
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصـــَبتُ مِــنَ الحُســّادِ أَنفَــذَ مَقتَــل
بِمَـــدحيَ لِلهـــادي النَــبيِّ المُفَضــَّلِ
وَأَلزَمتُـــهُ فِكـــري فَقُلـــتُ لِعُـــذَّلي
حَقيـــقٌ عَلَينــا مَــدحُ أَفضــَلِ مُرســَلِ
وَإِن كَلَّــتِ الأَقـوالُ عَـن واجِـبِ المَـدحِ
هُــوَ الرَحمَــةُ المُهــداةُ لِلكَـونِ كُلِّـهِ
هُــوَ الســِترُ يــأوي كُــلُّ ضـاحٍ لِظِلِّـهِ
مُقيــمُ عِمــادِ الــدينِ حــافِظُ أَصــلِهِ
حَـــبيبُ إِلَــهِ العَــرشِ خــاتِمُ رُســلِهِ
وَلا شـَيءَ بَعـدَ الشـُهبِ أَهـدى مِـنَ الصُبحِ
حَشـــا رَبُّــهُ مِنــهُ الســَرآئِرَ رأفَــةً
كَمــا قَــد كَســى مِنـهُ الظـواهِرَ عِفَّـةً
ضــياءٌ إِذا مــا الجَهــل أَظلَـمَ سـُدفَةً
حَليــمٌ إِذا طاشــَت يَــدُ الطَــودِ خِفَّـةً
جَــوادٌ إِذا ضــَنَّت يَـدُ المُـزنِ بِالسـَفحِ
أَلا إِنَّــهُ الــردءُ القَــويُّ مِـنَ الـرَدى
أَلا إِنَّــهُ الحَــقُّ المُــبينُ لِمَــن شـَدا
غِنـــىً لِمَـــن اِســـتَجدى هُــدىً لِمَــنِ
اِقتَـدى حَيـيٌّ مِـنَ السـُؤالِ مُنهَمِلُ النَدى
عَفُـــوٌّ عَــنِ الجُهّــالِ مُتَّصــِلُ الصــفحِ
ثَنــاءٌ كَعَــرفِ الزَهــر بـاكَرَهُ النَـدى
وَرأيٌ مَــنِ اِســتَهدى بِعضــمَتِهِ اِهتَــدى
وَمـرأى كَمـا لاَحَـت ذُكـاءُ إِذا بَـدا حَكى
الشـَمسَ فـي الإِشـراقِ وَالنَجـمِ في الهُدى
وَبَدرَ الدُجى في الحُسنِ وَالمِسكَ في النَفحِ
دَعــا فَســَقانا الغَيــثَ خَيــرَ ســُلافَةٍ
وَزادَ فَجَلّـــى نَـــوءَهُ عَـــن كَثافَـــةٍ
فَلِلَّـــهِ مِنـــهُ عِنـــدَ كُـــلِّ مَخافَــةٍ
حَريــصٌ عَلــى الإِنقــاذِ مِــن كُـلِّ آفَـةٍ
فَفـي القَيـظِ يَستَسقي وَفي الفَيضِ يَستَصحي
مَضــى غَيـرَ مَفقـودِ السـَناءِ وَلا السـَنا
وَقَــد أَعجَــزَ الأَيّـامَ هَـدمُ الَّـذي بَنـي
لَنـا مِـن أَثيلِ المَجدِ في الدينَ وَالدُنا
حَــدائِقُهُ فيهــا لَنــا الظِـلُّ وَالجَنـى
فَهــا نَحــنُ نُجنــي دونَ كَــدٍّ وَلا كَـدحِ
فَكَــم قَــد هَـدى أَعمـى وَأَرشـَدَ صـابِئاً
فَـــأَدبَرَ شـــَيطانُ الضـــَلالَةِ خاســِئاً
وَأَفصـــَحَ أُمـــيُّ الجَهالَـــةِ قـــارِئاً
حِمـــاهُ حَمـــاهُ اللَــهُ كَهلاً وَناشــِئاً
فَلِلَّــهِ صــُبحٌ لَيــسَ يَطلُــعُ مِــن جُنـحِ
لَقَــد خــابَ مَــن عـاداهُ أَخسـَرَ خَيبَـةٍ
رَســـولٌ غَــدا لِلــوَحي أَحفَــظَ عَيبَــةٍ
يَــرى مَلكــوتَ العَــرشِ وَهــوَ بِطيبَــةٍ
حُضــورُ رَســولِ اللَــهِ مِـن غَيـرِ غَيبَـةٍ
وَأَنّــى يَغيــبُ القَلــبُ قُــدِّسَ بِالشـَرحِ
ضــَرَبنا بِــهِ اليـافوخَ مِـن كُـلِّ مُلحِـدٍ
فَلاذَ يَقــــولُ الحَـــقِّ بَعـــدَ تَمَـــرُّدٍ
وَقُلنــا اِفتِخــاراً مِنــهُ حَــقَّ بِأَوحَـدٍ
حَجَجنـــا بِتَفضـــيلِ النَـــبيِّ مُحَمَّـــدٍ
جَميـعَ الـوَرى وَالصـَفحُ لَيـسَ مِـنَ السَفحِ
عَرَفنـــا بِـــهِ أَنّــا عَبيــدُ مَشــيئَةٍ
أَثَرنـــا بِـــهِ لِلغَيــبِ كُــلِّ خَــبيئَةٍ
مُنِحنــا بِــهِ الأَربــاحَ غَيــرَ نَســيئَةٍ
حَطَطنـــا بِـــهِ أَعبـــاءَ كُـــلِّ خَطيئَةٍ
وَمَــن قَــدَّمَ المَحبــوبَ أَيقَـن بِالنُجـحِ
يَــداهُ هُمــا الحَـدّانِ لِلبـأسِ وَالنَـدى
يَنوبـانِ فـي المَعنـى عَنِ المُزنِ وَالمُدى
فَلِلَّـــهِ مـــا أَردى وَلِلَّـــهِ مــا وَدى
حَمـى الـدينَ وَالـدُنيا بِعَضـبٍ مِنَ الهُدى
وَلَــدنٍ مِـنَ التَقـوى وَزَعـفٍ مِـنَ النُصـحِ
لَقَـــد دَلَّ إِســـراءُ الإِلَـــهِ بِعَبـــدِهِ
عَلـــى أَنَّــهُ قَــد خُــصَّ مِنــهُ بِــوُدِّهِ
مُحـــالٌ لِعَيشـــي أَن يَطيـــبَ لِفَقــدِهِ
حَـــرامٌ عَلـــى قَلــبي ســُلُوٌّ لِبُعــدِهِ
وَأَنّـــي لَحَـــرّانِ الجَوانِــحِ بِالنَضــحِ
كَلِفــــتُ بِحُــــبِّ الهاشـــميِّ مُحَمَّـــدِ
وَأَكَّـــدَ حُبّـــي فيــهِ عَــن أُمّ مَعبَــدِ
حَــديثٌ بِــدَرِّ الشــاةِ لِلمَســحِ بِاليَـد
حَلا ذَِكـــرُهُ فـــي قَلـــبِ كُــلِّ مُوَحِّــدِ
فَكُلُّهُــمُ يُمســي مَشــوقاً كَمــا يُضــحى
فَكَــم مِــن سـَقامٍ قَـد شـَفى مِنـهُ طبُّـهُ
فَنَحــــنُ مَعــــاً نَشـــتاقُهُ وَنُحبُّـــهُ
وَنَقتُـــلُ مِـــن أَعــدائِهِ مَــن يَســُبُّهُ
حَبـــاهُ بِأَشـــتاتِ الفَضـــائِلِ رَبُّـــهُ
وَحَسـبُكَ مـا قَـد جـاءَ فـي سـورَةِ الفَتحِ
لَئِن غـــابَ عَنّــا إِنَّــهُ غَيــرُ غــائِبِ
وَمَســـكَنُهُ بَيـــنَ الحَشــا وَالتَــرائِبِ
فَيالَيتَنــا قَبــلَ اِختِطــافِ النَــوائبِ
حَفَفنــا بِــذاكَ القَـبرِ مِـن كُـلِّ جـانِبِ
لِنَــروي بِمــرآهُ مِــنَ الظَمــإِ البَـرحِ
أَقَمنــا وَنــارُ الشــَوقِ تُـذكى تَلَهُّبـا
وَرُمنـا إِلَيـهِ السـَيرَ وَالحُكـمُ قَـد أَبى
وَلَــو قَــد وَجَـدنا نَحـوَهُ بَعـدُ مَـذهَبا
حَثَثنــا إِلَيــهِ العيـسَ شـَرقاً وَمَغرِبـاً
سـِراعاً إِلـى أَن نُـدرِكَ اللَمـعَ بِاللَمـحِ
حَلَفـتُ بِـذي العَـرشِ الَّـذي فَـوقَهُ اِستَوى
لَـوِ اِسـطَعتُ لاختَـرتُ الـدُنوَّ عَلـى النَوى
مِـنَ الصـادِقِ المَصـدوقِ مُرشـِدِ مَـن غَـوى
حَنينــي إِلــى لُقيــاهُ مُحتَـدِم الجَـوى
وَدَمعــي عَلــى مَثــواهُ مُتَّصــِلُ الســَحِّ
هُــوَ البَــرُّ لا يَخفــي وضــوحُ طَريقِــهِ
هُــوَ الحَــقُّ مَــن عــاداهُ غَـصَّ برِيقِـهِ
هــوَ الصــِدقُ لا مَنجــىً لِغَيــرِ فَريقِـهِ
حَفيـــلُ ثَنــائي قاصــِرٌ عَــن حُقــوقِهِ
وَلِلبَحــرِ قَعــرٌ لَيــسَ يُــدرَكُ بِالسـَبحِ
إِلــى اللَــه أَشـكو حَـرَّ نـارِ جَـوانِحي
لِفَقــــدِ نَـــبيٍّ قـــائِمٍ بِالمَصـــالِحِ
كَريـــمِ المَســـاعي بــاذِلٍ لِلنَصــائِحِ
حَبَســـتُ عَلَيـــهِ رأسَ مـــالِ مَــدائِحي
لِعِلمــي بإِضـعافِ المَثوبَـةِ فـي الرِبـحِ
عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد أبو زيد الفازازي القرطبي.نزيل تلمسان. شاعر، له اشتغال بعلم الكلام والفقه، كان شديداً على المبتدعة، استكتبه بعض أمراء وقته.ولد بقرطبة، ومات بمراكش.له (العشرات -خ) في المدائح النبوية، و(الوسائل المتقلبة -خ) في شستر بتي (3/4825).