
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا زَمانَ الحُبِّ قَد وَلّى الشَّباب
وَتَـوارى العُمـرُ كَالظلِّ الضَّئيل
وَامّحـى الماضـي كَسَطرٍ مِن كِتاب
خَطَّـهُ الوَهمُ عَلى الطّرس البَليل
وَغَــدَت أَيّامُنـا قَيـد العـذاب
فــي وُجــودٍ بِالمَسـَرّات بخَيـل
فَالَّــذي نَعشــَقُهُ يَأســاً قَضـى
وَالَّـــذي نَطلُبُـــه مَــلَّ وَراح
وَالَّــذي حُزنــاهُ بِـالأَمسِ مَضـى
مِثــلَ حُلـمٍ بَيـنَ لَيـلٍ وَصـَباح
يـا زَمـانَ الحُبِّ هَل يغني الأَمَل
بِخُلـودِ النَّفـسِ عَن ذكرِ العُهود
هَل تَرى يَمحو الكَرى رَسم القُبَل
عَـن شـِفاهٍ مَلّهـا وَردُ الخُـدود
أَو يُـدانينا وَيُنسـينا المَلَـل
سـَكرَة الوَصـلِ وَأَشـواق الصُّدود
هَـل يصـمّ المَـوتُ آذانـاً وَعَـت
أَنّـة الظُّلـمِ وَأَنغـام السـّكون
هَـل يُغشـّي القَـبرُ أَجفاناً رَأَت
خافيـات القَـبر وَالسرّ المَصُون
كَــم شـَرِبنا مِـن كُـؤوس سـَطَعت
فـي يَـدِ السـّاقي كَنـورِ القَبَس
وَرَشــَفنا مِــن شــِفاهٍ جَمَعَــت
نَغمَــةَ اللّطــفِ بِثَغــرٍ أَلعَـس
وَتَلَونــا الشــّعرَ حَتّـى سـَمِعت
زهـــرُ الأَفلاكِ صـــَوتَ الأَنفُــس
تِلــكَ أَيّــامٌ تَـوَلّت كَـالزُّهور
بِهُبـوطِ الثَّلـجِ مِن صَدرِ الشِّتاء
فَالَّـذي جـادَت بِهِ أَيدي الدُّهور
ســلَبَته خلســَةً كَــفُّ الشـّقاء
لَـو عَرَفنـا مـا تَرَكنـا لَيلَـةً
تَنقَضــي بَيــنَ نُعــاسٍ وَرقـاد
لَـو عَرَفنـا مـا تَرَكنـا لَحظَـةً
تَنثَنــي بَيــنَ خُلــوٍّ وَســُهاد
لَـو عرَفنـا مـا تَرَكنـا بُرهَـةً
مِـن زَمـان الحُبِّ تَمضي بِالبعاد
قَــد عَرَفنـا الآنَ لَكِـن بَعـدَما
هَتَـف الوجـدان قُوموا وَاِذهَبوا
قَــد ســَمِعنا وَذَكَرنـا عِنـدَما
صـَرَخ القَـبرُ وَنـادى اِقتَرِبُـوا
جبران بن خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني اللبناني. نابغة الكتاب المعاصرين في المهجر الأمريكي، وأوسعهم خيالاً أصله من دمشق، نزح أحد أجداده إلى بعلبك ثم إلى قرية بشعلا في لبنان وانتقل جده يوسف جبران إلى قرية (بشري)، وفيها ولد جبران. تعلم ببيروت وأقام أشهراً بباريس، ورحل إلى الولايات المتحدة سنة 1895 مع بعض أقاربه. ثم عاد إلى بيروت فتثقف بالعربية أربع سنوات، وسافر إلى باريس سنة 1908، فمكث ثلاث سنوات حاز في آخرها إجازة الفنون في التصوير وتوجه إلى أمريكا فأقام في نيويورك إلى أن توفي ونقل رفاته إلى مسقط رأسه في لبنان. امتاز بسعة خياله وعمق تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. وفي. ونقل رفاته إلى مسقط رأسه (بشري). امتاز بسعة في خياله وعمق في تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. واختير (عضو شرف) في جمعية (المصورين) الانكليزية. من كتبه (دمعة وابتسامة - ط) و (عرائس المروج - ط) و (الارواح المتمردة ط) و (الاجنحة المتكسرة - ط) و (العواصف - ط) و (المواكب - ط) نظم، وهو شاعر في نثره لا في نظمه، و (ما وراء الخيال - ط) و (في مواكب الامم والشعوب - ط) و (نبذة في الموسيقى - ط) وجمع أحد الأدباء فقرات من كتاباته سماها (كلمات جبران - ط) وكان يجيد الانكليزية ككتابها، وله فيها كتب، منها (النبي - ط) و (السابق - ط) و (المجنون - ط) ترجمت إلى العربية ونشرت بها (عن الأعلام للزركلي)