـلِّ عَـالِي
فَلَــوْ أَلْقَيْـتُ سـِرِّي وَسـْطَ نَـارٍ
لَـذَابَتْ وَانْطفَـتْ مِـنْ سـِرِّ حَالِي
وَلَــوْ أَلْقَيْـتُ سـِرِّي فَـوْقَ مَيْـتٍ
لَقَـامَ بِقُـدْرَةِ الْمَـوْلَى سَعَى لِي
وَلَــوْ أَلْقَيْـتُ سـِرِّي فِـي جِبَـالٍ
لَــدُكْتُ وَاختَفَـتْ بَيْـنَ الرِّمَـالِ
وَلَــوْ أَلقْيـتُ سـِرِّي فِـي بِحَـارٍ
لَصـَارَ الْكُـلُّ غَـوْراً فِي الزَّوَالِ
وَمَــا مِنْهَــا شـُهُورٌ أَوْ دُهُـورٌ
تَمُــرُّ وَتَنْقَضــِي إِلاَّ أَتَــى لِـي
وَتُخْبِرُنِــي بِمَـأ يَجْـرِي وَيـأْتِي
وَتُعْلِمُنِــي فَأُقْصـِرُ عَـنْ جِـدَالِي
بِلاَدُ اللَّــهِ مُلْكِـي تَحْـتَ حُكْمِـي
وَوَقْتِـي قَبْـلَ قَبْلِـي قَدْ صَفا لِي
طُبُـولِي فِـي السـَّمَا والأَرْضِ دَقَّتْ
وَشـَاءُوسُ السـَّعَادَةِ قَـدْ بَدَا لِي
أَنَا الجِيلانِي مُحْيى الدِّينِ إِسْمِي
وَأَعْلاَمِــي عَلَــى رُؤْسِ الْجبَــالِ
أَنَـا الحَسـَنِيُّ وَالْمخْـدَعْ مَقَامِي
وَأَقْــدَامِي عَلـى عُنُـقِ الرِّجَـالِ
رِجَــالٌ خَيَّمُـوا فِـي حَـيِّ لَيْلـى
وَنَـالُوا فِـي الْهَوَى أَقْصَى مَنَالِ
رِجَـالٌ فِـي النَّهـارِ لُيُـوثُ غَابٍ
وَرُهْبَــانٌ إِذَا جَــنَّ اللَّيَــالِي
رِجَــالٌ فِــي هَــوَاجِرِهِمُ صـِيَامٌ
وَصـَوْتُ عَـوِيلِهِمْ فِي اللَّيْلِ عَالِي
رِجَـالٌ فِـي النَّهـارِ لُيُـوثُ غَابٍ
وَرُهْبَــانٌ إذَا جَــنَّ اللَّيَــالِي
رِجَـــالٌ ســـَائِحُونَ بِكُــلِّ وَادٍ
وَفِـي الْغَابَـاتِ فِي طَلَبِ الْوِصَال
أَلا يَــا لِلْرِجَـالِ صـِلُوا مُحِبّـاً
لِنَـار الْبُعْـدِ وَالهِجْـرَانِ صـَالِ
أَلاَ يَــا لِلْرِجَـالِ قُتِلْـتُ ظُلْمـاً
بِلَحْـظٍ قَـدْ حَكَـى رَشـْقَ النِّبَـالِ
أَلاَ يَـا لِلرِجَـالِ خُـذُوا بِثَـأْرِي
فَــإِنِّي شــَيْخُكُمْ قُطْـبُ الْكَمَـالِ
أَنَـا شـَيْخُ الْمَشـَايخِ حُزْتُ عِلْماً
بــــآدابٍ وَحِلْـــمٍ وَاتْصـــِالِ
فَمَـنْ فِـي أَولَيـاءِ اللـهِ مِثْلِي
وَمَـنْ فِي الْحُكْمِ وَالْتَصْرِيفِ خَالِي
تَـرَى الـدُّنْيَا جَمِيعَـاً وَسْطَ كُفِّي
كَخَرْدَلَــةٍ عَلــى حُكْـمِ النَّـوالِ
مُرِيــدِي لاَ تَخَــفْ وَشـْياً فَـإِنِّي
عَــزُومٌ قَاتِــلٌ عِنْــدَ الْقِتـال
مُرِيــدِي لاَ تَخَــفْ فـاللَّهُ رَبِّـي
حَبَــانِي رِفْعَـةً نِلْـتُ الْمَعَـالي
مُريـدِي هِـمْ وَطِـبْ وَاشـْطَحْ وَغَنِّي
وَافْعَـلْ مَـا تَشـَا فَالإسـْمُ عَالِي
وَكُــلُّ فَتَــىً عَلَـى قَـدَمٍ وَإِنِّـي
عَلَـى قَـدَمِ النَّبِـي بَدْرِ الْكَمَالِ
عَلَيْــهِ صــَلاَةُ رَبِّــي كُـلَّ وَقْـتٍ
كَتَعْـدَادِ الرِّمَـالِ مَـعَ الْجبَـالِ
عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني أبو محمد يحيى الدين الجيلاني.مؤسس الطريقة القادرية، من كبار الزهاد والمتصوفين، ولد في جيلان (وراء طبرستان)، وانتقل إلى بغداد شاباً سنة 488هـ، فاتصل بشيوخ العلم والتصوف، وبرع في أساليب الوعظ، وتفقه وسمع الحديث، وقرأ الأدب واشتهر.وتصدر للتدريس والإفتاء ببغداد سنة 528هـ، وكان يأكل من عمل يده، وتوفي ببغداد.له كتب منها: (الغنية لطالب طريق الحق-ط)، (الفتح الرباني - ط) و(فتوح الغيب-ط)، و(الفيوضات الربانية -ط).