
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَظَـرْتُ بِعَيْـنِ الْفِكْرِ فِي حَانِ حَضْرَتِي
حَبِيبــاً تتَجَلَّــى لِلْقُلُــوبِ فَحَنَّـتِ
ســَقَانِي بِكَــأْسٍ مِـنْ مُدَامَـةٍ حُبِّـهِ
فَكَـانَ مِـنَ السـَّاقِي خُمَارِي وَسَكْرتِي
يُنــادِمُنِي فِــي كُـلِّ يَـوْمٍ وَلَيْلَـةٍ
وَمَـا زَالَ يَرْعَـانِي بِعَيْـنِ الْمَـوَدَّةِ
ضـَرِيحيَ بَيْـتُ اللـه مَـنْ جَاءَ زَارَهُ
بِهَرْوَلَـــةٍ يَحـــظَ بِعِــزٍّ وَرِفْعَــةِ
وَســِرَّى بِســِرِّ اللـهِ سـَارَ بِخَلْقِـهِ
فَلُــذْ بِجَنَــابِي إِنْ أَرَدْتَ مَــوَدْتِي
وَأَمْـرِي بِأَمْرِ اللهِ إِنْ قُلْتُ كُنْ يَكُنْ
وَكُـلٌّ بِـأَمْرِ اللـهِ فـاحْكُمْ بِقُدْرَتِي
وَأَصـْبَحَتُ بِـالْوَادِ المُقَـدَّسِ جَالِسـَاً
عَلَـى طُـورِ سـِينَا قَدْ سَمَوْتُ بِخَلْعَتِي
وَطَـافَتْ بِـيَ الأَكْـوانُ مِـن كُلِّ جَانِبٍ
فَصــِرْتُ لَهَـا أَهْلاً بِتَحْقِيـقِ نِسـْبَتِي
فَلِـي عَلَـمٌ فِـي ذَرْوَةِ الْمَجْـدِ قَائِمٌ
رَفِيـعُ الْسـَّنَا تَـأْوِي لَـهُ كُـلُّ أُمَّةِ
فَلاَ عِلْــمَ إِلاَّ مِــنْ بِحَـارٍ وَرَدْتُهَـا
وَلاَ نَقْــلَ إِلاَّ مِــنْ صـَحِيحِ رِوَايَـتي
عَلَى الدُّرَّةِ الْبَيْضَاء كَانَ اجْتمَاعُنَا
وفِـي قَـابَ قَوْسـَيْنِ اجْتِمَـاعُ الأَحِبَّةِ
وَعَـايَنْتُ إِسـْرَافيل وَاللَّوْحَ وَالرِّضَا
وَشــَاهَدْتُ أَنْــوَارَ الجَلاَلِ بِنَظْرَتِـي
وَشـَاهَدْتُ مَـا فَـوْقَ السَّماوَاتِ كُلَّهَا
كَـذَا الْعَرْشُ وَالْكُرْسيِّ فِي طَيِّ قَبْضَتِي
وَكُــلُ بِلاَدِ اللــهِ مُلْكِــي حَقِيقَـةً
وَأَقْطَابُهَـا مِـنْ تَحْـتِ حُكْمِي وَطَاعَتِي
وَجُـودِي سـَرَى فِـي سـِرِّ سِرِّ الحَقِيقَةِ
وَمَرْتَبَتِــي فَـاقَتْ عَلـى كُـلِّ رُتْبَـةِ
وَذِكْـرِى جَلَـى الأَبْصـَارَ بَعْدَ غِشَائِهَا
وَأَحْيَـا فُـؤَادَ الصـَّبِّ بَعْدَ الْقَطِيعَةِ
حَفِظْـتُ جَمِيـعَ الْعِلْـمِ صـِرْتُ طِـرَازَهُ
عَلَـى خِلْعَةِ التَّشْرِيفِ فِي حُسْنِ خَلْوَتِي
قَطَعْـتُ جَمِيـعَ الْحُجْـبِ لِلْحُـبِّ صَاعِداً
وَمَـا زِلْـتُ أَرْقَـى سـَائِراً بِمَحَبتِـي
تَجَلَّـى لِـيَ السـَّاقِي وَقَـالَ إلىَّ قُمْ
فَهَـذَا شـَرَابُ الْحُـبِّ فِي حَانِ حَضْرَتِي
تَقَــدَّمْ وْلاَ تَخْــشَ كَشـَفْنَا حِجَابَنَـا
تَمَــلَّ بِحَــانِي وَالشـَّرَابِ وَرُؤْيَـتي
شـَطَحْتُ بِهَـا شـَرْقَاً وَغَرْبَـاً وَقِبْلَـةً
وَبَـرَّاً وبحـراً مِـنْ نَفَـائِسِ خَمْرَتِـي
وَلاَحَـتْ لِـيَ الأَسـْرارُ مِـنْ كُـلِّ جَانِبٍ
وَبَـانَتْ لِـيَ الأَنْـوَارُ مِـنْ كُلِّ وَجْهَةِ
وَشـَاهَدْتُ مَعْنـىً لَـوْ بَـدَا كَشْفُ سِرِّهِ
لِصــُمِّ الْجِبَــالِ الرَّاسـِيَاتِ لَـدُكَّتِ
وَمَطلــعُ شـَمْسِ الأُفْـقِ ثُـمَّ مَغِيبُهَـا
وَأَقْطَارُ أَرْضِ الله فِي الْحَالِ خَطْوَتِي
أَقَلَّبُهَـــا فِــي رَاحَتَــىَّ كَــأُكْرَةِ
أَطُـوفُ بِهَـا جَمْعَـاً عَلَى طُولِ لَمْحَتِي
أَنَـا قُطْـبُ أَقْطَـابِ الوُجُـودِ حَقِيقَةً
عَلَـى سـَائِرِ الأَقْطَـابِ قَوْلِي وَحُرْمَتِي
تَوَســَّلْ بِنَـا فِـي كُـلِّ هَـوْلٍ وَشـِدَّةٍ
أُغِيثُـكَ فِـي الأَشـْيَاءِ طُـرَّاً بِهِمَّتِـي
أَنَــا لِمُرِيـدِي حَـافِظٌ مـا يَخَـافُهُ
وَأَحْرُســُهُ مِــنْ كُــلِّ شــَرٍّ وَفِتْنَـةِ
مُرِيـدِيَ إِذْ مَـا كَـأنَ شَرْقاً وَمَغْرباً
أُغِثْـهُ إِذَا مَـا سـَارَ فِـي أَيِّ بَلْدَةِ
فَيَـا مُنْشـِدَاً لِلنَّظْـمِ قُلْـهُ وَلاَ تَخَفْ
فَإِنَّــكَ مَحْــرُوسٌ بِعَيْــنِ الْعِنَايَـةِ
وَكُـنْ قَـادِرِيَّ الْـوَقْتِ لِلَّـهِ مُخْلِصـَاً
تَعِيــشُ ســَعِيدَاً صــَادِقَاً بِمَحَبَّتِـي
عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني أبو محمد يحيى الدين الجيلاني.مؤسس الطريقة القادرية، من كبار الزهاد والمتصوفين، ولد في جيلان (وراء طبرستان)، وانتقل إلى بغداد شاباً سنة 488هـ، فاتصل بشيوخ العلم والتصوف، وبرع في أساليب الوعظ، وتفقه وسمع الحديث، وقرأ الأدب واشتهر.وتصدر للتدريس والإفتاء ببغداد سنة 528هـ، وكان يأكل من عمل يده، وتوفي ببغداد.له كتب منها: (الغنية لطالب طريق الحق-ط)، (الفتح الرباني - ط) و(فتوح الغيب-ط)، و(الفيوضات الربانية -ط).