
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا فـاخشَ سـَهمَ المَـوتِ عَـن كُـلٍّ مَرصـَدِ
وَخَــف راميــاً مِنـهُ مَـتى يَـرمٍ يُقصـِدِ
وَإِن شــِئتَ فَــوزاً بــالنَعيمِ المُخَلَّـدِ
عَلَيـــكَ بِمَـــدحِ الهاشـــميِّ مُحَمَّـــدِ
فَلآ مَـدحَ أَزكـى مِنـهُ في العَقلِ وَالشَرعِ
فَــدونَكَ فاِجهَـد نَفسـَكَ الـدَهرَ مُثنيـاً
بِمــا شــِئتَ مِــن مَـدحٍ وَلَسـتَ مُوَفيـا
حَقيقَـةُ مـا قَـد شـادَ مُـذ كـانَ مُعليا
عِمـادُ الـوَرى وَالمُـزنُ قَـد شَحَّ بِالحَيا
غيــاثُهُمُ وَالبَــرقُ قَــد ضـَنَّ بِـاللَمعِ
فَلِلَّـهِ ذِكـرٌ مِنـهُ فـي القَلـبِ قَـد حَلا
وَديـــنٌ قَـــويمٌ لَــم يُقَصــِّر وَلا غَلا
وَفَــرعٌ عَلــى خَيــرِ الأُصــولِ تَأَصــَّلا
عَريـقُ السـَجايا فـي المَكـارِمِ وَالعُلا
فَناهيــكَ مِـن أَصـلٍ وَناهيـكَ مِـن فَـرعِ
مِــنَ القَــومِ لا حَــقٌّ يُضــاعُ لَــدَيهِمُ
لَهُــم شــَرَفٌ أَســناهُ أَن كــانَ مِنهُـمُ
فَكَـم أُثـرَةٍ فـي الـدَهر أَبقـى إِلَيهِـم
عَطــوفٌ عَلــى الســُؤالِ حــانٍ عَلَيهِـمُ
صـــَفوحٌ بِلا عَتـــبٍ جَـــوادٌ بِلا مَنــعِ
فَبــالحَقِّ قَــد وَصــىّ وَبِـاللَهِ قَدوَصـا
وَمِـــن كُـــلِّ جَبّــارٍ بِناصــيَةٍ نَصــى
مَنــاقِبُهُ لا وَصــمَ فيهــا لِمَــن لَصـا
عَجــائِبُهُ كــالتُربِ وَالشــُهبِ وَالحَصـى
وَذَلِــكَ عَــن أَمثــالِهِ لَيــسَ بالبِـدعِ
رَســـولٌ جَميــعُ الرُســلِ دونَ مَقــامِهِ
بَصــيرٌ يَــرى مــا خَلفَـهُ مِـن أَمـامِهِ
عَليـمٌ بِمـا فـي القَلـبِ حـالَ اِكتِتامِهِ
عُلــومُ الــوَرى فـي لَفظَـةٍ مِـن كَلامِـهِ
وَلا عَجَــبٌ أَن يُعــدَلَ الفَــردُ بِـالجَمعِ
أَتــى آخِـراً قَـد بَـذَّ مَـن كـانَ قَبلَـهُ
فَــأَخزى بِــهِ اللَــهُ الصـَليبَ وَأَهلَـهُ
وَغَـــلَّ يَـــدي ذي غُــدرَةٍ رامَ قَتلَــهُ
عَــوائِدُ هَــذي الـدارِ قَـد خُرِقَـت لَـهُ
فَغُرَّتُـــهُ لِلّمـــعِ وَالكَـــفُّ لِلنَبـــعِ
رَفَعنـا بِـهِ لِلفَخـرِ أَرفَـعَ رايَـةٍ لَهـا
صـــَوَّبَ الأَكيـــاسُ مِـــن كُــلِّ غايَــةٍ
وَإِن غُــــدِّدَت لِلرُســــلِ آيُ عِنايَـــةٍ
عَــدَدنا لَــهُ دونَ الــوَرى أَلـفَ آيَـةٍ
وَأَكثَرُهــا فـي النَقـلِ يُعضـَدُ بِـالقَطعِ
نَـــبيٌّ عَلـــى كُـــلِّ الأَنــامِ مُقَــدَّمُ
وَفيهِــم كِــرامٌ وَهــوَ اَســمى وَأَكـرَمُ
هُــوَ الشــَمسُ نـوراً والنَـبيونَ أَنجُـمُ
عَلا لَيلَـــةَ الإِســراءِ وَالنــاسُ نُــوَّمُ
ســَماءً ســَماءً ثُــمَّ زادَ عَلـى السـَبعِ
عَلا لِيَـــرى مـــا حَصـــَّلَتهُ دِرايَـــةٌ
أَتَتــهُ بِهــا عَــن جِبرَئيــلَ روايَــةٌ
وَمــا بَعـدَ رأي العَيـنِ لِلعِلـمِ غايَـةٌ
عُلــــوَّ حَــــبيبٍ حَرَّكَتـــهُ عِنايَـــةٌ
لِيُبصــِرَ مـا قَـد كـانَ يَعلَـمُ بِالسـَمعِ
أَضــاءَت بِــهِ الأَيّــامُ إِذ هـيَ أَظلَمَـت
وَعَـــزَّت نُفـــوسٌ طـــاوَعَتهُ فَأَســلَمَت
فَكُــلُّ بِــهِ حــالٌ بِعِصـمَتِهِ سـَمَت عُـرى
الـــدينِ وَالــدُنيا بِكَفَّيــهِ أُبرِمَــت
فَلا خَــوفَ مِــن فَصــمٍ لِخَصــمٍ وَلا صـَدعِ
فَيــا حُســنَ دَهــرٍ قَبـلَ مُبعَثِـهِ قَبُـح
فَبـاحَ بِـذِكرِ اللَـهِ مَـن كـانَ لَـم يَبُح
وَذَلَّــت وُجــوهٌ كُلُّهــا كـانَ قَـد وَقـح
عَرَفنـا بِـهِ المَـولى وَلَـولاهُ لَـم يَلـحُ
لَنا الفَرقُ بَينَ الضُرِّ في الدينِ وَالنَفعِ
بِفَضـــلِ ســـَجاياهُ وَيُمـــنِ طِبـــاعِهِ
تَيَســـَّرَ حِفــظُ الحَــقِّ بَعــدَ ضــَياعِهِ
فَكُــلُّ ضــَلالٍ قَــد هَــوى عَــن يَفـاعِهِ
عَقائِدُنــــا مَحروســــَةٌ باتبــــاعِهِ
فَلا أَثَـــرٌ بـــاقٍ لِنَهـــشٍ وَلا لَســـعِ
أَلا لَيـتَ شـِعري هَـل أَبيتَنَّ نازِلاً بِيَثرِبَ
حَيــــثُ البَــــدرُ يَطلَـــعُ كـــامِلاً
وَنـورُ الهُـدى فـي الأُفـقِ يَسـطَعُ ماثِلاً
عَفــا اللَــهُ عَنّــي كَـم أُشـَيِّعُ راحِلاً
إِلَيــهِ وَنــارُ الشـَوقِ دائِمَـةُ اللَـذعِ
أُشـــَيِّعُهُ حِرصـــاً عَلـــى أَن أَكــونَهُ
وَأُتبِعُــــهُ دَمعـــاً مَرَيـــتُ شـــؤُنَهُ
لأَبـــذُلَ فــي حَــقِّ الرَســولِ مَصــونَهُ
عَــدِمتُ فُــؤاداً يــألَفُ الصـَبرَ دونَـهُ
عَلـى عِلمِـهِ مـا كـانَ مِـن حَنَّـةِ الجِذعِ
إِلــى اللَـهِ أَشـكو حَـرَّ قَلـبي وَوَجـدَهُ
عَســاهُ مِــنَ الهــادي يُقَــرِّبُ بُعــدَهُ
فَمــا زِلــتُ أَبكيــهِ وَأَنــدُبُ فَقــدَهُ
عَجِبــتُ لِعَيشــي بَيــنَ ضــدَّينَ بَعــدَهُ
حَريقـــاً غَريقــاً لِلتَشــَوَّقِ وَالــدَمعِ
فَهَـــذا بِقَلـــبي لا يُقَصـــِّرُ لَـــذعُهُ
وَذاكَ بِخَـــــدّي لا يُفَتَّــــرُ وَقعُــــهُ
كَــذَلِكَ فِعــلُ الشــَوقِ دأيــاً وَصـُنعُهُ
عَنــاءٌ لَعَمــري لَيــسَ يَرقــأُ دَمعُــهُ
وَلِـم لا يَـذوبُ الشَمعُ وَالنارُ في الشَمعِ
فَيــا لِفــؤادٍ عــزَّ وَجــهُ اِصــطِبارِهِ
تَـــذَكَّرَ مَــن يَهــوى فَــذابَ بِنــارِهِ
وَمَهمــا اِحتَمــى شـَوقاً لِقُـربِ مَـزارِهِ
غَشـــَوتُ لِبَـــرقٍ لائِحٍ مِـــن ديـــارِهِ
وَمَـن فَقَـدَ المَحبـوبَ حَـنَّ إِلـى الرَبـعِ
وَلَمّـــا غَــدا رَكــبُ الهَــوى مُتَحَمِّلا
يَؤُمُّـــونَ مَـــن قَلــبي إِلَيــهِ تَبَتَّلا
وَخُلِّفــــتُ فـــي الأَخلافِ صـــَبّاً مُقَتّلا
عَكَفــــتُ عَلــــى أَمــــداحِهِ مُتَعَلِّلا
بِتردادِهــا وَالــورقُ تَرتــاحُ لِلسـَجعِ
عَســى نَبَــهٌ مِــن بَعــدِ نَـومٍ وَغَفلَـةٍ
عَســـى قَــدرٌ يَقضــي بِســاعَةِ وُصــلَةٍ
عَســى رَحمَــةٌ تـأتي وَلَـو بَعـدَ مُهلَـةٍ
عَســى دارُهُ تَــدنو وَلَــو لَمـحَ مُقلَـةٍ
وَقَـد يُـدرَكُ المأمولُ وَالروحُ في النَزعِ
عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد أبو زيد الفازازي القرطبي.نزيل تلمسان. شاعر، له اشتغال بعلم الكلام والفقه، كان شديداً على المبتدعة، استكتبه بعض أمراء وقته.ولد بقرطبة، ومات بمراكش.له (العشرات -خ) في المدائح النبوية، و(الوسائل المتقلبة -خ) في شستر بتي (3/4825).