
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صَبَوتَ إِلى الدُنيا وَذو اللُّبِّ لا يصبوا
وَغَــرَّكَ مِنهـا السـِلمُ باطِنُهـا حَـربُ
فَــذَرها وَشــَرِّق لا يَقـرَّ بِـكَ الغَـربُ
بِيَـــثرِبَ نــورٌ لِلنُبــوَّةِ لا يَخبــو
تَشـارَكَ فـي إِدراكِـهِ الطَـرفُ وَالقَلبُ
بِــهِ فاســتَنِر إِن تَنتَهِـض بِـكَ هِمَّـةٌ
وَلاتَنتَقِــض مِــن دونِــهِ لَــكَ عَزمَـةٌ
فَكُــلُّ ضــياءٍ دونَــهُ فَهــوَ دُهمَــةٌ
بَــداوَ بِقــاعُ الأَرضِ ظُلــمٌ وَظُلمَــةٌ
فَأَشــرَقَتِ الأَرجــاءُ واِنقَشـَعَ الكَـربُ
أَلَهفــي لِعُمـرٍ فـي المَحـالِ أَضـَعتُهُ
ســَمِعتُ بِــهِ أَمــرَ الهَـوى وَأَطَعتُـهُ
كَــأَنّيَ لَــم أَعــرِف نَبيّــاً عَرَفتُـهُ
بِكُـــلِّ كِتـــابٍ لِلنَـــبيينَ نَعتُــهُ
وَقَـد مَـرَّ مـا قـالَ النَبيونَ وَالكُتبُ
نَـــبيٌّ بِغَيـــرِ الــوَحي لا يَتَصــَرَّفُ
عَفــوٌّ عَــنِ الجــاني وَقَــد يَتَوَقَّـفُ
يَليــنُ بــإِذنِ اللَـهِ حينـاً وَيَعنِـفُ
بَشـــيرٌ نَـــذيرٌ مـــوثرٌ مُتَعَطِّـــفٌ
لَـهُ الديمَـةُ الهَطلاءُ وَالعَطَـنُ الرَحبُ
فَــأَثنِ عَلَيــهِ بالســَخاءِ وَبالحَيـا
وَبالصـَبر يَـومَ البأسِ إِن كُنتَ مُثنيا
بِحَــقٍّ وَقُــل فيــهِ وَلا تَخـشَ مُنحيـا
بَــذولٌ فَلا جَــدبٌ إِذا بَخِــلَ الحَيـا
مَلاذٌ فَلا خَـــوفٌ إِذا صــَمَّمَ العَضــبُ
لَهُ القَدَمُ المَعلومُ في البأسِ وَالنَدى
فَقَــد وَهَــبَ الأَعلاقَ واصـطَلمَ العِـدى
وَفــي كُـلِّ خَيـرٍ جُملَـةً بَلَـغَ المَـدى
بَـــواطِنُهُ نـــورٌ ظَــواهِرُهُ هُــدى
فَلا هَــديُهُ يَخفــى وَلا نــورُهُ يَخبـو
لَـــهُ خُلُـــقٌ عَــذبٌ وَبِــرٌّ وَوصــلَةٌ
وَصــَبرٌ عَلــى جَهـلِ الجَهـولِ وَمُهلَـةٌ
وَوَجـهٌ كَمـا لاحَـت مِـنَ البَـدرِ جُملَـةٌ
بَهــيٌّ مَهيــبٌ لَــم تُعــاينهُ مُقلَـةٌ
مَـنَ النـاسِ إِلّا شـَفَّها الرُعـبُ وَالحُبُّ
أَلا إِنَّ مَـــــولاهُ أَرادَ اِصــــطِناعَهُ
فَحَســـَّنَ مِنـــهُ خُلقَـــهُ وَطِبــاعَهُ
فـــأَظهَرَ مِنـــهُ دينَـــهُ وَأَشــاعَهُ
بَليـغٌ إِذا اِستَعصـى اللِسـانُ أَطـاعَهُ
لِســانٌ بِقَــولِ الحَــقِّ مُنطَلـقٌ رَطـبُ
لَـهُ فـي اِقتيـادِ الخَلقِ بالحَقِّ مَنزَعُ
وَثَبــتٌ لأَمــرِ اللَــهِ لِلخَلـقِ أَجمَـعُ
وَفـــي كُـــلِّ خَطـــبٍ داؤُهُ يُتَوقَّــعُ
بَيـانٌ لَـهُ فـي النَفـعِ وَالضـُرِّ مَوقِعُ
عَلَيـهِ تُحَـلُّ السـِلمُ أَو تُعقَـدُ الحَربُ
انـــافُ بِــوَحي اللَــهِ أَيَّ إِنافَــةٍ
عَلــى كُــلِّ ذي زَجــرٍ وَكُــلِّ عيافَـةٍ
وَكَيــفَ يُجــاري بِــاختِراعِ خُرافَــةٍ
بَريــءٌ بِشــَقِّ الصـَدرِ مِـن كُـلِّ آفَـةٍ
فَلا لَمَـــمٌ يُعــزى إِلَيــهِ وَلا ذَنــبُ
لأَشـــرَقَتِ الــدُنيا بِنــورِ بَيــانِهِ
أَلَهفـي عَلـى مـا فـاتَني مِـن عيانِهِ
يُحَــدِّثُ مِنــهُ عَــن عُلــومِ جَنــانِهِ
بَصــيرٌ بِســِرِّ الغَيــبِ قَبـلَ كيـانِهِ
لَـهُ يَقـرُبُ المَرمـى وَتَرتَفِـعُ الحُجـبُ
فـأَعظِم بِرِفـدٍ مِنـهُ قَـد صـابَ عُرفُـه
وَأَكـرِم بِـذِكرٍ مِنـهُ قَـد طـابَ عَرفُـه
بَصــيرَتُهُ فــي الأَمــرِ يُشـكِلُ صـَرفُهُ
بَصــيرَةُ مَعصــومٍ إِذا نــامَ طَرفُــهُ
فَلِلقَلــبِ طَــرفٌ لا يَنــامُ لَـهُ هُـدبُ
عَلــى أَحمَــدٍ مِــن رَبِّــهِ صــَلَواتُهُ
لَقَــد عَظُمَــت فــي خَلقِــهِ بَرَكـاتُهُ
لَقَــد بَهَـرَت شـَمسَ الضـحى مُعجِزاتُـهُ
بَراهينُــــهُ لا تَنقَضـــي وَهِبـــاتُهُ
فآيـــاتُهُ شـــُهبٌ وَأَنمُلُـــهُ ســُحبُ
وَلَمّـــا اِجتَبــاهُ رَبُّــهُ لِلمَكــارِمِ
فَهــانَت لَــدَيهِ أُمَّهــاتُ العَظــائِمِ
وَمـــا أَخَـــذَتهُ فيــهِ لَومَــةُ لائِم
بَنــي قُبَّــةَ الإِســلامِ فَــوقَ دَعـائِمِ
مِنَ الخَمسِ في أَفيائِها العُجمُ وَالعُربُ
بَناهـا فَحـاطَ العَينَ مِنها مَعَ الحِمى
كَريـمُ المَسـاعي لا يُسامى إِذا اِنتَمى
خَلائِقُــهُ أَنـدى مِـنَ الغَيـثِ إِذ هَمـى
بـوارِقُهُ تَهـدي القُلـوبَ مِـنَ العَمـى
فَلا عِلَّــةٌ تُخشــى وَقَـد أَنجَـحَ الطِـبُّ
أَتُبصــِرُ أَم غَطّــى بَصــيرَتَكَ القَـذى
سـَجايا رَسـولِ اللَـهِ أَحمَـدَ فَـوقَ ذا
إِذا شـيءَ مِنهُ الخَيرُ لَم يَنأَ عَن إِذا
بَــديعُ السـَجايا فَهـوَ بَـذلٌ وَلا أَذى
وَمَـــنُّ وَلا مَـــنٌّ وَصـــَفحٌ وَلا عَتــبُ
مُحَمَّـــدٌ الأَهـــدى مَقـــالاً وَحُجَّـــةً
مُــبينُ الهُــدى لِلســالكينَ مَحَجَّــةً
وَأَصـدَقُ مَـن يَمشـي عَلـى الأَرضِ لَهجَـةً
بِــهِ خُتِــمَ السـِلكُ النَـبيئيُّ بَهجَـةً
لَـهُ القُـربُ مِنَ دونِ الوَرى وَلَهُ الحُبُّ
وَهَــل بَعــدَ مَســراهُ لِمَـولاهُ غايَـةٌ
هُــوَ العَبــدُ حَقّــاً قَرَّبَتـهُ عِنايَـةٌ
نِهــايَتُهُ لَــم تَكتَســِبَها بِدايَــةٌ
بِــــدايَتُهُ لِلمُرســــَلينَ نِهايَـــةٌ
هُـمُ الشـُهبُ حُسـناً حَـولَهُ وَهُوَ القُطبُ
أُحِـــبُّ رَســولَ اللَــهِ حُــبَّ مُوَحِــدٍّ
وَأَمـــدَحُهُ بِـــالحَقِّ غَيـــرَ مُفَنَّــدٍ
وَإِن بَلَــغَ المَطلـوبََ بالمَـدحِ مُجتَـدٍ
بَلَغنـــا بِمَــدحِ الهاشــميِّ مُحَمَّــدٍ
ذُرى قُنَــنٍ مـا إِن تُطاوِلُهـا الهُضـبُ
لَقَــد فــازَ مَـن لَبّـى وَطـافَ وزارَهُ
وَمَــرَّغَ فــي ذاكَ التُــرابِ عِــذارَهُ
يَقـولُ وَقَـد أَدنـى الهَـوى مِنهُ دارَهُ
بِحُــبِّ رَســولِ اللَــهِ نَرجـو جِـوارَهُ
وَكُــلُّ مُحِــبٍّ فــالحَبيبُ لَــهُ حَســبُ
عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد أبو زيد الفازازي القرطبي.نزيل تلمسان. شاعر، له اشتغال بعلم الكلام والفقه، كان شديداً على المبتدعة، استكتبه بعض أمراء وقته.ولد بقرطبة، ومات بمراكش.له (العشرات -خ) في المدائح النبوية، و(الوسائل المتقلبة -خ) في شستر بتي (3/4825).