
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــانَ لـي بِـالأَمسِ قَلـبٌ فَقَضـى
وَأَراحَ النّــاسَ مِنـهُ وَاِسـتَراح
ذاكَ عَهـدٌ مِـن حَيـاتي قَـد مَضى
بَيــنَ تَشــبيبٍ وَشـَكوى وَنـواح
إِنَّمـا الحُـبُّ كَنجـمٍ فـي الفَضا
نُـورُهُ يُمحَـى بِـأَنوار الصـَّباح
وَســُرورُ الحُــبِّ وَهـمٌ لا يَطـول
وَجَمــالُ الحُــبِّ ظِــلٌّ لا يُقيـم
وَعُهـــودُ الحُــبِّ أَحلامٌ تَــزُول
عِنـدَما يَسـتَيقظُ العَقلُ السَّليم
كَـم سـَهرتُ اللَّيـل وَالشَّوق مَعي
ســاهِرٌ أَرقبــهُ كَــي لا أَنـام
وَخَيــالُ الوَجـدِ يَحمـي مَضـجَعي
قــائِلاً لا تَـدنُ فَـالنَّومُ حَـرام
وَســقامي هــامِسٌ فــي مَسـمَعي
مَن يُريد الوَصل لا يَشكو السقام
تِلــكَ أَيّــامٌ تَقَضــَّت فَاِبشـِري
يـا عُيـوني بِلقـا طَيـفِ الكَرى
وَاِحــذَري يـا نَفـس أَلّا تَـذكُري
ذَلِــكَ العَهـد وَمـا فيـهِ جَـرى
كُنـتُ إِن هَبَّـت نُسـَيمات السـَّحَر
أَتلــوّى راقِصــاً مِــن مَرَحــي
وَإِذا مـا سـَكَبَ الغَيـمُ المَطَـر
خِلتُــهُ الــرّاحَ فَــأَملا قَـدَحي
وَإِذا البَـدرُ عَلـى الأُفـق ظَهَـر
وَهــيَ قُربــي صـِحتُ هَلّا يَسـتَحي
كُــلُّ هَــذا كـانَ بِـالأَمسِ وَمـا
كــانَ بِـالأَمسِ تَـوَلّى كَالضـَّباب
وَمَحــا الســّلوانُ ماضـِيَّ كَمـا
تفـرطُ الأَنفـاسُ عقـداً مِن حباب
يـا بَنـي أُمـي إِذا جاءَت سُعاد
تَسـأَلُ الفِتيـانَ عَـن صـَبٍّ كَئيب
فَاخبِروهــا أَنّ أَيّـامَ البعـاد
أَخمَـدَت مِـن مُهجَتي ذاكَ اللَّهيب
وَمَكـانَ الجَمـر قَـد حَلَّ الرَّماد
وَمَحـا السـّلوانُ آثـار النَّحيب
فَــإِذا مــا غَضـِبَت لا تَغضـَبُوا
وَإِذا نــاحَت فَكونُـوا مُشـفِقين
وَإِذا مــا ضــَحِكت لا تَعجَبُــوا
إِنَّ هَــذا شـَأن كُـلِّ العاشـِقين
لَيـتَ شـِعري هَـل لَمـا مَرّ رُجوع
أَو مَعـــادٌ لِحَـــبيبٍ وَأَلِيــف
هَـل لِنَفسـي يَقظَـةٌ بَعدَ الهُجوع
لِتُرينــي وَجـهَ ماضـِيّ المُخيـف
هَـل يَعـي أَيلُولُ أَنغامَ الرَّبيع
وَعَلــى أُذنيـهِ أَوراق الخَريـف
لا فَلا بَعــثٌ لِقَلــبي أَو نُشـور
لا وَلا يَخضـــرّ عُــود المحفــلِ
وَيَـدُ الحَصـّادِ لا تُحيـي الزّهور
بَعــدَ أَن تُـبرى بِحَـدِّ المنجـلِ
شــاختِ الــرّوحُ بِجِسـمي وَغَـدَت
لا تَــرى غَيـرَ خيـالات السـِّنين
فَـإِذا الأَميـالُ فـي صـَدري فَشَت
فَبِعكّــاز اصــطِباري تَســتَعين
وَالتَـوَت مِنـي الأَمـاني وَاِنحَنَت
قَبــلَ أَن أَبلـغَ حَـدّ الأَربَعيـن
تِلـكَ حـالي فَـإِذا قـالَت رَحيل
مـا عَسـى حَلّ بِهِ قُولوا الجنون
وَإِذا قــالَت أَيشــفى وَيَــزُول
مـا بِـهِ قُولوا سَتشفيهِ المَنُون
جبران بن خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني اللبناني. نابغة الكتاب المعاصرين في المهجر الأمريكي، وأوسعهم خيالاً أصله من دمشق، نزح أحد أجداده إلى بعلبك ثم إلى قرية بشعلا في لبنان وانتقل جده يوسف جبران إلى قرية (بشري)، وفيها ولد جبران. تعلم ببيروت وأقام أشهراً بباريس، ورحل إلى الولايات المتحدة سنة 1895 مع بعض أقاربه. ثم عاد إلى بيروت فتثقف بالعربية أربع سنوات، وسافر إلى باريس سنة 1908، فمكث ثلاث سنوات حاز في آخرها إجازة الفنون في التصوير وتوجه إلى أمريكا فأقام في نيويورك إلى أن توفي ونقل رفاته إلى مسقط رأسه في لبنان. امتاز بسعة خياله وعمق تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. وفي. ونقل رفاته إلى مسقط رأسه (بشري). امتاز بسعة في خياله وعمق في تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. واختير (عضو شرف) في جمعية (المصورين) الانكليزية. من كتبه (دمعة وابتسامة - ط) و (عرائس المروج - ط) و (الارواح المتمردة ط) و (الاجنحة المتكسرة - ط) و (العواصف - ط) و (المواكب - ط) نظم، وهو شاعر في نثره لا في نظمه، و (ما وراء الخيال - ط) و (في مواكب الامم والشعوب - ط) و (نبذة في الموسيقى - ط) وجمع أحد الأدباء فقرات من كتاباته سماها (كلمات جبران - ط) وكان يجيد الانكليزية ككتابها، وله فيها كتب، منها (النبي - ط) و (السابق - ط) و (المجنون - ط) ترجمت إلى العربية ونشرت بها (عن الأعلام للزركلي)