
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا فـاذكروا المُختارَ تَحظوا بِخَيرِهِ
وَفــي كُـلِّ قَصـدٍ فَلتَسـيروا بِسـَيرِهِ
وَإِن تَشــتَرُ وانفَــعَ الكَلامِ بِضـَيرِهِ
دَعـوا الامتِـداح المُصطَفى مَدحَ غَيرِهِ
فَــذِكرُ رَسـولِ اللَـهِ أَعلـى وَأَمجَـدُ
بِـذِكرِ رَسـولِ اللَـهِ أَسـمو وَأَعتَلـي
وَقَلــبي إِلَيــهِ بِالصـَبابَةِ يَصـطَلي
وَلَيـــسَ ســِواهُ مَطلَــبي وَمــؤَمَّلي
دَليـلُ الوَرى وَاللَيلُ بِالصُبحِ يَنجَلي
شــَفيعُهُمُ وَالنــارُ بِـالنورِ تَخمـدُ
فَمَـن شـَكَّ فيـهِ حيـنَ يُـذكرا أَفكَـلُ
تُحَـــمُّ بِـــهِ أَحشـــاؤُهُ وَتُقلَقَــلُ
وَفيـهِ لَـهُ مِـن لَوعَـةِ الشـَوقِ سَلسَل
دَواءٌ بِـــأَدواءِ القُلـــوبِ مُوَكَّــلُ
فَمَـن شـَكَّ فـي الإِبـراءِ فالحِسُّ يَشهَدُ
تَمَســَّكَ بِـالوثقى مِـنَ الحَـقِّ عُـروَةً
فَأَرســـَلَهُ مَــولاهُ لِلخَلــقِ قُــدوَةً
وَحيـنَ سـَطا بالإِفـكِ وَالـزورِ سـَطوَةً
دَعـا الثَقَلَيـنِ الإِنـسَ وَالجِـنَّ دَعوَةً
إِلـى الحَشـرِ فـي أَسـماعِهِم تَتَـرَدَّدُ
دَعــاهُم فَلَبّــى مَــن حَـدَتهُ عَلاقَـةٌ
وَقَـد آنَ مِـن سـُكرِ اللَجـاجِ إِفاقَـةٌ
وَمَـن لَـم يُجِـب طَوعـاً فَلِلسَيفِ طاقَةٌ
دِمــآءُ الهَـوادي إِن عَصـَتهُ مُراقَـةٌ
بِعَضــبٍ مِــنَ التَوحيــدِ لا يَتَقَصــَّدُ
قَريــبٌ وَإِن شــَطَّت عَلَيـهِ المَفـاوِزُ
أَحَبَّتــهُ مِــن سـِرِّ النُفـوسُ غَـرائِزُ
فَطـوبى لِمَـن أَضـحى بِـهِ وَهـوَ فائِزُ
دِيــانَتُهُ ســِترٌ عَـنِ النـارِ حـاجِزُ
فَمَـن ضـَلَّ عَنهـا فـي العَـذابِ مُخَلَّدُ
مَخــائِلُهُ أَبهــى مِـنَ الشـَمسِ غُـرَّةً
شــَمائِلُهُ كالشــَهدِ طيبــاً وَخُـبرَةً
فَضــائِلُهُ كــالرَوضِ حُســناً وَنَضـرَةً
دَلائِلُــهُ كالشــُهبِ نــوراً وَكَــثرَةً
فَلا الـزورُ يَسـتَهوي وَلا الحَـقُّ يُجحَدُ
بَنـي بُنيَـةً لِلَّـه مِـن أَعظَـمِ البُنا
تُحـاطُ بأَسـوارٍ مِـنَ الـبيضِ وَالقَنا
فَلِلَّـه مـا أَرسـى وَلِلَّهـا مـا بَنـى
دُجـى الشـِرك جَلّاهُ عَنِ الدينِ وَالدُنا
هِلالٌ بِلألاءِ الهُــــــدى يَتَوَقَّـــــدُ
أَتـى فـي عُلـومٍ لَـم تَكُن في دَفاتِرٍ
شــَهاداتُها لَــم تَضـطَرِب بِتَهـاتُرٍ
فَلِلَّــه مــا لِلمُصــطَفى مِـن مـآثرٍ
دَلَلنـــا بإِجمــاعٍ وَنَــصِّ تَــواتُرٍ
عَلــى أَنَّـهُ بِـالحُبِّ وَالقُـربِ مُفَـردُ
هُـوَ الفَـردُ قَـد غَـصَّ الفَضاءُ بِجَمعِهِ
يَحِـــنُّ فــؤادي لِلوقــوفِ بِرَبعِــهِ
عَســى الضــُرُّ مِــن قَلــبي يُــزاحُ
بِنَفعِهِ دعائِمُهُ اللاتي اِستَقَلَّت بِشَرعِهِ
بِهــا يَســعَدُ الاوي إِلَيهـا فَيَصـعَدُ
وَرِثنـا الهُـدى عَنـهُ فَـأَكرِم بإِرثِهِ
فَفــي نَشـرِهِ أُفنـي الحَيـاةَ وَبَثِّـه
فَكَــم طــابَ مِـن قَلـبٍ بَعـد خُبثِـهِ
دَرى النـاسُ طُـرّاً صـِدقَهُ يَـومَ بَعثهِ
وَلكنَّــهُ فــي النـاسِ لِلنـاسِ حُسـَّدُ
أَحاســـِدهُ مُــت إِنَّ عَيشــَكَ أَنكَــدُ
فَهـا هُوَ في الدُنيا وَفي الدينِ سَيِّدُ
يُقــادُ بِــهِ جَيــشٌ وَيُعمَــرُ مَسـجِدُ
دَهــى الشــِركَ مِنـهُ مَشـرَفيٌّ مُهَنَّـدُ
وَرُمـــحٌ رُدَينـــيٌّ وَســـَهمٌ مُســَدَّدُ
فَكَـــم أَنَّـــةٍ لِلمُشــركينَ وَأَهَّــةٍ
وَقَــد هَــدَّمن بُنيـانِهِم كُـلَّ رَدهَـةٍ
يُخَرِّبُهــا فــي لَحظَــةٍ صـُنعَ بُرهَـةٍ
دَفَعنــا بِـهِ عَنّـا دُجـى كُـلِّ شـُبهَةٍ
إِذا اِنتُضـيَ البُرهـانُ فالإِفـكُ مُغمَدُ
تَخَلَّــصَ لِلتَبليــغِ عَــن غَيـرِ فَهَّـةٍ
وَلِلحَـقِّ وَالتَحقيـقِ مِـن غَيـرِ شـُبهَةٍ
وَلَمّــا تَنــاهى طيـبُ طَعـمٍ وَنَكهَـةٍ
دَخَلنـا بِـهِ فـي الدين مِن كُلِّ وجهَةٍ
وَكُــلُّ ســَبيل فيــهِ أَحمَــدُ يُحمَـدُ
هُـوَ المُلهَـمُ المـوحى إِلَيهِ المُنَبَّهُ
فَلا لُــبَّ فــي الأَلبـابِ يُشـبِهُ لُبَّـهُ
وَإِذ دجيـءَ بِـالتَخيير فاِختـارَ رَبَّهُ
دَنــا لَيلَــةَ الإِسـراءِ مِمَّـن أَحَبَّـهُ
وَثـانيهِ روحُ القُـدسِ وَالنـاسُ هُجَّـدُ
تَواضـــَعَ لا عَـــن ذِلَّــةٍ وَمَهانَــةٍ
وَقــامَ بِحَــقِّ اللَـهِ دونَ اِسـتِهانَةٍ
فَأَدنـــاهُ مِنـــهُ حــامِلاً لأَمانَــةٍ
دُنـــوَّ اِصــطِفاءِ لا دُنــوَّ مَكانَــةٍ
وَقَـد كـانَ فـي حـالاتِهِ لَيـسَ يَبعـدُ
أَذا اِلتَهَبَـت لِلشـَوقِ نـارُ اِقتِداحِهِ
نُقَرِّبُــهُ بالــذِكرِ حــالَ اِنتِزاحِـهِ
وَنَمــدَحُهُ وَالقَلــبُ طَـوعُ اِرتيـاحِهِ
دوامُ المُنـى فـي ذِكـرِهِ واِمتِـداحِهِ
فـأَطنِب فَقَـد وافـاكَ مـا لَيسَ يَنفَدُ
تَــأَخَّرتُ عَنــهُ حيــنَ عَــزَّ تَقَـدُّمي
وَقَلـبي بِنـارِ الشـَوقِ يُحمى فَيحَتَمي
سـَأَبكي إِذا أَنفَـدتُ دَمعـيَ مِـن دَمي
دُمـوعي لِبُعـدي عَنـهُ كالقَطرِ تَنهَمي
وَلا طِــبَّ إِلّا القُـربُ إِن كـانَ يُسـعِدُ
تَقاصــَرَ وَصــفي عَـن كَريـمِ صـِفاتِهِ
لِفَضـــلِ ســَجاياهُ وَطُهــرَةِ ذاتِــهِ
وَمَـن ذا يَعُـدُّ الرَمـلَ فـي عَرَصـاتِهِ
دأبـتُ عَلـى الإِيـرادِ مِـن مُعجِزاتِـهِ
وَمَـن ذا يَكيـلُ البَحرَ وَالبَحرُ مُزبِدُ
لَقَــد خـابَ مَـن رَدَّتـهُ كَـفُّ سـَماحِهِ
وَضــاعَ صــَلاحٌ خــارِجٌ عَــن صــَلاحِهِ
فَمَـن حـادَ عَنـهُ فا يأَسوا مِن فَلاحِهِ
دَواعـي التُقـى مَجموعَةٌ في اِمتِداحِهِ
وَلــم لا وَخَيــرُ العــالَمينَ مُحَمَّـدُ
عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد أبو زيد الفازازي القرطبي.نزيل تلمسان. شاعر، له اشتغال بعلم الكلام والفقه، كان شديداً على المبتدعة، استكتبه بعض أمراء وقته.ولد بقرطبة، ومات بمراكش.له (العشرات -خ) في المدائح النبوية، و(الوسائل المتقلبة -خ) في شستر بتي (3/4825).